دموع كولر تفضح الوجه القبيح لجماهير الأهلي: صانع البطولات يُكافأ برمي الزجاجات على وجه وبسيل من الشتائم والسباب! “

“بقلم : معاوية أبوالريش
في مشهد مؤسف شهده ملعب القاهرة الدولي، تحولت لحظات خروج المدرب السويسري مارسيل كولر من الملعب إلى كابوس لم يكن يتوقعه بعد خسارة فريقه الوصول إلى النهائي من بطولة دوري أبطال أفريقيا بعد تعادله الإيجابي مع صن داونز الجنوب أفريقي بهدف لكل . المدرب الذي قاد الأهلي لـ 11 بطولة في أقل من عامين، وجد نفسه هدفاً لغضب مجموعة من المشجعين، في واقعة أثارت استياءً محلياً ودولياً وفتحت النقاش حول ثقافة تقبل الهزيمة في الرياضة.
” إنجازات تُنسى في لحظة غضب”
لم تشفع إنجازات كولر المتتالية مع النادي الأهلي له أمام غضب بعض المشجعين. الرجل الذي حقق لقب دوري أبطال أفريقيا مرتين متتاليتين، وحصد معهم 11 بطولة في فترة قياسية، وجد نفسه يتعرض للإهانة عقب الخروج من نصف نهائي البطولة القارية الأهم في القارة السمراء.
وثقت الكاميرات مشاهد مؤلمة للمدرب السويسري وهو يحاول الخروج من الملعب وسط هجوم بزجاجات المياه والشتائم، ما دفعه للانهيار والبكاء متأثراً بما حدث. كما طال هذا السلوك طاقم التحكيم الموريتاني بقيادة الحكم دحان بيده، الذي احتاج لحماية أمنية للخروج من الملعب.
” صدى دولي وإحراج إعلامي”
لم تمر الحادثة مرور الكرام على المستوى الدولي، حيث تناولتها وسائل الإعلام الأوروبية، خاصةً في سويسرا موطن كولر، بانتقادات شديدة اللهجة. حيث وصفت بعض الصحف السويسرية جماهير النادي الأهلي بالرعاع ، واعتبرت ما حدث إساءة لسمعة النادي العريق وللكرة المصرية ككل.
في المقابل، شهدت الساحة الإعلامية المحلية جدالاً واسعاً، حيث حاول البعض التقليل من حجم الأزمة، بينما اعترف آخرون بخطورة ما حدث على سمعة النادي دولياً. و يبرز هنا الحوار الذي جمع أحمد شوبير وهاني رمزي، و كلاهما من أبناء النادي السابقين، حيث أشار رمزي إلى تأثر صورة النادي في أوروبا سلباً، بينما حاول شوبير نفي انتماء المتورطين لجماهير الأهلي، وهو ما أثار استغراباً حول كيفية وصولهم للملعب إذا لم يكونوا من مشجعي النادي الأهلي.
” نمط متكرر وغياب للعقوبات”
ليست هذه المرة الأولى التي تثار فيها إشكاليات حول سلوكيات مؤسفة في الملاعب المصرية ، فقد سبق وأن شهدت مباراة جمعت الأهلي بنادي الهلال السوداني الموسم الماضي هتافات عنصرية وإساءات لفظية تجاه لاعبي الفريق السوداني، وهو ما يثير التساؤل حول كيفية التعامل مع هذه الظواهر.
يلفت النظر في هذا السياق غياب الإجراءات العقابية الرادعة من قبل الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (الكاف) تجاه هذه الممارسات، خاصةً مع وجود سوابق لعقوبات فرضت على أندية أخرى بسبب تصرفات مماثلة من جماهيرها. هذا التباين في تطبيق اللوائح يثير تساؤلات حول معايير الاتحاد الأفريقي في التعامل مع الأحداث المؤسفة.
” فن تقبل الهزيمة في كرة القدم”
ما وقع في ملعب القاهرة يعيد للأذهان حقيقة أساسية في الرياضة ، حيث أن كرة القدم لعبة نتائجها متقلبة، والخسارة جزء أصيل منها مثلها مثل الفوز. تحتاج الجماهير الرياضية لاستيعاب هذه الحقيقة البسيطة والتعامل مع النتائج بروح رياضية، فالفريق الذي يحقق 11 بطولة في عامين لا يمكن اعتباره فاشلاً لمجرد خسارته في مباراة واحدة.
هذه الحوادث تفتح الباب لضرورة تطوير برامج توعوية للجماهير، وضرورة وجود آليات أكثر فاعلية لتأمين اللاعبين والمدربين والحكام بعد المباريات المثيرة للجدل، كما تستدعي مراجعة شاملة للإجراءات الأمنية في الملاعب.
“الخروج من الأزمة”
يحتاج النادي الأهلي، كمؤسسة رياضية عريقة، للتعامل مع هذه الأزمة بجدية وشفافية، إلى إصدار بيان رسمي واضح يدين ما حدث ويؤكد على القيم الحقيقية للنادي، و فتح تحقيق داخلي لمعرفة المتسببين في هذه الأحداث واتخاذ إجراءات رادعة بحقهم، و تقديم اعتذار رسمي للمدرب كولر وطاقم التحكيم. و إطلاق حملات توعية للجماهير حول أهمية الروح الرياضية وتقبل نتائج المباريات،
و التعاون مع السلطات الأمنية لتشديد الإجراءات الأمنية في المباريات القادمة.
ما وقع يمثل فرصة للمراجعة والتقييم، وتحويل اللحظة المؤسفة إلى نقطة انطلاق نحو ثقافة رياضية أكثر نضجاً وتحضراً، تليق بتاريخ وإنجازات ناد كبير مثل الأهلي المصري.
إن الدفاع عن الأندية والمنتخبات لا يكون بتبرير الأخطاء، بل بالاعتراف بها والعمل على تجاوزها. وقد آن الأوان ليتصدى الجميع – مسؤولون ولاعبون وإعلاميون وجماهير – لمثل هذه الظواهر السلبية التي تسيء للرياضة المصرية والعربية والأفريقية.