#image_title
”
بقلم : معاوية أبوالريش
في خطاب مليء بالمغالطات والادعاءات الفارغة، صرح الأمين العام للحركة الإسلامية علي كرتي قائلاً: “بعنا أنفسنا لله، والله اشترى، ولن تهزنا روايات أصحاب الغرض الكذوب”. تصريحٌ يثير العجب والاستغراب، ويكشف عن مدى التناقض بين القول والفعل، وبين الشعارات البراقة والممارسات الدموية التي انتهجتها الحركة الإسلامية طوال ثلاثة عقود من حكمها للسودان.
” صفقة مع الشيطان لا مع الرحمن”
إن من يتأمل في سجل الحركة الإسلامية في السودان يدرك بوضوح أن صفقتهم لم تكن مع الله سبحانه وتعالى، بل كانت صفقة مع الشيطان وأهوائهم ومصالحهم الشخصية. فالله عز وجل يقول في محكم تنزيله: “إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ”. فأين هؤلاء من سبيل الله؟
لقد أزهقوا أرواحاً حرم الله قتلها إلا بالحق، وسفكوا دماء الأبرياء في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان وفي شتى أنحاء السودان. ثم يأتون اليوم ليتحدثوا عن بيع أنفسهم لله! أي إله هذا الذي يشتري من القتلة واللصوص والمنافقين؟
” نهب المال العام تحت ستار الخصخصة”
لقد عاثت هذه الحركة في أرض النيلين فساداً منهجياً وممنهجاً، فنهبوا خيرات البلاد، وسلبوا ثروات العباد، ودمروا المشروعات الوطنية التي كانت تدر على خزينة الدولة العملة الصعبة، وذلك تحت مسمى “الخصخصة” الذي لم يكن سوى غطاء لعمليات سرقة منظمة.
والعجب العجاب أن كرتي نفسه، الذي يدّعي اليوم أنه “باع نفسه لله”، يمتلك داخل ولاية الخرطوم وحدها أكثر من ١٧٥ عقاراً، ناهيك عما يمتلكه في باقي ولايات السودان وخارج البلاد من ثروات طائلة! بل ويكفي دليلاً على حجم الثروة المنهوبة أن جنود قوات الدعم السريع المتمردة ظلوا قرابة ثلاثة أسابيع ينقلون جولات السكر من مخازنه الخاصة – وهو من المواد الأساسية التي يعاني الشعب السوداني من ندرتها وارتفاع أسعارها!
دمروا سكة حديد السودان، وأسطول النقل النهري، وشركة الخطوط الجوية السودانية، والهيئة العامة للاستثمار، ومصانع النسيج والسكر، وباعوها بأبخس الأثمان لأنفسهم وأقاربهم وأتباعهم. فهل هذا هو منهج من باع نفسه لله؟ كلا، إنه منهج من باع ضميره للشيطان وأهوائه.
” حرب عبثية ثمنها أرواح السودانيين”
والأنكى من ذلك أنهم أشعلوا فتيل حرب عبثية راح ضحيتها آلاف السودانيين والسودانيات، وجُرح فيها الملايين، وشُرد بسببها أضعاف مضاعفة، وذلك سعياً وراء عودتهم للسلطة والاستمرار في نهب ثروات البلاد.
يزعمون أنهم باعوا أنفسهم لله، بينما الحقيقة أنهم باعوا الوطن وشعبه بأكمله لتحقيق مآربهم الدنيئة. يتشدقون بالدين وهم أبعد ما يكونون عن قيمه السامية وتعاليمه النبيلة.
” الله لا يشتري من القتلة واللصوص”
إن الله سبحانه وتعالى منزه عن أن يشتري نفوس من اقترفت أيديهم الآثام، ولوثت سجلاتهم الدماء. يقول تعالى: “إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ أَثِيمٍ”. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “والذي نفسي بيده، لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه”.
فهل أحب هؤلاء للسودانيين ما أحبوا لأنفسهم من نعيم ورفاهية وثراء؟ أم أنهم استأثروا بالخيرات، وتركوا الشعب يعاني الفقر والمرض والجهل؟
“المتاجرة بالدين وتزييف الحقائق”
لقد دأبت الحركة الإسلامية على استخدام الدين كغطاء لممارساتها المشينة، فتاجرت بأسمى المفاهيم الإسلامية وأنبل القيم الإنسانية لتبرير جرائمها وانتهاكاتها. وها هو كرتي يواصل نهج التضليل والخداع، متوهماً أن تصريحاته ستمحو من ذاكرة الشعب السوداني آثار ثلاثة عقود من الظلم والقمع والفساد.
” محاكمة التاريخ لا تسقط بالتقادم”
إن تصريحات كرتي لن تغير من الحقيقة شيئاً، ولن تزيف التاريخ الذي سجل بمداد من دماء الشهداء ودموع الثكالى والأرامل جرائم الحركة الإسلامية بحق الشعب السوداني. فليعلم كرتي ومن خلفه أن محكمة التاريخ لا تُشترى ذممها، ولا تسقط قضاياها بالتقادم.
وليعلموا أن الشعب السوداني قد وعى الدرس جيداً، ولن ينخدع مرة أخرى بشعارات دينية زائفة يراد بها تحقيق مكاسب سياسية رخيصة. إن الله لا يشتري إلا النفوس الطاهرة النقية التي عملت بما أمر، وانتهت عما نهى، وسعت لخير الإنسانية جمعاء، لا تلك التي لوثت أيديها بالدماء وأثقلت ظهورها بالأوزار والآثام.
فليراجع كرتي ومن معه حساباتهم، وليتقوا الله في أنفسهم وفي شعبهم الذي عانى الأمرّين من حكمهم الجائر، قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
الحلم جنين الواقع ووليد المستقبل الجنين الشئ الغير معروف ولد ولا بنت حلو ولا وحش…
كلمات .. أعجز عن وصفها .. وصلتني من صديقي القديم جدا .. الحديث جدا ..…
لندن : أم عبدالوهاب رجل يُدعى عبد الرحمن خلييف-علي (27 عامًا) من غرب لندن حاول…
متابعة : المغيره بكري " امدر تايمز " شاركت الدكتورة عفاف طلبة الأستاذ بالكونسرفتوار…
إعداد : المغيره بكري " امدر تايمز" هي فوزية دخيل بن طواله الشمري من المنطقة…
تعليم الأطفال حدودهم الشخصية وتطوير مهارات إحترام الذات هو أحد أهم الأسس في بناء…