دبلوماسية سودانية تقف حائرة أمام ” مؤتمر دولي” يناقش أزمة بلادها تتم فيه الدعوة لكل دول العالم عدا حكومتها فهي بلاشك فاشلة!!

صباح محمد الحسن
أزمة منصب!!
وطن مذهول لكنه يعلم أن الحقيقة تبقى وحدها من تُفقد الشكوك المتسلقة إيمانها بالصعود حتى وإن لم تفلت أصابعها المرتجفة و المتشبثة بحبال الوهم!!
وفي عام واحد أصدر البرهان ثلاثة قرارات بإعفاء ثلاثة وزراء خارجية ، ففي ابريل 2024 أصدر قرارا بإقالة وزير الخارجية المكلف علي الصادق ، وعين بدلا عنه حسين عوض، وفي ذات العام أي في نوفمبر قام البرهان بإصدار قرار بإعفاء حسين عوض من منصب وزير خارجية وتعيين السفير علي يوسف أحمد الشريف بدلا عنه، ويبدو أن ليس هناك وزير خارحية يكمل العام في منصبه فبعد مرور ستة أشهر فقط ، أصدر عبد الفتاح البرهان قرارا بإنهاء مهام على يوسف وتعيين السفير عمر الصديق وزيرا للخارجية
وظلت وزارة الخارجية منذ إعلان الجنرال إنقلابه على السلطة المدنية هي أضعف الوزارات من حيث التمثيل والأداء ، ولم يفلح وزير واحد في عكس الصورة المشرفة للسودان وخيبت الدبلوماسية رجاء الحكومة
بعد الإنقلاب، وظلت تعاني فشلا واضحا لعجزها في كل المحافل الدولية حيث ظلت تقدم ادوارا هزلية وأحيانا “مضحكة”، كشفت عن ضعف الكوادر التي كانت تجهل ابجديات العمل الدبلوماسي والتي تستند في المقام الأول على” فن الخطاب” فأغلب التصريحات والخطابات الدبلوماسية كانت تعكس تجارب دبلوماسية ضحلة ومتواضعة فسفراء الإنقلاب كشفوا عن معاناتهم الواضحة من فقر اللباقة وضعف اللغة وضحالة المنطق الدبلوماسي ناهيك عن الدور الدبلوماسي فجلبوا للحكومة عزلة فوق عزلتها
فدبلوماسية تقف حائرة أمام ” مؤتمر دولي” كمؤتمر لندن يناقش أزمة بلادها ، وللمرة الثانية بعد مؤتمر فرنسا ، وتتم في المؤتمرين الدعوة لكل دول العالم عدا حكومتها فهي بلاشك فاشلة!!
وحكومة تصل الي المنصات الخارجية و تشكو دولة في المحاكم العدلية الدولية لكن خارجيتها تعجز عن قطع حبال الوصل الدبلوماسي معها فهي بلا شك ” مستهبلة”
ووزارة خارجية تفضح” سر الحكومة” وتبوح به في أجهزة الإعلام وتكشف عن إتفاقيات مع ” العدو” بالإنسحاب والهجوم لتؤكد أن قيادتها تمارس “لعبة الموت” وتقتل شعبها فهي لاعلاقة لها بالعمل الدبلوماسي الذي مهمته تغطية العورات السياسية لاكشفها ، فما قام به وزير الخارجية يورط الحكومة ويضعها أمام المسئولية الكاملة عن كل ماتم إرتكابه من جرائم بعد الإنسحاب ، وبذلك يكون وزير الخارجية المُقال قدم إفادة عظيمة للتاريخ أن حكومته قامت باسوأ عملية اجرامية ضد المواطن ، فربما يكون الرجل فشل في مهمته كوزير ولكنه نجح في قول كلمة الحق دون قصد!!
ولكن إن ترجلت الإستفهامات من على صهوة التمرير وطرحت سؤالا على حد حيرة!!
لماذا فشل كل وزراء الخارجية الذين اختارهم البرهان!؟
فعلى مقدمة الإجابة نجد العنوان أن كيف يستقيم الظل والعود أعوج، فالبرهان يختارهم من رحم النظام المخلوع الذي فقد بسببه القبول دوليا ، فربما لاتكون المشكلة “أزمة منصب” ولكن القضية في حكومة وسلطة مرفوضة تضع الوزراء على قمة الفشل بأفعالها التي لاتستر
فهل كذب وزير الخارجية عندما تحدث عن إنسحاب الدعم السريع وفقا لإتفاق بينه والجيش!!
بالطبع لا فهذا ماحدث
إذن نحن نواجه أزمة أفعال لا أقوال!!
فإن لم ترتكب القيادة خطيئة تريد سترها لما أقال البرهان الوزير لأنه قام بكشفها !!
لذلك إن أرادت القيادة رؤية صورتها في الإعلام بما يرضيها فلتقم أولا بتحسين أفعالها حتى ترى الصورة التي تريد!!
والدبلوماسية بالخارج ماذا أفادت السلطة الإنقلابية فالبرهان دوليا لم يجد الدعم سياسا ولاعسكريا في حربه العبثية من عدد من الدول سيما الدول الكبرى
وإنقلابه على الحكم المدني مازال مرفوضا من أكثر من 20 دولة
وحكومته فاقدة للشرعية ولو عيّنَ البرهان كل يوم وزير خارجية جديد ، والعالم مازال ينظر في ملف الجرائم في الحرب على أنها فظائع ارتكبها ” طرفي الصراع”
ودبلوماسيته فشلت في تصنيف الدعم السريع جماعة إرهابيه
والخطر مازال يهدد السلطة الإنقلابية بالعقوبات ويطالب بزوالها
حتى القليل من الأصدقاء الذين يشكلون للبرهان طوق النجاة حاليا لن يصمدوا طويلا فصراع الكبار لم يحن وقته بعد ، فالمصالح ايضا تصارع بعضها على الحلبة الدولية والبقاء للأقوى!!.
طيف أخير :
#لا_للحرب
تنسيقية لجان مقاومة الفاشر: 57 ضحية في المدينة جراء القصف المدفعي ومسيرات الدعم السريع أمس
وتتواصل الحرب الإجرامية ضد المواطن
الذي يقف الآن بين خياري القتل والتشريد!!