*دييغو مارادونا: القلب المفقود.. أسئلة تُحيط بوفاة الأسطورة**

* رضوان علي الحسن
في 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، رحل دييغو أرماندو مارادونا، أحد أعظم لاعبي كرة القدم في التاريخ، لكن وفاته لم تُغلق ملفه، بل فتحت أبوابًا من الغموض الطبي والقضائي. فلماذا استُخرج قلبه قبل دفنه؟ وهل كان ذلك جزءًا من تحقيقات سوء الرعاية الطبية التي يتهم بها أطباؤه؟
### **القلب الذي زاد وزنه عن الحد الطبيعي**
قرر الأطباء استئصال قلب مارادونا بعد وفاته مباشرة، وهي خطوة غير اعتيادية تثير التساؤلات. وفقًا للطبيب الأرجنتيني نيلسون كاسترو، مؤلف كتاب *”صحة مارادونا.. قصة حقيقية”*، كان القلب متضخمًا بشكل غير طبيعي، حيث بلغ وزنه **500 غرام**، بينما يتراوح وزن القلب الطبيعي بين **250-300 غرام**. هذا التضخم يُعزى إلى:
– **إدمان المخدرات والكحول** لعقود.
– **أمراض القلب والأوعية الدموية** التي عانى منها في سنواته الأخيرة.
– **الآثار الجانبية للأدوية**.
الفحوصات كشفت أن القلب كان في حالة تُشير إلى فشل عضلي حاد، مما دفع الأطباء إلى الاحتفاظ به للدراسة، ربما لتحديد ما إذا كانت وفاته طبيعية أم نتيجة إهمال طبي.
### **القضية الجنائية: إهمال أم جريمة؟**
تحوّلت شكوك سوء الرعاية الطبية إلى **دعوى قضائية** ضد 7 أشخاص، بينهم أطباء وممرضون. محامي العائلة، **ماتياس مورلا**، أكد أن مارادونا لم يحصل على الرعاية اللازمة في أيامه الأخيرة، متهمًا الفريق الطبي بـ:
– **التقصير في مراقبة حالته**.
– **عدم توفير العلاج المناسب** رغم تحذيرات سابقة.
– **تأخير التدخل الطبي** أثناء الأزمة الصحية الأخيرة.
بعض التقارير ذكرت أن مارادونا تُرك دون مراقبة لساعات قبل وفاته، بينما ادعى أطباؤه أنهم بذلوا كل الجهود الممكنة لإنقاذه.
### **القلب الغائب.. بين العلم والقانون**
لا يزال قلب مارادونا محفوظًا في معهد الطب الشرعي في الأرجنتين، حيث يُحتمل استخدامه كدليل في القضية الجارية. لكن البعض يشكك في دوافع استئصاله:
– هل كان لتأكيد سبب الوفاة طبّيًا؟
– أم لإخفاء أدلة على أخطاء طبية؟
### **الأسطورة التي لا تنتهي**
رحل مارادونا جسديًا، لكن أسئلة وفاته بقيت حية. قصة **”القلب المفقود”** تختزل تناقضات حياة الأسطورة: عبقريته الكروية، صراعاته مع الإدمان، وإرثه المليء بالغموض. اليوم، تحاول التحقيقات الكشف عما إذا كان الإهمال الطبي قد ساهم في رحيله المبكر، بينما يُذكّرنا قلبه المستأصل بأن حتى أعظم الأبطال قد يموتون بأسئلة دون إجابات.
**السؤال الأكبر: هل سنعرف الحقيقة الكاملة يومًا ما؟**