ما زالت تتصدر العناوين، ويضجُّ بها التايم لاين،، “مجزرة صالحة”،، اعتـراف الجنجويد..

 

استنكار إقليمي ودولي للحادثة، وتجريم ميليشيا آل دقلو..

استفزاز سافر لمرتكب المجزرة، وأكاذيب وافتراءات من مستشار حميدتي..

الفريق تاور: قيادة الميليشيا فقدت السيطرة على قواتها في الميدان..

تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..

ماتزال مجزرة صالحة البشعة جنوب أم درمان، تتصدر العناوين وتشغل بال التايم لاين، وتُكسي منصات التواصل الاجتماعي بثوب الأحزان والكآبة، قبل أن تحصد الكثير من لعنات السودانيين في الداخل والخارج على ميليشيا الدعم السريع وجرائمها الإنسانية التي توثقها بنفسها وتنشرها على أعين الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي في تحدٍ سافر لكل القوانين والمواثيق والأعراف الدولية، ويشجعها الصمت الدولي والإقليمي الغريب والمريب، على الاستمرار في ارتكاب هذه الجرائم المريعة والانتهاكات الفظيعة، ولن تكون مجزرة صالحة آخر جرائم ميليشيا آل دقلو وانتهاكاتها الإنسانية من حيث التأريخ والجغرافية، ومن أمن العقاب أسأ الأدب.

منتهى الاستفزاز:

ولم تكتفِ ميليشيا الدعم السريع الإرهابية بارتكاب مجزرة منطقة صالحة، وحرق جثث الضحايا أمام أعين الكاميرات، بل إن منفِّذ المجزرة المدعو جار النبي عبد الله الشهير بالأسطورة، ظهر بشكل مستفز في فيديو مصور أثار حفيظة الشارع السوداني ليعلن مسؤوليته الكاملة عن الجريمة وتصفية 31 من الشباب بينهم أطفال قُصَّر أعدمتهم الميليشيا بدم بارد، مكذباً الأحاديث المتداولة بشأن عدم انتمائه لميليشيا آل دقلو، مؤكداً أنه ضابط بالدعم السريع يحمل نمرة عسكرية بالرقم 501391136، وقد تخرج ضمن الدفعة الخامسة ضباط في العام 2016م، ويقود حالياً العمليات بمنطقة المهندسين جنوب حتى مناطق صالحة جنوب أم درمان، وقال جار النبي الأسطورة إنه مكلف من قائد الدعم السريع بمهمة تصفية الإسلاميين ومنسوبي كتائب البراء وقوات درع السودان التابعة للقائد أبو عاقلة كيكل، قاطعاً باستمراره في “مهمته” حتى لو تبرأ منه الدعم السريع.

أكاذيب وافتراءات:

واستمرت فصول مسرحية الاستفزاز التي عرضتها ميليشيا الدعم السريع على جثث وجماجم ضحايا مجزرة صالحة، حيث انبرى إلى المشهد هذه المرة أحد مستشاري قائد الدعم السريع ويدعى مصطفى محمد إبراهيم، الذي استغل منبر الجزيرة مباشر ليطلق الأكاذيب والافتراءات على الهواء مباشرة رغم محاولات مقدم مسائية التاسعة الأستاذ أحمد طه إلى إيقافه وإثنائه ليقول بمنطق الكلام ولكن رجاءات ومحاولات المذيع العارف بطبيعة وتعقيدات الشأن السوداني ذهبت أدراج الرياح في ظل إصرار المستشار ” النكرة” على ركوب أمواج الكذب والتضليل، معتبراً أن ال 31 شاباً الذين قُتلوا بدم بارد ليسوا سوى جنود يتبعون للجيش السوداني وقد تم قتلهم في معركة، قبل أن يأتي ليقول بفرية أخرى أن تصفية هؤلاء الشباب جاءات انتقاماً من حديث قال به رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة بالقضاء على ميليشيا الدعم السريع والمجتمعات التي تعاونها، وبالتالي فإن مذبحة منطقة صالحة نُفذت على جريان المثل الشعبي نتغدى بيهم قبل ما يتعشوا بينا”.

بيِّنات وأدلة دامغة:

ويرى الخبير العسكري والأمني الفريق شرطة دكتور جلال تاور أن النهج الاستفزازي الذي مارسه الميليشي جار النبي الأسطورة يعكس بشكل واضح وفاضح عدم قدرة قيادة الدعم السريع السيطرة على قواتها في الميدان، وقال في إفادته للكرامة إن مجزرة منطقة صالحة لم تكن الأولى في مشروع الانتهاكات والجرائم التي ظلت ترتكبها ميليشيا آل دقلو منذ اندلاع الحرب، منوهاً إلى مجازر مشابهة تمت في ود النورة والسرحة بولاية الجزيرة، وفي سوق صابرين بأم درمان، وفي بحري، وأكد الفريق تاور أن مثل جرائم وانتهاكات الدعم السريع في قسوتها وبشاعتها لم تحدث حتى في الحرب العالمية على يدي النازية، مبيناً أنه في إمكان السلطات المختصة في الحكومة الاستفادة من الوقائع والبيِّنات المادية عن طريق النائب العام المسؤول من الحق العام، ليقوم باستغلال سلطته وتوجيه الجهات المعاونة له من المباحث المركزية بالإضافة إلى الأجهزة الفنية في الشرطة وجهاز الأمن والمخابرات الذي يحتفظ بالكثير من الأدلة والبراهين، ونوه الخبير الأمني والعسكري الفريق جلال تاور إلى أن العالم كله يتبنى نظرية عدم الإفلات من العقاب، وأن الأدلة والبينات الدامغة متوفرة لإدانة ميليشيا الدعم السريع خاصة وأن القضية خرجت من النطاق المحلي إلى النطاق العالمي، وأن ما تقوم به ميليشيا آل دقلو يمثل استهدافاً ممنهجاً لإبادة الشعب السوداني، وتجريفه لصالح إثنيات أخرى تحاول الاستفادة من خيرات وثروات وموارد السودان.

 

خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر فمن الواضح أن مجزرة منطقة صالحة جنوب أم درمان تأتي في سياق حملة منظمة تنتهجها ميليشيا الدعم السريع انتقاماً لهزائمها الساحقة والمتلاحقة التي ظلت تتلقاها خلال الشهرين الماضيين على أيدي القوات المسلحة والقوات المساندة لها في مختلف محاور وجبهات القتال، وعلى قيادة الدولة أن تتعاطى بفقه السرعة في مواجهة مثل هذه الجرائم، فلا نجد مبرراً لتطاول صمت الحكومة تجاه مجزرة صالحة وتأخرها لأكثر من أربع وعشرين ساعةً حتى تدين المجزرة التي استنكرها العالم أجمع، وثمة كلمة نهمس بها في أذن السلطات المختصة بضرورة السباق مع الزمن لمناهضة جرائم وانتهاكات ميليشيا آل دقلو وداعميها من المحاور الإقليمية والدولية وذلك بأن تسلك طريقين لا ثالث لهما، أولهما حشد الجهود من أجل سرعة حسم الميليشيا ميدانياً ومحوها من المشهد، وثانيهما تسريع الإجراءات القانونية في المحاكم الدولية ومدِّها بكل جديد من البيّنات والأدلة والأسانيد التي تدعم موقف الحكومة، وتعزز من فرص نجاح قضيتها العادلة.