#image_title
بقلم : معاوية أبوالريش
في عالم كرة القدم حيث تتشابك المصالح المالية والسياسية، تظل نزاهة التحكيم هي الضمانة الوحيدة لعدالة المنافسة. ما حدث في مباراة الإياب بين برشلونة وإنتر ميلان في الدور نصف النهائي من دوري أبطال أوروبا أثار موجة من التساؤلات العميقة حول وجود مخططات خفية تستهدف النادي الكتالوني.
سيمون مارشينياك، الحكم البولندي الذي أدار المباراة، وجد نفسه في مركز عاصفة من الانتقادات بعد سلسلة قرارات اعتبرها الكثيرون ظالمة بحق برشلونة. محللون وحكام سابقون أكدوا أن الفريق الإسباني تعرض لظلم تحكيمي واضح، وكأن هناك خطة معدة سلفاً لإقصائه من البطولة.
تجاهل مارشينياك تدخلات عنيفة ضد لاعبي برشلونة، واتخذ قرارات متناقضة في حالات متشابهة، ورفض احتساب ركلات جزاء واضحة للفريق الكتالوني، بينما منح امتيازات غير مبررة للفريق الإيطالي. هذه التصرفات دفعت العديد للتساؤل: هل كان اختيار هذا الحكم بالذات لإدارة هذه المباراة بالتحديد محض صدفة؟
تتزايد الأصوات التي تتحدث عن وجود مخطط منظم ليس فقط لإقصاء برشلونة، بل وأرسنال أيضاً، من البطولة لتمهيد الطريق أمام باريس سان جيرمان للفوز باللقب الأوروبي الأغلى. وتستند هذه النظرية إلى عدة عناصر مثيرة للاهتمام:
أولاً، العلاقة الوثيقة بين رئيس الفيفا ورئيس نادي باريس سان جيرمان القطري ناصر الخليفي. يتردد أن رئيس الاتحاد الدولي قد وعد صديقه القطري بالمساعدة في الحصول على اللقب الأوروبي الذي طالما حلم به، خاصة بعد سنوات من الفشل رغم الاستثمارات الهائلة وجلب نجوم مثل ميسي ونيمار وغيرهم من أبرز اللاعبين في أوروبا.
ثانياً، نمط التعيينات التحكيمية المشبوهة في المباريات الحاسمة، والتي تبدو وكأنها تخدم مصالح أطراف معينة على حساب العدالة الرياضية.
ثالثاً، الضغوط التجارية والسياسية الهائلة المحيطة بالبطولة، والتي قد تدفع البعض للتدخل في سير المنافسة لضمان نتائج معينة تخدم مصالح مالية وسياسية أكبر.
هذه ليست المرة الأولى التي يشعر فيها برشلونة بالظلم التحكيمي في المنافسات الأوروبية. عبر السنوات، هناك سجل طويل من المباريات التي شابتها قرارات تحكيمية مثيرة للجدل ضد النادي الكتالوني، سواء أمام تشيلسي حيث رفض الحكام العديد من ركلات الجزاء الواضحة، أو أمام أندية إيطالية وألمانية حيث كانت هناك دائماً علامات استفهام حول نزاهة التحكيم.
إذا صحت هذه المزاعم، فهذا يمثل ضربة مدمرة لنزاهة كرة القدم التي يعشقها الملايين حول العالم. هذه الرياضة ليست مجرد لعبة، بل هي ثقافة وشغف وهوية بالنسبة للكثيرين. وعندما تصبح نتائج المباريات محددة مسبقاً بقرارات تحكيمية مشبوهة، فإن ذلك يقوض أسس اللعبة بأكملها ويحولها من منافسة رياضية حقيقية إلى مسرحية معدة سلفاً.
يقع على عاتق الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) والاتحاد الأوروبي (يويفا) مسؤولية كبيرة في هذا الصدد. يجب عليهما ضمان شفافية كاملة في اختيار الحكام، وتطبيق تقنية الفيديو المساعد (VAR) بشكل عادل وموحد، وفتح تحقيقات جدية في أي مزاعم حول تضارب المصالح، ومحاسبة المسؤولين في حال ثبوت أي تلاعب.
لم يعد مقبولاً في عصر الشفافية والمساءلة أن تستمر هذه الممارسات المشبوهة دون محاسبة. يجب على مشجعي كرة القدم، بغض النظر عن انتماءاتهم، أن يوحدوا أصواتهم للمطالبة بتحقيقات مستقلة في أداء الحكام المثير للجدل، ومراجعة آلية اختيار حكام المباريات الكبرى، وإصلاح هيكلي شامل في نظام التحكيم الأوروبي، ومنع أي تضارب في المصالح بين المسؤولين وأصحاب الأندية.
في النهاية، إذا كان هناك فعلاً مخطط لإقصاء برشلونة وتمهيد الطريق لباريس سان جيرمان للفوز بدوري الأبطال، فإن على رئيسي الفيفا واليويفا أن يشعرا بالعار. ليس فقط لأنهما خانا ثقة الملايين من محبي كرة القدم، بل لأنهما قوضا أسس لعبة قامت تاريخياً على مبادئ المنافسة الشريفة والروح الرياضية.
كرة القدم تستحق الأفضل. تستحق حكاماً نزيهين، ومسؤولين يضعون مصلحة اللعبة فوق أي اعتبارات أخرى، وبطولات تُحسم على أرضية الملعب وليس في الغرف المغلقة. وإذا لم نقف جميعاً للدفاع عن نزاهة هذه اللعبة، فإننا نخاطر بفقدان جوهر ما يجعلها الرياضة الأكثر شعبية في العالم.
إذا كانت هناك مؤامرة بالفعل ضد برشلونة، فهي ليست مؤامرة ضد ناد بعينه فحسب، بل هي مؤامرة ضد كرة القدم ذاتها وضد ملايين المشجعين الذين يضعون ثقتهم في نزاهة هذه اللعبة الجميلة.
لندن : أم عبدالوهاب رجل يُدعى عبد الرحمن خلييف-علي (27 عامًا) من غرب لندن حاول…
متابعة : المغيره بكري " امدر تايمز " شاركت الدكتورة عفاف طلبة الأستاذ بالكونسرفتوار…
إعداد : المغيره بكري " امدر تايمز" هي فوزية دخيل بن طواله الشمري من المنطقة…
تعليم الأطفال حدودهم الشخصية وتطوير مهارات إحترام الذات هو أحد أهم الأسس في بناء…
لندن : أمّ عبدالوهاب " أمدر تايمز " ألقت الشرطة البريطانية القبض على طالب صيني…
يستحق د. جبريل إبراهيم، رئيس حركة العدل والمساواة، أن يُمنح عن جدارة “نوط الدهاء والذكاء…