#image_title
—
بقلم الدكتور خالد فواز
منذ العصور الفرعونية، سعى المصريون إلى ربط البحار بمياه نهر النيل، فكانت البداية مع قناة ستيروستاتس التي أنشئت في عهد الفراعنة، حيث ربطت بين البحر الأحمر ونهر النيل، لتُستخدم في حركة التجارة ونقل القوافل والبضائع.
ثم في العصر الإسلامي، وفي عهد عمرو بن العاص، أعيد إحياء الفكرة وبُدئت قناة جديدة سُميت قناة أمير المؤمنين، في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه، والتي كانت وسيلة لمرور القوافل وامتدادًا للرؤية المصرية القديمة في ربط البحر الأحمر بالنيل. واستمر الاهتمام بهذه القناة حتى عهد حفيده الخليفة عمر بن عبد العزيز، خامس الخلفاء الراشدين، حيث زاد من رعايتها والاهتمام بها بشكل أفضل من السابق.
ومع مرور الزمن ودخول محمد علي باشا إلى مصر، جاءت له فكرة أعظم: إنشاء قناة تربط بين البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط مرورًا بنهر النيل، لتكون ممرًا عالميًا للتجارة، وهي قناة السويس، حيث بدأ العمل بها عام 1859 واستمر عشر سنوات حتى تم افتتاحها رسميًا في عام 1869 في عهد الخديوي إسماعيل. شاركت في المشروع معدات وآلات مصرية وفرنسية، لكن من حفر القناة فعليًا هم رجال مصر، الذين قضى منهم أكثر من 120 ألف شهيد أثناء العمل الشاق.
ما المهندس الذي أشرف على المشروع فكان الفرنسي فرديناند دي ليسيبس. في هذا الوقت لم تكن الولايات المتحدة الأمريكية حاضرة لا ماليًا ولا استثماريًا، ولم يكن لها دور دولي معترف به في هذا الشأن.
لكن في عام 1956، وأثناء العدوان الثلاثي على مصر بسبب تأميم قناة السويس، وقفت أمريكا مؤيدة لموقف مصر، ليس حبًا فيها، بل بسبب اشتعال الحرب الباردة ورغبتها في كبح جماح التوسع السوفيتي في المنطقة. إذن، لم يكن موقف أمريكا هبة، بل كان مرتبطًا بحسابات استراتيجية تخصها.
ما من كان له الفضل الحقيقي في دعم أمريكا في مراحل نشأتها، فهي مصر. أثناء الثورة الأمريكية ضد بريطانيا، وقفت مصر بجانب الولايات المتحدة وأرسلت لها القمح والحبوب لدعم شعبها وجيشها، وكانت السفن الأمريكية تشتري موارد مصرية أساسية يستخدمها الجنود.
وفي الحرب الأهلية الأمريكية (1860–1865)، أرسل محمد علي باشا القطن المصري ليُسهم في دعم الصناعة الأمريكية المتوقفة. كذلك، خلال المجاعة في ولاية جورجيا، أرسلت مصر مساعدات من القمح والزيت والحبوب، وهو ما اعترفت به أمريكا في رسائل دبلوماسية وجهتها إلى مصر تعبيرًا عن شكرها العميق.
وفي عام 1869، اعترفت مصر رسميًا بأمريكا كدولة مستقلة، وأرسلت الولايات المتحدة وفدًا إلى مصر لتقديم الشكر على الدعم المتواصل.
ختامًا، فإن مصر كانت وما زالت دولة قوية ذات أيادٍ بيضاء على العالم، دعمت دولًا كثيرة دون انتظار مقابل، ولم تكن بحاجة لمن يمد لها يد العون. وإذا أردنا أن نحكم على الأمور بالعلم والمنطق والتاريخ، فإن قناة السويس إنجاز مصري خالص لا يخص غير المصريين، ولا يحق لأي أحد أن ينسبه لغيرهم. أما تصريحات ترامب أو غيره فهي لا تمتّ إلى الواقع أو التاريخ أو العلم بصلة، بل مجرد شعارات وهمية لا تغير من الحقيقة شيئًا.
يستحق د. جبريل إبراهيم، رئيس حركة العدل والمساواة، أن يُمنح عن جدارة “نوط الدهاء والذكاء…
حزنت كثيرا لابو نمو و هو يمارس التزييف المتعمد للتاريخ و يحرف الكلم عن…
وافق رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، خلال مكالمة هاتفية مع الأمين العام…
كشفت معلومات متطابقة عن تدمير سلاح الطيران السوداني معسكر يتبع لقوات الدعم السريع المتمردة تدميرا…
سلّم سفير السودان المرشح لدى دولة إريتريا ، أسامه أحمد عبد الباريء امس نسخة من…
أعلنت شركة تاركو للطيران عن استئناف رحلاتها المجلية إلى مطار كسلا الدولي ابتداءً من 1…