#image_title
بقلم : معاوية أبوالريش
في خضم الحرب المستعرة في السودان، وبينما يتطلع الشعب السوداني إلى بصيص أمل ينقذ البلاد من هذا النزيف المستمر، خرج علينا وزير الخارجية السوداني المُقال مؤخراً بتصريحات مثيرة للجدل في لقاء تلفزيوني مع إحدى القنوات المصرية، كشف فيها عن ملامح مبادرة غامضة قد تحمل في طياتها مخططاً لتقسيم السودان وتفتيت أوصاله مرة أخرى.
” تصريحات صادمة ومبادرة غامضة”
في ذلك اللقاء، ردّ الوزير على سؤال حول كيفية إيقاف الحرب في السودان بأحد خيارين: إما حسم عسكري في الميدان، أو استجابة ما وصفها “بالمليشيا المتمردة” (قوات الدعم السريع) لمبادرة تقضي بانسحابها من الخرطوم والمناطق التي تسيطر عليها إلى مناطق في دارفور وكردفان، وصفها الوزير بأنها تمثل “حواضن اجتماعية وقبلية” لهذه القوات.
هذه التصريحات تثير أسئلة جوهرية تستدعي وقفة متأنية: من هي الجهة التي طرحت هذه المبادرة؟ ولماذا تم تحديد دارفور وكردفان تحديداً كمناطق لانسحاب قوات الدعم السريع؟ وهل تمت إقالة الوزير بسبب كشفه لتفاصيل هذه المبادرة التي لم يكن الشعب السوداني على علم بها؟
” نمط متكرر لتفتيت الوطن”
لمن يتابع تاريخ السودان المعاصر، فإن فرضية السماح بانفصال إقليم آخر عن الجسد السوداني ليست مستبعدة. فالحركة الإسلامية التي تهيمن على مفاصل الدولة ومؤسساتها قد سبق لها أن سمحت بانفصال الجنوب عام 2011، مقدمة مصالحها السياسية والأيديولوجية على وحدة التراب الوطني.
تشير الدلائل إلى احتمالية وجود صفقة غير معلنة بين قيادة الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، تقضي بمنح الأخيرة نفوذاً كاملاً في مناطق غرب السودان، وتحديداً دارفور وكردفان، مما قد يمهد الطريق لإعلان كيان منفصل في تلك المناطق، على غرار ما حدث في الجنوب سابقاً.
” نهج الحركة الإسلامية: البقاء في السلطة بأي ثمن”
المتتبع لنهج الحركة الإسلامية في السودان يدرك أن حرصها على البقاء في السلطة يتجاوز التزامها بالحفاظ على وحدة الوطن وسلامة أراضيه. فالأولوية عندها هي الاستمرار في الحكم، ولو اقتصر ذلك على العاصمة الخرطوم فقط، حتى لو كان الثمن هو انفصال أجزاء عزيزة وحيوية من الوطن.
وفي هذا السياق، يمكن فهم إقالة وزير الخارجية على أنها رد فعل على تصريحاته التي كشفت – عن قصد أو غير قصد – عن ملامح هذا المخطط الخطير، الذي يسعى إلى تمزيق ما تبقى من النسيج الوطني السوداني.
” مخاطر الانقسام وتداعياته”
إن سيناريو انفصال دارفور وكردفان، إذا ما تحقق، سيشكل ضربة قاصمة للدولة السودانية، ويفتح الباب أمام مزيد من التفتت والانقسام في مناطق أخرى. كما سيؤدي إلى تعميق الأزمات الاقتصادية والأمنية، ويجعل السودان أكثر عرضة للتدخلات الخارجية والإقليمية.
لا يمكن فصل هذه التطورات عن السياق الإقليمي والدولي، حيث تتشابك المصالح وتتصارع الأجندات على الأرض السودانية، دون اعتبار لمصلحة الشعب السوداني وحقه في العيش في وطن موحد ومستقر.
” دعوة للحذر واليقظة”
في ظل هذه المعطيات، يجب على القوى الوطنية السودانية، وعلى رأسها المجتمع المدني والنخب السياسية والثقافية، أن تكون في حالة يقظة قصوى، وأن تعمل على إفشال أي مخطط يستهدف وحدة البلاد وتماسكها.
كما يجب على المجتمع الدولي أن يتخذ موقفاً واضحاً وحازماً ضد أي مساعٍ لتقسيم السودان، وأن يدعم الحلول السياسية الشاملة التي تحفظ وحدة البلاد وسيادتها على كامل ترابها الوطني.
إن تصريحات وزير الخارجية السوداني المُقال، وما تلاها من تطورات، تضع أمامنا صورة قاتمة لمستقبل السودان، إذا ما استمرت الأزمة الحالية دون حلول جذرية تعالج أسبابها الحقيقية، وتقطع الطريق على المتربصين بوحدة الوطن وسلامة أراضيه.
السودان، هذا البلد العريق بتاريخه وحضارته، يستحق أبناؤه مستقبلاً أفضل من واقع التقسيم والتفتيت. وعلى الجميع تحمل مسؤولياتهم التاريخية في هذه اللحظة الفارقة من تاريخ البلاد، حتى لا يقف التاريخ شاهداً على تفريطهم في وحدة وطنهم وتماسكه.
تصدت الدفاعات الجوية في بورتسودان، العاصمة الإدارية المؤقتة للسودان، لهجوم جوي محدود عبر مسيرات تم…
كتبت .. سمية السكوتي وتم فتح بلاغ جنائي تحت المادة 47 “أ ج ج” بالقسم…
حمدوك في ندوة جوهانسبورغ : هناك محاولات متعمدة لشيطنة الإمارات في السودان وأنا متواجد في…
محلية مروي التاريخ 27 / 6 / 2025 #صدقة للاطعام # مبادرة (قدرة خير) صدقة…
كتبت .. لبني الصديق نظمت شرطة محلية جبل اولياء حملة امنية كبري في اطار جهود…
أصدر رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس، قراراً بخفض أسعار السلع الأساسية الاستهلاكية وخفض الرسوم الجمركية…