#image_title
ليست التحذيرات الدولية بمغادرة السودان مجرد إجراءات روتينية تصدرها السفارات كلما تصاعد التوتر في بلدٍ ما. ما يحدث اليوم في السودان، وبشكل أكثر تحديدًا في مدينة بورتسودان، يحمل دلالات أعمق من مجرد إخلاء رعايا أجانب. إنها رسالة واضحة، وإن جاءت مغلفة بالدبلوماسية، مفادها أن السودان بات فعليًا في خانة “البلدان غير الآمنة”، وأن المجتمع الدولي بدأ يفقد ثقته في قدرة هذا البلد على ضمان أمنه الداخلي أو حماية المدنيين.
السفارة الصينية في الخرطوم كانت من أولى البعثات التي كسرت الصمت، حين أصدرت بيانًا تحذيريًا دعت فيه رعاياها إلى مغادرة البلاد “في أقرب وقت ممكن”، مستشهدة بالتدهور السريع في الأوضاع الأمنية وتزايد المخاطر المحيطة. البيان لم يكتفِ بالتحذير، بل أشار إلى أزمة إنسانية حادة في البلاد، مع نقص فادح في المياه والكهرباء والوقود.
لم تمضِ ساعات حتى لحقت بها تركيا، مؤكدة في بيان مماثل أن على مواطنيها تجنّب السفر إلى السودان، لا سيما بعد تصاعد الهجمات على بورتسودان وعدد من المدن الحيوية الأخرى.
السؤال الذي يطرح نفسه هنا: إلى أين يمضي السودان؟ ومن المسؤول عن هذه الفوضى التي باتت تهدد وجود الدولة نفسها؟
التحذيرات الدولية لا تأتي من فراغ، بل هي مؤشرات تُقرأ بعناية في دوائر صنع القرار، وتعني ببساطة أن السودان لم يعد يحتفظ بما يكفي من الاستقرار السياسي أو السيطرة الأمنية ليكون وجهة آمنة، لا لمواطنيه ولا للزائرين. والمؤلم في الأمر، أن هذه التحذيرات تأتي من دول تُعتبر من أقرب الشركاء الدوليين للخرطوم، كالصين وتركيا. أي أن المجاملات سقطت، والحسابات السياسية أُعيد ترتيبها على أساس “سلامة الرعايا أولًا”.
في ظل هذه الوقائع، لا يبدو في الأفق حل سياسي قريب أو حتى بوادر انفراج. الأزمة في السودان تتغذى على العناد والتشبث بالسلاح كوسيلة للحسم، بينما تستنزف البلاد كل مقومات الحياة، ويُدفع المواطن البسيط – الذي لم يختر هذه الحرب – الثمن الأكبر.
لقد أصبح من الواضح أن الحرب ستطول، وأن معاناة الشعب السوداني ستتعمق ما لم يتم كبح جماح هذا الانفلات، ووضع حدٍّ للرهانات العبثية على الحل العسكري.
إن مشهد السفارات وهي تغادر، والدول وهي تغلق أبوابها أمام السفر إلى السودان، لا يجب أن يُقرأ فقط بوصفه إجراءً احترازيًا، بل كصفعة لحقيقة مرة: السودان في خطر، وخسارته لن تكون سياسية فقط، بل إنسانية وأخلاقية وتاريخية.
نشرت صحيفة "إسرائيل هيوم" العبرية، يوم الخميس، تفاصيل محادثة بين ترامب ونتنياهو وديرمر وماركو روبيو،…
أول اعتراف رسمي.. وزير الخارجية الإيراني: أضرار كبيرة طاولت المواقع النووية بعد 12 يومًا من…
مروي إعلام المحلية.رصد الحسن عبدالمهيمن طمأن قائد شعبة* إستخبارات الفرقة (19) مشاة مروي العقيد…
تقدمت الإعلامية *مروة عيد*، مقدمة البرامج المعروفة وصاحبة البصمة الإعلامية المتميزة، بأصدق التهاني والتبريكات إلى…
ذكرت شبكة "سي إن إن"، مساء اليوم الخميس، أن الولايات المتحدة تدرس استبدال موقع فوردو…
لندن / الخميس 26 / 06 / 2025 رحَّب رئيس الكتلة الديمقراطية نائب رئيس الحزب…