Categories: الأعمدة

الاسلاميين السودانيين يسقطون نظامهم فى ابريل – دكتور عصام دكين

* اندلعت شرارة التغيير بسبب التفاعلات الداخلية والتاثيرات الخارجية ادت إلى ازدياد ازمه نظام الإنقاذ وذلك لعدة اسباب.
١/ اختفاء القيادة التاريخيه مثل دكتور نافع على نافع، وعلى عثمان محمد طه، ودكتور عوض الجاز، دكتور مجزوب الخليفه……الخ التى تمتعت بقدر كبير من المهابه والخوف منها بالابتعاد او الوفاة وتراجع نفوذها بسبب كبر السن والشيخوخه وكذلك وثيقة الاصلاح فى عام ٢٠١٣م التى دعت للاصلاح فى الحركة الإسلامية وحزب الموتمر الوطنى والحكومة ابعدت الكثير من القيادات المهمهة.
٢/ ظهور انقسامات فى قيادة الإنقاذ منذ المفاصلة الشهيرة فى ١٩٩٨م وقرارات الرابع من رمضان ومزكرة العشرة التى رتب لها على كرتى واخرين لازاحة الشيخ الدكتور حسن عبدالله الترابى وحلت المجلس الوطنى وانقسم الاسلاميين الى جناحين.
* جناح القصر الجمهورى بقيادة المشير عمر البشير وحزبه المؤتمر  الوطنى.
* جناح المنشية بقيادة الشيخ الدكتور حسن عبدالله الترابى وحزبه الموتمر الشعبى.
* هذا الانقسام أدى لضعف الأداء فى حزب المؤتمر الوطنى المسيطر وفقدت قيادات الإنقاذ الوحده مما شجيع العناصر المعارضة على تحديها ودخول المنتفعين فى حزب الموتمر الوطنى وهم ليس باسلاميين.
٣/ التدهور الاقتصادى كان له دور كبير فى الاطاحه بالانجازات التى حققتها الإنقاذ خلال تسعه وعشرين عاما الذى نتج من الحصار الاقتصادى الدولى الذى فرض على السودان ظلما.
٤/وكذلك تبلور أشكال جديده للمعارضه تجمع المهنيين ،وتحالف القوى السياسيه قوى اعلان الحريه والتغيير كل ذلك كان بترتيب محكم من الفريق الخائن صلاح قوش مما جعل من اذدياد ثقة الرأى العام بالخطاب السياسى للمعارضه المصنوعة وقدرتها على التعبئه الاجتماعية المنظمة وتحدى نظام الإنقاذ واجهزته الامنية المتواطية بقيادة الفريق صلاح قوش.
٤/ استمرار القوات النظاميه فى العنف ضد المتظاهرين خصوصا جهاز الامن والمخابرات الوطنى بقيادة الفريق  قوش لاثارة الراى العام والعالمى.
* بالعودة إلى التاريخ لقد شهدت حقبة الخمسينات والستينات من القرن الماضى غلبة الاهتمام بقضايا التحديث والتنمية واتباع النظم العلمانية فى الحكم والديمقراطيه والرغبة فى الاسراع بعملية التغيير الاقتصادى والاجتماعى فى الدول الناميه ولكن حدث فى السودان فى تلك الفترة انقلابات عسكرية بتشجيع ومساندة من الاحزاب السياسية حيث قام حزب الامه بانقلاب عبود فى نوفمبر ١٩٥٨م ،والحزب الشيوعى بانقلاب نميري فى مايو ١٩٦٩م فهى انقلابات على أنظمة ديمقراطية فى السودان عطلت النمو الديمقراطى وساد الاعتقاد بأن نظم الحكم العسكرية التى تقوم على الحزب الواحد او الحكم العسكرى هى الاكثر قدرة على تحقيق مهمات التحديث والتنمية وبناء الدولة الحديثة دوله المواطنة فكان التايد لها من الشعب السودانى (ايدناك ياعبود)، (ابوكم مين نميري)، (مرحب مرحب برئاسة الجمهوريه قلناه نعم لرئاسة الجمهورية) مقابل ذلك التجاوز مؤقتا عن الطبيعة غير الديمقراطية بهذه النظم .غير ان هذه التوقعات سرعان ما خبت فى ضوء قصور النظم العسكرية عن تحقيق العدالة الاجتماعية بشكل مستدام اضافه إلى قصورها الاصلى فى مجال الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان.
* ثم انهارت تلك النظم العسكرية فى السودان بثورات شعبية عارمه فى أكتوبر ١٩٦٤م وابريل ١٩٨٥م فإن انهيارها وسقوطها اثره مباشرة فى شكل عملية الانتقال الى الديمقراطية ودولة المواطنة اى السودان الموحد لكن قبلها اعلن جعفر نميرى الشريعة الإسلامية فى السودان متجاهلا التعدد والتنوع الثقافى والدينى دون استفتاء من الشعب السودانى على تطبيق الشريعة الإسلامية رغم أنها فرض على المسلمين مما ادى لاشتعال الحرب فى جنوب السودان فى العام ١٩٨٣م بقيادة دكتور جون قرنق قائد الجيش الشعبى لتحرير السودان والحركه الشعبية لتحرير السودان رفضا لدولة الشريعة الإسلامية ومسارها.
* ثم جاء انقلاب ٣٠ يونيو ١٩٨٩م بمساندة الجبهة الإسلامية القومية وهى الحزب الثالث فى البرلمان باثنين وخمسون مقعدا اهلت الجبهة الإسلامية لدخول فى تحالفات لتشكيل الحكومة ومستقبل الجبهة الإسلامية فى الانتخابات القادمة كان زاهر وواضح لكنها فضلت الوصول للسلطه عبر الانقلاب فى ٣٠ يونيو ١٩٨٩م.
* بصفه عامه تأثرت عملية سقوط نظام الإنقاذ بالتفاعلات الداخلية التى على راسها الاسلاميين بانقساماتهم ومؤامراتهم ومكايداتهم لبعضهم البعض بل خرجت منهم حركات مسلحة حركة العدل والمساواة بقيادة دكتور خليل ابراهيم وقبلها تمرد داوود يحى بولاد عضو الحركه الاسلاميه وامام المصلين بالجامعة الخرطوم فى دارفور.
* التفاعلات الداخلية:.
مرتبطه بشكل نظام الإنقاذ والقوى السياسية الداعية للتغيير واعنى بشكل نظام الإنقاذ مصادر التأييد الاجتماعي له ونمط إدارة النخبه الحاكمه للسلطة واشكال التنافس والصراع بداخلها وعلاقتها مع النخب المعارضة وايضا بتاثير بمدى تماسك النخبه الانقاذيه الحاكمه بينما تتسم نظم الحكم الفرد بالضعف والهشاشه مما يؤدي لسرعة الانهيار.
* تمتلك النظم التى تستند إلى قاعده اثنيه او قبليه قدره اكبر على المقاومه دفاعا عن استمرارها كما حدث فى ليبيا وسوريا.
* حدث تصدع كبير فى نظام الإنقاذ فى صفوف النخبه الحاكمه وظهور عناصر اصلاحيه كتبت وثيقه الإصلاح فى الحزب والحكومه والحركه الاسلاميه عام ٢٠١٣م بل نادت بعض العناصر بأن لا يترشح المشير عمر البشير فى انتخابات ٢٠١٥م وتكرر أيضا النداء بأن لا يترشح المشير فى انتخابات ٢٠٢٠م لكنه رفض ذلك فى الإعلان المتوقع مساء ١٩ فبراير ٢٠١٩م مما أدى لفتح قنوات اتصال بين بعض منسوبي المؤتمر الوطنى الغاضبين من البشير فى تلك الليله وبين القوى المعارضة مع الاجهزه الامنيه التى سهلت لهم الوصول إلى ميدان الاعتصام أمام القيادة العامه للقوات المسلحة بتنسيق كامل مع الفريق الخائن صلاح قوش حتى أعلن وزير الدفاع ونائب الرئيس فى ١١ أبريل ٢٠١٩م عن اقتلاع راس النظام المشير عمر البشير ووضعه فى مكان آمن من قبل لجنته الامنية بادعائها انها انحازت للشعب السوداني ثم بدأنا نسمع حديثا بطوليا من العسكرين كل يدعى انه قام باعتقال قائده المشير عمر البشير فكانت اكبر صدمه للشعب السوداني ان الذى يتباهى باعتقال قائده كأنه مجرم وهو فى المحراب يصلى الفجر ليس اميننا على الثورة فكانت اكبر خدعه فى تاريخ الثورات .
*كان نظام الإنقاذ قبل نهايات التسعينيات كنظام يستند إلى مرجعيه دينيه (الحركه الاسلاميه) مدعومه بشرعيه تقليدية غير منتخبه والتى استطاعت ان تدافع عنه وقدمت أبنائها شهداء فى ذلك ثم احتوى ابنائهم المعارضين لنظام الإنقاذ واحتواء دعوات التغيير من فترات إلى آخرى بالمزايا المالية والاقتصادية والوظائف مما جعل النظام متماسكا لحدا ما وانتصر نظام الإنقاذ على المقاومة العسكرية والسياسية لفترة أطول لكنه انهار وسقط عندما تصدعت نخبه الانقاذيه.
* اما على مستوى نوعية التنظيمات الداعية إلى التغيير والتى تفاوضت مع نظام الإنقاذ طيله مسيرته حتى اعلان الرئيس البشير عن حوار الوثبه فى ٢٧ يناير ٢٠١٤م وهنالك تنظيمات قادت الاحتجاجات الشعبية ضده وهى تنظيمات يساريه علمانية ضد المنهج الكلى لنظام الإنقاذ ومرتبطه بحركات مسلحه فى الأطراف وهى تنظيمات ذات طابع سياسى ايديولوجى واثنى دينى وفئوى طبقى تحالفت فى مجموعات عريضه مثل نداء السودان، الجبهة الثوريه، نداء باريس…الخ.يجمعها هدف واحد هو إسقاط نظام الإنقاذ وفى نفس الوقت كانت تتعامل مع نظام الإنقاذ وتتفاوض معه فى أديس أبابا تحت مظلة الاتحاد الافريقي برعايه الرئيس الأسبق لدولة جنوب أفريقيا ثامبو امبيكى وهنا فى الخرطوم مظاهرات مشتعله وعنف فى الأطراف ودرجه التعبئة كانت كبيرة ومستمرة عبر تحالف يجمع قوى سياسية وحركات مسلحة وتجمعات مهنية وجمعيات حقوقيه دفاعيه واستمر الشد والجذب حتى استفحل وضع الازمه السودانيه ونضجت الظروف والملابسات التى ادت إلى انهيار نظام الإنقاذ فى ١١ أبريل ٢٠١٩م دون مقاومة من اتباعه فى الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطنى وفشل نظام الإنقاذ فى مواجهة الوضع القائم ولم يعد من الممكن استمراره.
* انخراط الاحزاب السياسية فى تحالف قوى الحريه والتغيير  بمساندة  الفريق  صلاح قوش لمواجهة نظام الإنقاذ هو الذى فرض التغيير السياسى على اللجنة الامنية لنظام الإنقاذ مما أدى لتبلور الشعور بحاله الأزمة التى ارتبطت بثلاثه عناصر.
١/ ضعف نظام الإنقاذ فى مرحلته الأخيرة ووجود الخلافات بين القيادات الحاكمه وابتعادهم عن القواعد جماهير حزب المؤتمر الوطنى والشعب السوداني وعدم تصدى القواعد للقيادات لضعف الثقه فيهم واصبحت الدولة ضعيفة فى اسس الإدارة السياسية والاقتصادية وعدم تنفيذ السياسات الاصلاحية المقرره منذ عام ٢٠١٣م.حكومه ، حركه، حزب.
٢/ تنامى الشعور لدى المعارضه بأن هذيمه نظام الإنقاذ ممكنه بعد ظهور الشباب فى المظاهرات بكثافة وشجاعة فائقه وتحديه للاجهزة الامنية بعد ان عاشوا فترات طويلة تحت وهم الاعتقاد بقوة نظام الإنقاذ وعدم امكانية هذيمته او اسقاطه بعد ان انكشف لهم الضعف الداخلى للانقاذ وعدم استعداد منسوبيه فى الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطنى الدفاع عنه مع ازدياد قوة التنظيمات الداعية للتغيير كما أن اعتقاد حلفاء نظام الإنقاذ انه لم يعد يستحق الدعم والدفاع عنه فكان هو العامل الاكثر أهمية لاستمرار المتظاهرين فى الشوارع بل شاركة فيها ابناء الاسلاميين النافذين وابناء الوزراء.
٣/شعور قطاع عريض من السودانيين بالظلم وعدم المساواة السياسية والاقتصادية ناتجه من نقص الحرية والعدل والمساواة والمشاركة والحيلوله دون ممارسة الحقوق السياسية والحرمان من المشاركة فى عوائد التنميه الاقتصادية نتيجة سياسات نظام الإنقاذ والفساد المؤسسى وضعف ثقة الرأى العام بوعود نظام الإنقاذ على تحسين الأوضاع وحل المشاكل انذاك.
الخاتمه:.
لقد بداء نظام الإنقاذ قويا شامخا واجهة كل التحديات الداخلية والخارجيه وجبهات حروب مستقلا شباب الحركة الإسلامية فى تلك المواجهات بعد ان حقق أهدافه بالقضاء على الحركات المسلحة او الدخول معها فى تسويات قام بأبعادهم من المشهد السياسى فبرزت مجموعة السائحون التى خاضت حوارا مع التنظيمات السياسية والحركة الشعبية تم اخماد تلك المحاولات بحجة ان التفاوض من مسؤلية الحكومة وليس من حق السائحون التفاوض لاطلاق سراح الاسرى شهاب برج وإخوانه.
* بابعاد الحركة الإسلامية وشبابها ظهرت الثقوب فى الداخل لذلك انهار نظام الإنقاذ عندما امتلكت القوى الداعية للتغيير شجاعه تحديها وكشف قوة نظام الإنقاذ .
* استعانه نظام الانقاذ بالقوى السياسيه فى الفترة الأخيرة وادخالها فى الحكومة بنسبة ٥٢% من القوى السياسية الأخرى بالمشاركة فى الحكم خارج المؤتمر الوطنى والحركة الإسلامية.
* استبدل نظام الإنقاذ قوته العسكرية الاحتياطية التطوعية (الدفاع الشعبى) بقوة عسكرية أخرى( الدعم السريع ) واعده لها قانون فى عام ٢٠١٧م واجيز من المجلس الوطنى كما قام الفريق أول ركن عبدالرحيم محمد حسين وزير الدفاع بحاله عدد كبير من الضباط الممتازين إلى المعاش واتهام اخرين بمحاولات انقلابيه من الذين كانوا من المخلصين فسقط نظام الإنقاذ فى رمشه عين امام مرئ ومسمع الاسلاميين .نواصل..

osama

Recent Posts

لجان مقاومة الفاشر تبعث برساله للثنائي ” جبريل ومناوي ” المعركة الحقيقة فك الحصار وليس المناصب !

قالت لجان مقاومة الفاشر إن المعركة الحقيقية تتمثل في فك الحصار عن مدينة الفاشر وفتح…

ساعة واحدة ago

رونالدو يجدد عقده مع النصر السعودي حتى 2027

أعلن نادي النصر السعودي لكرة القدم، الخميس، تجديد عقد قائده الأسطورة البرتغالي كريستيانو رونالدو ليستمر…

ساعتين ago

سيدي الحسن في كسلا .. زيارتو بي الاتنين ..ع. هلاوي ..

الخلوه .. علاقتي كانت بها يوما كانت ضعيفه .. اذكر ان امي الحقتني بها وانا…

ساعتين ago

رسالة مستعجلة إلى رئيس الوزراء ووزير الدفاع بشأن المواطن الذي صور فيديو سرقة لاحد الأفراد

تم أمس اعتقال الشاب أحمد عبدالقادر محمد علي الذي صور فيديو العسكرى ينهب في بيت…

3 ساعات ago

مصر تتخذ قرارا بشأن الغاز بعد توقف إمدادات إسرائيل

استأنفت مصر ضخ الغاز الطبيعي للمصانع كثيفة الاستهلاك اليوم الخميس، بعد توقف استمر عدة أيام…

4 ساعات ago

عشرات القتلى والجرحى في قصف إسرائيلي على أنحاء متفرقة من قطاع غزة

استهدف  الجيش الإسرائيلي  أنحاء متفرقة في قطاع غزة، مما أدى إلى مقتل وجرح العشرات بينهم…

4 ساعات ago