مشكلة الخرطوم “أمنية ” أكثر من توفير الخدمات ياسعادة الفريق العطا!

وجه الفريق أول ركن ياسر العطا، مساعد القائد العام للقوات المسلحة وعضو مجلس السيادة، الوزارات والمؤسسات والهيئات المعنية، بضرورة الإسراع في توفير الخدمات الأساسية من مياه وكهرباء ورعاية صحية بولاية الخرطوم، إلى جانب البدء الفوري في حملات النظافة وإزالة مخلفات الحرب.

تأتي توجيهات العطا في وقت تشهد فيه العاصمة السودانية حالة من السيولة الأمنية، خاصة في المناطق التي تم تحريرها مؤخرًا من قبضة المليشيات، حيث تفاقمت ظاهرة السرقات وانتشرت عصابات النهب، وسط اتهامات بضلوع بعض المنتسبين للأجهزة الأمنية في هذه التجاوزات، في ظل غياب شبه تام للجنة الأمنية بالولاية.

ويواجه والي الخرطوم انتقادات حادة من المواطنين، بعد ما وصفوه بتقاعسه عن أداء واجباته، وعدم تفقده للمناطق المتضررة أو التفاعل مع المناشدات الشعبية الرامية إلى ضبط الأوضاع الأمنية، ما زاد من تفاقم الأزمات.

وخلال الأيام الماضية، شهد السوق المحلي في الخرطوم  والمناطق المجاورة له سلسلة من السرقات المنظمة نفذها أفراد باحترافية عالية، دون أي تحرك ملموس من قبل اللجنة الأمنية أو وزارة الداخلية لفرض هيبة الدولة وضبط الأوضاع.

وفي ذات السياق، تكررت مشاهد الفوضى الأمنية في مناطق مختلفة من مدينة أم درمان، وسط تساؤلات عن دور السلطات المحلية، وعلى رأسها والي الولاية، الذي يصفه البعض بأنه “غائب عن المشهد”، مقابل تركيزه على الظهور الإعلامي دون اتخاذ خطوات عملية لمعالجة الأوضاع المتدهورة.

ويؤكد مراقبون أن المشكلة لا تكمن فقط في نقص الخدمات، بل في غياب الأمن الذي يعرض ممتلكات المواطنين للخطر بعد استعادة السيطرة على الخرطوم. كما حذروا من أن هذه الانتهاكات تشوه صورة القوات المسلحة السودانية، التي قدمت تضحيات كبيرة لتحرير العاصمة، مطالبين بمحاسبة المتورطين وملاحقة العصابات التي تستغل هذا الفراغ الأمني.

نؤكد  ضرورة تحمل المسؤولية على أن المرحلة الحالية تتطلب من الجميع الارتقاء إلى مستوى التحديات، والعمل من أجل استقرار العاصمة وإعادة الحياة إلى طبيعتها.