اكبر مؤامرة على تحطيم أنجح مشروع في السودان

دكتور محمد عبد الله الريح

الصورة أدناه هي لطلاب قسم الحيوان عام 1963 في العبارة التي كانت تقلنا الى مرفأ دنقناب على البحر الأحمر . وتظهر في أقصى يمين الصورة زميلتنا المرحومة نور محمد عبدالله الكارب رحمها الله زوجة الدكتور حاكم عبدالرحمن حاكم فيما بعد وشخصي الضعيف واحمد الريح وتاج الدين ميرغي وحسون وفاروق الشيخ التوم ومحمد عثمان هاشم وكنا في رحلة علمية للوقوف على اكبر وانجح مشروع لزراعة اللؤلؤ تم افتتاحه عام 1960 في عهد الرئيس ابراهيم عبود رحمه الله بعد أن استجلب اليه المستر ويليام ريد الاسترالي الخبير في زراعة اللؤلؤ . أول إنتاج كان عام 1963 ب 3 الف لؤلؤة (بضة) . من أفخم أنواع اللؤلؤ .
شاءت ارادة الله ان اعود لذلك الموقع عام 1970 وأنا مدير لمتحف السودان للتاريخ الطببعي ومقرر للجنة التحقيق في مصلحة الصيد ومصائد الأسماك التي كان يرأسها البروفيسور محمد الطاهر عبدالرازق مدير الابحاث البيطرية وعضوية البروفيسور فيصل تاج الدين رئيس قسم الحيوان والسيد عبدالله سليمان من ديوان شئون الخدمة
موضوع دنقناب كان من بين المواضيع التي عرضت علينا للتحقيق فيها .
جاءت بعثة يابانية عام 1968 وكان وزير الثروة الحيوانية في ذلك الزمن السيد نصرالدين السيد رحمه الله وقد اعطاهم الإذن لزيارة مزرعة اللؤلؤ وهم أيضا لهم مزارع لزراعة اللؤلؤ .
اليابانيون وجدوا كل مساعدة من القائمين على مشروع زراعة اللؤلؤ وعلى رأسهم الدكتور يوسف اسحاق رحمه الله . ولكن بعد أن غطسوا وتفقدوا المزرعة وحملوا معهم بعض العينات وبعد مغادرتهم بعشرة أيام طفحت كل الكمية التي كانت مزوعة ميتة ولم تعرف الأسباب .. ولم ينتبه الموجودون على رأس العمل على أخذ عينات من الماء ولكننا عندما جئنا بعد عامين وطلبنا فحص عينات من الماء وجدنا الماء لا يحتوي على أي أحياء وتقريبا عقيما . وبتحرياتنا عرفنا أن اللؤلؤ الذي تنتجه المزارع اليابانية وردي اللون Pinkish وكل جهودهم لإنتاج لؤلؤ فضي باءت بالفشل ربما بسبب تلوث المياه عندهم بالأشعاع النووي . لكن حملنا الخطأ للذين كانوا على رأس العمل إذا أنهم لم يسارعوا في تقصي الحقائق في وقتها وخاصة كان المستر ريد قد غادر السودان عام 64 بعد ثورة اكتوبر . ولم تقم لذلك المشروع التنموي العبقري قائمة .