#image_title
✍🏻المستشار القانوني/مهيد شبارقة
في البدء أنا لا أكتب هذا المقال كخبير بخبايا السياسة السودانية،بل كمواطن سوداني واعي عاش بعضاً من أيام الأمس،ويعيش اليوم بكل مافيه من تناقضات.
ولعمري إنها محاولة صادقة للمقارنة بين ما كان، وما هو كائن، علّنا عسى ولعل نفهم إلى أين نحن نمضي، أو إلى أين ضللنا الطريق.
#فالسياسة قديماً:
هي خلافات الكبار في ظل أتفاق الوطن
ففي الماضي، كانت السياسة السودانية تحمل ملامح “الخصومة النبيلة”.
أختلف الزعماء نعم، لكن ظل السودان كدولة حاضراً في خطابهم، محوراً في خلافهم. فقد كنا نرى نقداً متبادلاً، لكننا لم نرَى تشكيكاً في “وطنية” الآخر مثلما يحدث اليوم فقامات مثل /الأزهري، و/المحجوب، و/الصادق المهدي، و/محمد إبراهيم نقد، وغيرهم، كانوا على خلاف فكري عميق، لكنهم ظلوا جزءاً من مشروع سياسي عام يسعى لنهضة وطن، ولو اختلفت وجهاته، إلى بناء الدولة.
بل حتى في حقبة الأنظمة العسكرية، كنا نعيش اليوم بين مدٍّ وجزر، لكن ظل هناك ما يشبه “الهيبة المركزية” للدولة، مهما بلغت درجة القمع أو الاستبداد.
#والسياسة حديثاً:
للأسف الشديد تعني بالمختصر المفيد الشتات والخواء الفكري واللا مشروع
فاليوم، لا يبدو أننا نعيش خلافات سياسية؛ بل نعيش تفككاً كاملاً في مفهوم السياسة ذاتها
فلا مشروع وطني موحد، ولا مرجعيات واضحة، بل طوفان المصالح،والميليشيات، الاصطفافات الإقليمية، هي سيدة الموقف.
فالسياسي اليوم _غالباً_وليس مفكراً ولا حاملاً لرؤية، بل مجرد واجهة لتحالف قبلي أو عسكري أو إقليمي.
فالناس مشتتون بين خيبات الأمس وأكاذيب اليوم
،والانقلابات لم تعد مفاجآت، بل هي “خيارات متاحة”.
والسلام لم يعد ،،هدفاً،،، بل ،،سلعة تفاوض،،. ..!!
أما الديمقراطية، فأصبحت “ترفاً فكرياً” في زمن الجوع والخوف والنزوح واللجوء .
#فمن اعترافاتي:
#أعترف أنني كنتُ أنتقد الماضي كثيراً، لكنه اليوم يبدو كأنه عصر ذهبي صعب العودة إليه.
#أعترف أنني أخطأت حين ظننت أن الثورة وحدها كافية لتصحيح المسار البلد قبل تصحيح مسار وعي وفهم جيل كامل أصبح عاشقا لاستمرار الحرب المدمرة لوطنه أكثر من عشقه لنهضته واعماره…!!
#أعترف أننا اليوم نفتقد
لوجود السياسيين الحقيقيين، لا “سماسرة أزمة”…!!!
ومع ذلك:
ورغم السواد الحالك في الأفق والدمار الذي أضحى سيد الموقف هنالك بصيص أمل فلا يمكن إنكار أن كثير من شباب الجيل الجديد بدأ يسأل الأسئلة الصحيحة:
#ما هي الدولة؟
#ما هي الهوية؟
#ومن نحن؟
#ولماذا أضاعوا مستقبلنا..؟؟
وطالما وُجدت الأسئلة، فالأمل ممكن، حتى ولو كان الطريق أطول من عمرنا.
#ختاماً:
هي ليست دعوة للنوستالجيا، بل لليقظة فلا الماضي كان كاملاً، ولا الحاضر ميؤوساً منه لكن الإعتراف بالحقيقة هو أول طريق نحو التصحيح لبناء دولة المواطنة الصحيحة
أفادت مصادر مطلعة بحصول رئيس كيان الشمال محمد سيدأحمد سرالختم الجكومي، رئيس مسار الشمال في…
في خطوة مفاجئة ومثيرة للجدل، أصدر وزير الداخلية السوداني أول قراراته عقب توليه المنصب، والتي…
متابعه : المغيرة بكري : " أمدر تايمز" شارك المستشار الإعلامي أيمن أبو زيد في…