حرب السودان تتحول من حرب البندقية إلى حرب المسيرات

تستمر الطائرات المسيّرة في استهداف مدينة بورتسودان لليوم الخامس على التوالي، حيث تُعتبر هذه المدينة العاصمة الإدارية المؤقتة وميناء السودان الرئيسي. اليوم الخميس، شهدت المدينة هجمات مكثفة استهدفت بشكل خاص مباني الكلية الجوية الواقعة في شمال المدينة. وقد انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر مشاهد مروعة من الانفجارات والحرائق التي نتجت عن هذه الهجمات، مما زاد من حالة القلق والخوف بين السكان المحليين الذين يعيشون في ظل هذه الأوضاع المتوترة.

وفقًا لمصادر محلية، تمكنت الدفاعات الجوية للجيش السوداني من التصدي لعدد من الطائرات المسيّرة التي كانت تستهدف المدينة، حيث أكدت المصادر أن الكلية الجوية كانت من بين الأهداف الرئيسية للهجمات. وقد حاولت الطائرات المهاجمة اختراق الأجواء، لكن التقارير أفادت بأن المضادات الأرضية نجحت في إسقاط معظم الطائرات المسيّرة التي حاولت الاقتراب من بورتسودان خلال الساعات الماضية. هذا النجاح في التصدي للهجمات ساهم في تقليل الأضرار المحتملة وحماية المنشآت الحيوية في المدينة.

في ظل استمرار الغارات الجوية، أفاد شهود عيان في مدينة بورتسودان بأن النيران اشتعلت في عدة مواقع فجر اليوم الخميس، 8 مايو 2025، نتيجة الهجمات الجديدة التي شنتها الطائرات المسيّرة. وقد أظهرت التقارير الأولية أن هذه الهجمات أسفرت عن اندلاع حرائق في مناطق متفرقة، مما يعكس حجم الدمار الذي خلفته هذه العمليات العسكرية. كما تم رصد أعمدة من الدخان تتصاعد في سماء المدينة، مما يزيد من قلق السكان الذين يعيشون في أجواء من التوتر والخوف.

استهدفت الطائرات المسيرة مدينة كوستي في ولاية النيل الأبيض، مما أدى إلى اندلاع حرائق في مخازن الوقود القريبة من مرفأ النقل النهري، وفقًا لمصادر محلية. هذا الهجوم يأتي في وقت حساس، حيث تواصل القوات المسلحة السودانية التصدي للتهديدات المتزايدة من قبل الدعم السريع، الذي قام بشن هجمات في وقت سابق على عدة مدن، بما في ذلك بورتسودان وكسلا ومروي، دون أن تسجل أي خسائر.

في سياق متصل، أعلن الجيش السوداني أن الهجمات التي وقعت يوم الأربعاء استهدفت قاعدة فلامنجو البحرية في بورتسودان، حيث تمكنت الدفاعات الجوية من إسقاط معظم الطائرات المسيرة التي حاولت الاقتراب من القاعدة. تعتبر قاعدة فلامنجو أكبر قاعدة بحرية في البلاد، مما يجعلها هدفًا استراتيجيًا في الصراع القائم. وقد سُمع دوي الانفجارات في المدينة في الساعات الأولى من صباح أمس، مما يعكس حدة التوترات الأمنية في المنطقة.

كان قد جددت الطائرات المسيرة هجماتها على مدينتي بورتسودان وكسلا مساء الأربعاء، حيث استهدفت الهجمات قاعدة فلامنجو البحرية والكلية الجوية في بورتسودان للمرة الثانية خلال بضع ساعات. وقد تمكنت الدفاعات الأرضية من إسقاط أربع طائرات مسيرة مشابهة في كسلا، مما يعكس تصاعد التوترات في المنطقة. يأتي هذا الهجوم بعد ساعات من استهداف مماثل للمدينتين في وقت مبكر من صباح الأربعاء، ليكون هذا الهجوم هو الرابع على التوالي. وقد أبدى خبراء قلقهم من العواقب الاقتصادية والبيئية المحتملة نتيجة حرائق مستودعات الوقود التي نتجت عن هذه الهجمات.

تتزايد المخاوف بين المواطنين في المنطقة، حيث يعيشون تحت وطأة هذه الهجمات المتكررة التي تهدد سلامتهم وأمنهم. كما أن القلق يتزايد بشأن التأثيرات الاقتصادية المحتملة، حيث يمكن أن تؤدي حرائق مستودعات الوقود إلى نقص في الإمدادات وارتفاع الأسعار. في ظل هذه الظروف، يتطلع السكان إلى استجابة فعالة من السلطات المحلية والدولية لوقف هذه الهجمات وضمان سلامتهم.