Categories: الأعمدة

ﻣﻦ ﻗﻤﺔ اﻟﻼءات اﻟﺜﻼث اﱃ ﺻﻤﺖ اﻟﻘﻤﻢ : “اﻟﺴﻮدان ﻳﺠﻤﻊ اﻟﻌﺮب وﻳﺘﺠﺎﻫﻠﻮن ﺣﺮﺑﻪ “

ﺑﻘﻠﻢ : اﻟﻤﺴﺘﺸﺎر : ﻣﻌﺎوﻳﺔ أﺑﻮاﻟﺮﻳﺶ
ﺑﻌﺪ ﻧﻜﺴﺔ ﻳﻮﻧﻴﻮ 1967م ، ﻛﺎﻧﺖ اﻷﻣﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﺪﻣﺔ واﻻﻧﻜﺴﺎر ﺑﻌﺪ اﻟﻬﺰﻳﻤﺔ اﻟﻤﺮة ، وﻋﻘﺐ ﻫﺬه اﻟﻬﺰﻳﻤﺔ ﻟﻌﺐ اﻟﺴﻮدان دورا ﻣﺤﻮرﻳﺎ ﻓﻲ ﻟﻢ ﺷﻤﻞ اﻟﻌﺮب وﺗﻮﺣﻴﺪ ﺻﻔﻮﻓﻬﻢ ، ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﺨﻼف اﻟﺬي ﻧﺸﺐ ﺑﻴﻦ اﻟﺰﻋﻴﻢ اﻟﻤﺼﺮي اﻟﺮاﺣﻞ ﺟﻤﺎل ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ واﻟﻤﻠﻚ اﻟﺴﻌﻮدي ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ . ﺣﻴﺚ ﻧﺸﺐ اﻟﺨﻼف ﺑﻴﻦ اﻟﺮﺟﻠﻴﻦ ﺑﺴﺒﺐ
اﺧﺘﻼف ﻓﻲ وﺟﻬﺎت اﻟﻨﻈﺮ ﺣﻮل ﻛﻴﻔﻴﺔ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻌﺪو اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ واﻟﻘﻮى اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ، ﻓﻌﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻛﺎن ﻳﺪﻋﻮ اﱃ اﻟﻤﻮاﺟﻬﺔ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮة وﻳﺘﺒﻨﻰ ﻫﺬه اﻟﺮؤﻳﺔ ، ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻛﺎن اﻟﻤﻠﻚ ﻓﻴﺼﻞ ﻳﻔﻀﻞ اﻟﺤﻠﻮل اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ . وﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺴﻴﺎق اﻟﻤﺘﻮﺗﺮ ، دﻋﺎ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺴﻮداﻧﻲ اﻟﺮاﺣﻞ اﻟﺰﻋﻴﻢ إﺳﻤﺎﻋﻴﻞ اﻷزﻫﺮي إﱃ ﻋﻘﺪ ﻗﻤﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺨﺮﻃﻮم ، وﺑﺎﻟﻔﻌﻞ أﻧﻌﻘﺪ اﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﻓﻲ اﻟﺨﺮﻃﻮم ﺑﺘﺎرﻳﺦ اﻟﺘﺎﺳﻊ واﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ أﻏﺴﻄﺲ 1967م ، ﺑﺤﻀﻮر ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﺈﺳﺘﺜﻨﺎء ﺳﻮرﻳﺎ ، وﻛﺎن اﻟﻬﺪف ﻣﻦ ﻋﻘﺪ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﻤﺔ ﻫﻮ ﺗﻮﺣﻴﺪ اﻟﺼﻒ اﻟﻌﺮﺑﻲ
ﺑﻌﺪ اﻟﻨﻜﺴﺔ وإﻳﺠﺎد ﺣﻠﻮل ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﻟﻤﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت .
وﺧﻼل إﻧﻌﻘﺎد اﻟﻘﻤﺔ ، ﻧﺠﺢ اﻟﺴﻮدان ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺼﺎﻟﺤﺔ ﺑﻴﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ واﻟﻤﻠﻚ ﻓﻴﺼﻞ ، ﻣﻤﺎ أدى إﱃ ﺗﻮﺣﻴﺪ اﻟﺠﻬﻮد اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ، وﺧﺮج اﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺑﻘﺮارات ﻫﺎﻣﺔ ، ﻛﺎن أﺑﺮزﻫﺎ ﻣﺎ ﻋﺮف ب “اﻟﻼءات اﻟﺜﻼث ” ﻻ ﺻﻠﺢ ، وﻻ إﻋﺘﺮاف ، وﻻ ﺗﻔﺎوض ﻣﻊ اﻟﻌﺪو اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ ﻗﺒﻞ أن ﺗﻌﻮد اﻟﺤﻘﻮق اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ، وﻫﺬه اﻟﻼءات اﻟﺜﻼث آﻧﻔﺔ اﻟﺬﻛﺮ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺒﻴﺮا ﻋﻦ ﻣﻮﻗﻒ ﻋﺮﺑﻲ ﻣﻮﺣﺪ ﻳﺮﻓﺾ أي ﺗﺴﻮﻳﺔ ﺳﻠﻤﻴﺔ ﻣﻊ اﻟﻌﺪو ﻗﺒﻞ إﻧﺴﺤﺎﺑﻪ ﻣﻦ اﻷراﺿﻲ اﻟﻤﺤﺘﻠﺔ وﻋﻮدة اﻟﻼﺟﺌﻴﻦ
اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻴﻦ .
وﻗﺪ أﺳﻔﺮ اﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﻋﻦ ﺗﻌﺰﻳﺰ اﻟﺘﻀﺎﻣﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ ودﻋﻢ ﻣﺼﺮ واﻷردن اﻗﺘﺼﺎدﻳﺎ ﻟﻤﻮاﺟﻬﺔ أﺛﺎر اﻟﻌﺪوان اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ ، ﻛﻤﺎ ﺗﻢ اﻻﺗﻔﺎق ﻋﲆ إﺳﺘﺨﺪام اﻟﻨﻔﻂ ﻛﺴﻼح إﻗﺘﺼﺎدي ﻟﺪﻋﻢ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﻀﺮرة . وﻫﺬا اﻟﺪور اﻟﺬي ﻟﻌﺒﻪ اﻟﺴﻮدان ﻋﻜﺲ أﻫﻤﻴﺔ اﻟﺴﻮدان ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ
اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وﻗﺪرﺗﻪ ﻋﲆ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻓﻲ اﻻﺣﺪاث اﻟﻜﺒﺮى .
وﺑﻌﺪ ﻣﺮور أﻛﺜﺮ ﻣﻦ (57) ﻋﺎﻣﺎ ﻣﻦ إﻧﻌﻘﺎد ﻗﻤﺔ اﻟﺨﺮﻃﻮم ، ﺷﻬﺪ اﻟﺴﻮدان ﻣﻨﺬ أﺑﺮﻳﻞ 2023م ﺻﺮاﻋﺎ ﻣﺴﻠﺤﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﻘﻮات اﻟﻤﺴﻠﺤﺔ اﻟﺴﻮداﻧﻴﺔ وﻗﻮات اﻟﺪﻋﻢ اﻟﺴﺮﻳﻊ ، وﻫﺬا اﻟﺼﺮاع أدى إﱃ ﺣﺪوث أزﻣﺔ إﻧﺴﺎﻧﻴﺔ وﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮة ، وﻗﺪ أﺛﺎر إﻧﺪﻻع اﻟﺤﺮب ﻓﻲ اﻟﺴﻮدان واﻟﺘﻲ
ﺷﺎرﻓﺖ ﻋﲆ دﺧﻮل ﻋﺎﻣﻬﺎ اﻟﺜﺎﻧﻲ ، اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﺴﺎؤﻻت ﺣﻮل دور اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ، و اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ ، ﺣﻴﺚ ﻛﻨﺎ ﻧﺘﻮﻗﻊ أن ﺗﺪﻋﻮا إﺣﺪى اﻟﺪول اﻟﻜﺒﺮى ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ” اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ، ﻣﺼﺮ ” إﱃ ﻋﻘﺪ ﻗﻤﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻋﺎﺟﻠﺔ ﻟﺒﺤﺚ ﺳﺒﻞ إﻳﻘﺎف ﻫﺬه اﻟﺤﺮب اﻟﻌﺒﺜﻴﺔ واﻟﺘﻲ راح ﺿﺤﻴﺘﻬﺎ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺪﻧﻴﻴﻦ واﻻﺑﺮﻳﺎء ، ﺣﻴﺚ أن ﻋﻘﺪ ﻗﻤﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺑﺸﺄن اﻟﺴﻮدان ﻛﺎن ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن ﻟﻪ ﺗﺄﺛﻴﺮا ﻛﺒﻴﺮا ﻓﻲ ﺗﻮﺣﻴﺪ اﻟﺠﻬﻮد وﺗﻨﺴﻴﻖ اﻟﻤﻮاﻗﻒ ﺑﻴﻦ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻀﻤﺎن وﻗﻒ ﻫﺬه اﻟﺤﺮب ، ﺣﻴﺚ أن ﻋﻘﺪ اﻟﻘﻤﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻛﺎن ﺳﻴﻮﻓﺮ ﻣﻨﺼﺔ رﺳﻤﻴﺔ ﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ اﻟﻘﻀﻴﺔ واﺗﺨﺎذ ﻗﺮارات ﺟﻤﺎﻋﻴﺔ ، ﻣﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﻌﻪ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ اﻟﺠﻬﻮد اﻟﻤﺒﺬوﻟﺔ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺒﺎدرات اﻟﻔﺮدﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻬﺎ ﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ
اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ وﻣﺼﺮ واﻟﺘﻲ ﻻ ﻧﻨﻜﺮ أﻧﻬﺎ ﻗﺪ أﺳﻬﻤﺖ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺑﻌﺾ اﻟﺘﻘﺪم ﻋﲆ اﻷرض ،
وﻳﻤﻜﻨﻨﺎ اﻟﻘﻮل ﺑﺄن اﻟﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ اﻟﺠﻬﻮد اﻟﻔﺮدﻳﺔ وﻋﻘﺪ ﻗﻤﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻛﺎن ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن اﻟﻨﻬﺞ اﻷﻣﺜﻞ ﻟﻀﻤﺎن وﻗﻒ اﻟﺤﺮب ﺑﺸﻜﻞ ﻓﻌﺎل وﻣﺴﺘﺪام ، ﺣﻴﺚ أن اﻟﻘﻤﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺘﻮﻓﺮ إﻃﺎرا رﺳﻤﻴﺎ ﻟﺘﻨﺴﻴﻖ اﻟﺠﻬﻮد ، ﺑﻴﻨﻤﺎ اﻟﻤﺒﺎدرات اﻟﻔﺮدﻳﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺘﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﺪﻋﻢ اﻟﻌﻤﻠﻲ واﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ، ﻓﻌﻘﺪ ﻗﻤﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺑﺸﺄن ﺣﺮب اﻟﺴﻮدان ﻛﺎن ﺳﻴﻮﻓﺮ ﻣﻨﺼﺔ ﻟﺘﻨﺴﻴﻖ اﻟﺠﻬﻮد ﺑﻴﻦ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻤﺎ ﻳﻌﺰز ﻣﻦ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﺪﺧﻼت وﻳﻀﻤﻦ أن ﺗﻜﻮن اﻟﺠﻬﻮد ﻣﺘﻜﺎﻣﻠﺔ وﻟﻴﺴﺖ ﻣﺘﻔﺮﻗﺔ ، ﻛﻤﺎ أن ﻋﻘﺪ اﻟﻘﻤﺔ ﻛﺎن ﺳﻴﻌﻜﺲ ﺗﻀﺎﻣﻦ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻊ اﻟﺴﻮدان ، ﻣﻤﺎ ﻗﺪ

ﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻀﻐﻂ ﻋﲆ اﻷﻃﺮاف اﻟﻤﺘﻨﺎزﻋﺔ ﻟﻠﺠﻠﻮس إﱃ ﻃﺎوﻟﺔ اﻟﻤﻔﺎوﺿﺎت ، ﻛﻤﺎ أن إﻧﻌﻘﺎد اﻟﻘﻤﺔ ﻛﺎن ﺳﻴﺘﻴﺢ اﻟﻔﺮﺻﺔ ﻻﺗﺨﺎذ ﻗﺮارات ﺟﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﻠﺰﻣﺔ ، ﻣﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺴﻬﻢ ﻓﻲ وﺿﻊ ﺧﻄﺔ أو آﻟﻴﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟﻮﻗﻒ اﻟﻨﺰاع وإﻋﺎدة اﻻﻋﻤﺎر ، ﻛﻤﺎ أن اﻟﻘﺮارات اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﻤﻤﻜﻦ أن
ﺗﺼﺪر ﻋﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﻤﺔ ﺳﺘﺤﻈﻰ ﺑﺪﻋﻢ دوﻟﻲ أﻛﺒﺮ ، ﻣﻤﺎ ﻳﻌﺰز ﻣﻦ ﻓﺮص ﻧﺠﺎح اﻟﻤﺒﺎدرات .
وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻳﺠﺐ أن ﻧﺄﺧﺬ ﻓﻲ اﻻﻋﺘﺒﺎر أن اﻟﻤﺒﺎدرات اﻟﻔﺮدﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻬﺎ اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ وﻣﺼﺮ ﻛﺎﻧﺖ أﻳﻀﺎ ﻓﻌﺎﻟﺔ وأﺳﻬﻤﺖ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺑﻌﺾ اﻟﺘﻘﺪم ﻛﻤﺎ أﺳﻠﻔﻨﺎ . ﺣﻴﺚ ﻟﻌﺒﺖ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ دورا ﻣﺤﻮرﻳﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﻬﻮد اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﻟﻮﻗﻒ اﻟﺤﺮب ﻓﻲ اﻟﺴﻮدان ، ﺣﻴﺚ اﺳﺘﻀﺎﻓﺖ ﻣﺤﺎدﺛﺎت ﺟﺪة اﻟﺘﻲ ﺟﻤﻌﺖ ﺑﻴﻦ اﻷﻃﺮاف اﻟﻤﺘﻨﺎزﻋﺔ ﺑﻬﺪف اﻟﺘﻮﺻﻞ إﱃ وﻗﻒ داﺋﻢ ﻹﻃﻼق اﻟﻨﺎر وﺣﻤﺎﻳﺔ اﻟﻤﺪﻧﻴﻴﻦ ، ﻛﻤﺎ ﻗﺪﻣﺖ اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﻣﺴﺎﻋﺪات إﻧﺴﺎﻧﻴﺔ وﻃﺒﻴﺔ ﺑﻤﺎ ﻗﻴﻤﺘﻪ “100” ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر ﻟﻠﺸﻌﺐ اﻟﺴﻮداﻧﻲ وﻧﻈﻤﺖ ﺣﻤﻠﺔ ﺷﻌﺒﻴﺔ ﻟﺪﻋﻢ اﻟﺠﻬﻮد
اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ، وﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺼﺮ ﻧﺸﻄﺔ ﻓﻲ ﻣﺤﺎوﻻت ﺣﻞ اﻷزﻣﺔ اﻟﺴﻮداﻧﻴﺔ ﻧﻈﺮا ﻟﻠﻌﻼﻗﺎت اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ واﻟﺠﻐﺮاﻓﻴﺔ اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﺒﻠﺪﻳﻦ ، ﻛﻤﺎ دﻋﻤﺖ اﻟﻘﺎﻫﺮة اﻟﺠﻬﻮد اﻟﺪوﻟﻴﺔ
واﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻟﻮﻗﻒ اﻟﻨﺰاع ، واﺳﺘﻀﺎﻓﺖ اﺟﺘﻤﺎﻋﺎت ﻟﻠﻘﻮى اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻟﻤﺪﻧﻴﺔ اﻟﺴﻮداﻧﻴﺔ ،
ﻛﻤﺎ ﻋﻤﻠﺖ ﻋﲆ ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﺪﻋﻢ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻟﻼﺟﺌﻴﻦ اﻟﺴﻮداﻧﻴﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻓﺮوا ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﻨﺰاع .
وﻟﻜﻦ رﻏﻤﺎ ﻋﻦ ﻛﻞ ذﻟﻚ ﻳﻤﻜﻦ اﻋﺘﺒﺎر ﻋﺪم اﻟﺪﻋﻮة ﻟﻌﻘﺪ ﻗﻤﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺗﻘﺼﻴﺮا ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺗﺠﺎه اﻟﺴﻮدان ، ﻻ ﺳﻴﻤﺎ إذا أﺧﺬﻧﺎ ﻓﻲ اﻻﻋﺘﺒﺎر أن اﻟﺴﻮدان ﻋﻀﻮا ﻓﻲ
اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ أزﻣﺔ إﻧﺴﺎﻧﻴﺔ وﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮة ، وﻣﻊ ذﻟﻚ أﻳﻀﺎ ﻳﺠﺐ اﻟﻨﻈﺮ إﱃ اﻟﺠﻬﻮد اﻟﻔﺮدﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺑﺬﻟﺘﻬﺎ ﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ وﻣﺼﺮ ﺑﺼﻔﺔ ﻓﺮدﻳﺔ ﺑﻌﻴﻦ
اﻟﺘﻘﺪﻳﺮ واﻻﺣﺘﺮام واﻻﻣﺘﻨﺎن .
وﻓﻲ ﻳﻘﻴﻨﻲ ﺑﺄن اﻟﺪور اﻟﺬي ﺗﻠﻌﺒﻪ اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﺑﺎﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﻣﻊ اﻟﺸﺮﻛﺎء اﻟﺪوﻟﻴﻴﻦ ﻣﺜﻞ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة اﻻﻣﺮﻳﻜﻴﺔ واﻻﺗﺤﺎد اﻻﻓﺮﻳﻘﻲ رﺑﻤﺎ ﺳﻴﻘﻮد اﱃ وﻗﻒ ﻫﺬه
اﻟﺤﺮب وﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﺴﻼم اﻟﺪاﺋﻢ ﻓﻲ اﻟﺴﻮدان ﻓﻲ ﻇﻞ ﻏﻴﺎب ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ .

ahmed

Recent Posts

محمد سيدأحمد ( الجكومي ) يكتب : “ابو نمو والتزييف المتعمد التاريخ “

  حزنت كثيرا لابو نمو و هو يمارس التزييف المتعمد للتاريخ و يحرف الكلم عن…

11 دقيقة ago

قبل جلسة مجلس الأمن اليوم … البرهان يوافق على هدنة إنسانية لمدة أسبوع في الفاشر

وافق رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، خلال مكالمة هاتفية مع الأمين العام…

ساعة واحدة ago

الطيران السودان يدمر معسكر للدعم السريع بقرية “هبايل” قرب الجنينة

كشفت معلومات متطابقة عن تدمير سلاح الطيران السوداني  معسكر يتبع لقوات الدعم السريع المتمردة تدميرا…

ساعة واحدة ago

تعيين سفير جدبد للسودان لدى إرتريا

سلّم سفير السودان المرشح لدى دولة إريتريا ، أسامه أحمد عبد الباريء امس نسخة من…

ساعة واحدة ago

تاركو للطيران تستأنف رحلاتها إلى مطار كسلا

أعلنت شركة تاركو للطيران عن استئناف رحلاتها المجلية إلى مطار كسلا الدولي ابتداءً من 1…

ساعة واحدة ago

أجتماع العطا وكباشي مع إدريس حسم أزمة الحركات

انتهى اجتماع عُقد بين رئيس الوزراء د. كامل إدريس  وعضوي مجلس السيادة الانتقالي مجلس السيادة…

ساعتين ago