Categories: الأعمدة

هذا ينسف تماما قطع العلاقات مع دولة الإمارات ويعيد المسار الدبلوماسي الي وضعه الطبيعي ويؤكد أن الحكومة ” مستهبلة”!!

أطياف
صباح محمد الحسن
المصالح!!
طيف أول :
عندما تغيب الحكمة ، ويتوه القرار ، يكبر الخطر بصمت !!
وحين بدأت شرطة البحر الأحمر تحقيقاتها، وقالت إنها ألقت القبض على متهمين بالداخل تحقق معهم حول هجمات الطائرات المسيرة على مستودعات الوقود ببورتسودان وسلمتهم الي الجهات المختصة
تساءلنا هنا أمس الأول هل هذا، يعني التراجع عن الإتهامات التي وجهتها حكومة بورتسودان الي دولة الإمارات العربية، وتحويل مسار الإتهام من الخارج للداخل !!
وفي اليوم الثاني يبدو أن الحكومة رأت أن قرارها كارثي مما جعلها “نادمة” على “التهور بقرار أنجبته أرض الميدان العسكري الضيق ، و لاعلاقة له بأفق الدبلوماسية الفسيح ،
حيث قررت العقلية الكيزانية وأتهمت دولة الإمارات صراحة، وقطعت علاقاتها،وخرجت للإعلام بلسان الوزراء تكيل الشتائم ولكنها عادت أمس لتتحس سلبيات القرار، ومايترتب عليه من أضرار.
الأضرار العامة التي تقع على ألآف السودانين من الجالية السودانية والأضرار الجوهرية الخاصة المتعلقة بمصالحها هناك!!
وذكرنا أمس الأول أن مصالح السلطة الانقلابية الكيزانية وتجارتها واستثماراتها من الذهب والمعادن وغيرها ، ستكون السبب المباشر الذي سيقف عائقا في طريق إستمرارية الإتهام ، بالتالي هو السبب الأرجح لتحقيق الشرطة ببورتسودان
وبالأمس قالت وزارة الخارجية
انها تود أن توضح أن القنصلية العامة للسودان بدبي ستظل مفتوحة لتقديم خدماتها القنصلية للمواطنين السودانيين الموجودين بدولة الإمارات، حتى إشعار آخر، وذلك تيسيرا لأبناء وبنات شعبنا الكريم).
وبهذ فإن كان القبض على متهمين سودانيين هو إشارة للتراجع عن الإتهام، فإن خبر ابواب القنصلية “الفاتحة” في الأمارات يؤكد تماما هذا التراجع وينسف قطع العلاقات مع دولة الإمارات ويعيد المسار الدبلوماسي الي وضعه الطبيعي،
هذا مايكشف أن الحكومة ومما يدع مجالا باليقين أنها ” مستهبلة” في قرارها
فالسفارة السودانية في الإمارات بلا سفير منذ زمن طويل، لأن السفير هناك غير معترف به من الحكومة ، وهو ايضا قال إنه لايعترف بقرارات الحكومة الإنقلابية بالرغم من أنه في بداية الحرب قال ( إن قوات الدعم السريع تمردت على الشرعية ويقصد شرعية البرهان)!!
وهذا حديث له وقته
ولكن ليبقى معي القارئ قليلا إن كانت السفارة السودانية في الإمارات بلا سفير، وهي عبارة عن مكاتب يجري فيها العمل تحت إشراف السكرتارية فقط فهذا يعني أن عصب العمل الدبلوماسي تقوم به القنصلية السودانية بالإمارات
إذا وفي هذه الحالة تحديدا أيهما أهم السفارة “المشلعة” أم القنصلية !!
ولطالما أن القنصلية أهم من السفارة حاليا، وتعلن الآن أنها ” شغالة”و تمارس عملها كل يوم في خدمة الدولة ، وتقوم بكافة الإجراءات، وتقدم كل الخدمات لأفراد الجالية السودانية
إذن ماهي طبيعة العلاقات الدبلوماسية التي بترتها سكين الحكومة السودانية !!
حتى مجلس الدفاع عندما أعلن عن قطع العلاقات مع الإمارات لم يتذكر أن لديه “أبناء وبنات” بالرغم من أن الجالية السودانية بها آلاف السودانيين
فلماذا شعرت الحكومة بعد 24 ساعة فقط من القطيعة بمشاعر الأمومة نحو أبناءها وبناتها بالإمارات !!
كما أنه وفي العُرف الدبلوماسي ،معلوم أن القنصلية هي الأقرب للحكومة وأجهزتها الأمنية من السفارة، أي انها لن تقرر العمل دون موافقة الحكومة
فهل سمحت الحكومة السودانية للقنصلية بمواصلة عملها الدبلوماسي!!
وبمباشرة أكثر هل تراجعت جمهورية السودان عن إتهامها لدولة الإمارات العربية بهجمات الطائرات المسيرة الأخيرة على مستودعات النفط ببورتسودان!!
وهل تستطيع حكومة بورتسودان أن تخرج في مؤتمر صحفي على الهواء لتعتذر وتحدث الشعب السوداني إنها أخطأت او أنها تراجعت !! ولماذا
والممعن في البيان يجد أن القنصلية قالت أنها ستفتح ابوابها حتى إشعار آخر!!
فهل هذا يعني أن الحكومة السودانية ستلجأ الي خلق مايعرف بعلاقة ” مراعاة المصالح ” التي تلجأ لها الدول للحفاظ على مصالحها واستثماراتها بالرغم من القطيعة الدبلوماسية ، علما بأن هذه من أخطر العلاقات بين البلدان ، لأنها تتطلب وجود دولة أخرى تقف بين الدولتين ، تقوم بفتح نفاج “رعاية المصالح” تحت جسر قطع العلاقات الدبلوماسية ، وخطورة هذا، في أن الدولة الراعية ستحصل على كل الملفات المهمة والأختام والوثائق السرية مما يترتب عليه خلق ثغرات أمنية في غاية الخطورة!!
وهذا مايقودنا الي طرح سؤال أعمق، هل فعليا إنهارت الدولة السودانية،
ففي ظل توتر العلاقات سياسيا ، يكون هذا كارثيا ً، ناهيك أن تكون القضية إتهام بإشعال نيران الحرب التي قُتل فيها الآف المواطنين السودانين وتقف الحكومة على الملأ تتهتم دولة بقتلهم وتشريدهم ودمار وطن بأكمله، وتأتي لتلغى كل هذا وتنظر بعده الي المصالح، وليس مصالح الشعب كما تدعي إنما “مصالحها “!!
طيف أخير :
#لا_للحرب
غدا على الأطياف :
زيارة ترامب للخليج هل تكون الضوء المنتظر في نفق الحرب المدمرة في السودان!!
الإرادة والقوة هل تنفخ الروح في منابر السلام من جديد
أم سيتسمر العمل بإدوات الإقتلاع!!
غمضُ العين عن شرّ ضلالٌ *** وغضّ الطرف عن جورٍ غباءُ

ahmed

Recent Posts

” هلاويات ” … محمد نجيب محمد علي ضد الإحباط – ع . هلاوي

كلمات .. أعجز عن وصفها .. وصلتني من صديقي القديم جدا .. الحديث جدا ..…

28 ثانية ago

محكمة بريطانية تحكم بالسجن مدى الحياة على رجل حاول سرقة ساعة بقيمة 45 ألف جنية إسترليني من رجل شرطة متخفي

لندن : أم عبدالوهاب رجل يُدعى عبد الرحمن خلييف-علي (27 عامًا) من غرب لندن حاول…

4 دقائق ago

مصر … تكريم الدكتورة عفاف طلبة بالمؤتمر العلمى الإفريقى بسفارة مالى

  متابعة : المغيره بكري " امدر تايمز " شاركت الدكتورة عفاف طلبة الأستاذ بالكونسرفتوار…

22 دقيقة ago

اتكأت الجمعية — تحلق بالفوز وتجمع بين التعليم والتطوع والثقافة الاستاذه فوزية دخيل طواله

إعداد : المغيره بكري " امدر تايمز" هي فوزية دخيل بن طواله الشمري من المنطقة…

43 دقيقة ago

تعليم الأطفال حدودهم الشخصية وتطوير مهارات إحترام الذات

  تعليم الأطفال حدودهم الشخصية وتطوير مهارات إحترام الذات هو أحد أهم الأسس في بناء…

48 دقيقة ago

طالب صيني يستخدم “برج اتصالات انتحالي” لإرسال رسائل احتيالية باسم HMRC في لندن

لندن : أمّ عبدالوهاب  " أمدر تايمز "  ألقت الشرطة البريطانية القبض على طالب صيني…

52 دقيقة ago