” روعة العمارة الإسلامية: مسجد سعيد بن تيمور درة المعمار العُماني”

قلم : معاوية أبوالريش
تتجلى روعة العمارة الإسلامية في سلطنة عُمان من خلال صروحها المعمارية الفريدة التي تمزج بين الأصالة والحداثة، وتعكس هوية المجتمع العُماني وثقافته العريقة. ويعد مسجد سعيد بن تيمور في ضاحية الخوير الجنوبية بمسقط أحد أبرز هذه التحف المعمارية التي تستوقف الأنظار وتبهر القلوب بجمالها وروعة تصميمها.
” جمال المعمار وروعة التصميم”
يستقبلك مسجد سعيد بن تيمور بهيبة وجلال، حيث يمتزج التصميم المعماري الإسلامي التقليدي مع لمسات عمانية مميزة. تتصدر المسجد مئذنتين شامختين ترتفع في سماء المكان، معلنة عن مكانته وقدسيته، بينما تعكس القبة الرئيسية براعة المهندسين في تصميم بناء يجمع بين الفن والهندسة.
يتسم المسجد بواجهات خارجية أنيقة، تزينها أقواس متناسقة ونوافذ مشغولة بدقة، تسمح لأشعة الشمس بالتسلل إلى الداخل لتنير أرجاء المسجد بنور طبيعي يبعث على السكينة والطمأنينة. وقد روعي في تصميم المسجد انسجامه مع البيئة المحيطة، مما يجعله يبدو وكأنه جزء أصيل من النسيج العمراني للمنطقة.
” الزخارف الإسلامية والفنون المعمارية”
أما داخل المسجد، فتتجلى روائع الفن الإسلامي في أبهى صورها. تزين الجدران نقوش هندسية متقنة وزخارف متشابكة، إلى جانب آيات قرآنية مكتوبة بخط عربي جميل، تضفي جميعها جواً من الروحانية والخشوع. وقد استُخدمت الألوان بتناغم رائع، حيث تتمازج الألوان الزرقاء والخضراء والذهبية في تناسق يريح النفس ويسر العين.
تعكس هذه الزخارف براعة الحرفيين العمانيين في فنون النقش والزخرفة التي توارثوها عبر الأجيال، والتي أصبحت سمة مميزة للعمارة العُمانية. كما تظهر أعمال الجبص المنحوت والخشب المطعم بالعاج والصدف في تفاصيل المحراب والمنبر، مما يضيف لمسة من الفخامة والأناقة إلى المكان.
” الإضاءة والمساحات الداخلية”
تلعب الإضاءة دوراً مهماً في إبراز جماليات المسجد، حيث تتدلى من السقف ثريات مذهلة مصنوعة بعناية فائقة، تعكس الضوء على الزخارف والنقوش فتزيدها بهاءً وجمالاً. وتتميز المساحات الداخلية بالاتساع والرحابة، مما يوفر بيئة مريحة للمصلين، ويعزز الشعور بالسكينة والخشوع.
قاعة الصلاة الرئيسية مفروشة بسجاد فاخر، تتناغم ألوانه مع بقية عناصر المسجد، وتنعكس عليه أضواء الشمس القادمة من النوافذ الملونة، مما يخلق منظراً ساحراً يأخذ الألباب.
” رعاية المساجد في سلطنة عُمان”
تولي سلطنة عُمان اهتماماً كبيراً بالمساجد باعتبارها صروحاً دينية وثقافية وحضارية تعكس هوية المجتمع العُماني وقيمه الأصيلة. وقد أهتم ديوان البلاط السلطاني إلى جانب وزارة الأوقاف والشؤون الدينية اعتماد برامج متكاملة لرعاية المساجد وصيانتها، وتوفير كافة الخدمات الضرورية لها من أجل أن تؤدي رسالتها على أكمل وجه.
وتتجلى هذه الرعاية في عدة مظاهر، منها: التصميم المعماري المتميز: تحرص السلطنة على أن تكون مساجدها تحفاً معمارية فريدة، تجمع بين الأصالة والحداثة، وتعكس الهوية العُمانية المميزة. الصيانة الدورية : تخضع المساجد لبرامج صيانة دورية شاملة، تشمل كافة مرافقها، للحفاظ على رونقها وجمالها، وضمان سلامة مرتاديها. توفير الخدمات المتكاملة : تزود المساجد بكافة الخدمات الضرورية، من مواقف للسيارات، ودورات مياه نظيفة، وأماكن للوضوء، ومكتبات، وقاعات للمحاضرات والدروس الدينية.
تأهيل الأئمة والخطباء : تولي الوزارة اهتماماً خاصاً بتأهيل الأئمة والخطباء، وتزويدهم بالمعارف والمهارات اللازمة لأداء رسالتهم على أكمل وجه.
توظيف التقنيات الحديثة : تم تزويد العديد من المساجد بأنظمة صوتية متطورة، وأنظمة تكييف فعالة، وغيرها من التقنيات التي تسهم في تحسين تجربة المصلين.
” مسجد سعيد بن تيمور: نموذج للعناية والاهتمام”
يعد مسجد سعيد بن تيمور في ضاحية الخوير الجنوبية نموذجاً حياً لاهتمام السلطنة بالمساجد ورعايتها. فقد تم تشييده وفق أعلى المعايير المعمارية والفنية، ويخضع لصيانة دورية منتظمة تحافظ على رونقه وبهائه.
ويتميز المسجد بمرافقه المتكاملة، التي تشمل قاعات واسعة للصلاة، ومكتبة غنية بالكتب والمراجع الإسلامية، وقاعة للمحاضرات والدروس الدينية، إضافة إلى المرافق الخدمية الأخرى التي توفر للمصلين بيئة مريحة تساعدهم على أداء عبادتهم بخشوع وطمأنينة.
يشكل مسجد سعيد بن تيمور في ضاحية الخوير الجنوبية بمسقط تحفة معمارية فريدة، تعكس اهتمام سلطنة عُمان بالمساجد ورعايتها. ومن خلال هذا الصرح الديني المميز، تتجلى قدرة الإنسان العُماني على الإبداع والابتكار في مجال العمارة الإسلامية، والحفاظ على التراث الثقافي والحضاري للسلطنة.
إن زيارة هذا المسجد ليست مجرد أداء لفريضة دينية، بل هي رحلة روحية وثقافية، تتيح للزائر الاستمتاع بروائع الفن المعماري الإسلامي، والتعرف على جانب مهم من جوانب الهوية العُمانية الأصيلة. وهي دعوة للتأمل في عظمة الخالق سبحانه وتعالى، وقدرة الإنسان على تسخير مواهبه وإبداعاته في خدمة دينه ومجتمعه.