#image_title
بقلم : المستشار معاوية أبو الريش
في خضم الأزمة السودانية المستعرة منذ أكثر من عامين ونيف ، تلوح في الأفق بوادر انفراجة قد تضع حداً للنزيف السوداني المستمر. فقد كشفت تسريبات نشرتها مواقع إخبارية سودانية عن اتفاق وشيك بين قيادة القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، يقترب من مرحلته النهائية للتوقيع برعاية منبر جدة.
” مأساة لا تنتهي”
تسببت الحرب العبثية التي اندلعت في السودان بكارثة إنسانية غير مسبوقة، حيث راح ضحيتها أكثر من 150 ألف مواطن سوداني أبرياء، فضلاً عن نزوح ما يقارب 9 ملايين سوداني داخلياً وخارجياً هرباً من جحيم الموت والدمار. الحرب لم تكتفِ بحصد الأرواح فحسب، بل دمرت البنية التحتية للدولة السودانية ومؤسساتها الحيوية، وأعادت البلاد سنوات طويلة إلى الوراء.
” جذور الصراع”
تشير كل الدلائل إلى أن كتائب الظل التابعة لفلول النظام البائد وتحديداً جماعة الإخوان المسلمين، كانت هي من أشعلت الشرارة الأولى التي أججت نيران هذا الصراع المدمر. فأطماعهم في العودة للسلطة بأي ثمن، ولو على حساب دماء السودانيين، دفعتهم لإشعال فتيل حرب لا تبقي ولا تذر.
” منبر جدة ومسار السلام”
يمثل منبر جدة المرجعية الأساسية للاتفاق المرتقب بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع. وقد شكل هذا المنبر آلية وساطة دولية وإقليمية فعالة، تستند إلى مبادئ الحل السلمي والحفاظ على وحدة وسيادة السودان وإنهاء معاناة المدنيين.
تضمنت مباحثات منبر جدة عدة محاور أساسية:
* وقف فوري لإطلاق النار على كافة الجبهات.
* ضمان وصول المساعدات الإنسانية للمدنيين.
* انسحاب القوات من المناطق السكنية.
* آليات مراقبة دولية لضمان الالتزام بالاتفاق.
* تفكيك الميليشيات المسلحة وإعادة هيكلة القوات العسكرية.
* منع عناصر النظام البائد من التدخل في المشهد السياسي. وتقديم قياداتهم للعدالة الدولية .
” مخاوف ومحاولات للإفشال”
مع اقتراب توقيع هذا الاتفاق، تتصاعد المخاوف من تحركات فلول النظام البائد لإفشاله. فهؤلاء يدركون أن نجاح الاتفاق سيعني خروجهم نهائياً من المشهد السياسي السوداني، وإقصاءهم من مراكز النفوذ التي ظلوا يتشبثون بها.
ومن المتوقع أن نشهد خلال الأيام القليلة القادمة هجوماً شرساً وممنهجاً من هذه الفلول على:
– قيادات القوات المسلحة السودانية
– الأحزاب السياسية المدنية الداعمة للاتفاق و بخاصة تحالف القوى المدنية صمود .
– قوات الدعم السريع (رغم أنها خرجت من رحم حزب المؤتمر الوطني نفسه)
– الوسطاء الدوليين والإقليميين
“دروس من تجارب سابقة”
تذكرنا المحاولات الحالية لإفشال الاتفاق بما حدث سابقاً مع الاتفاق الإطاري، حين عمدت نفس القوى إلى تخريب المسار السلمي. تلك القوى التي هددت بإشعال الحرب قبل اندلاعها، ثم نفذت تهديدها عندما رأت أن مصالحها مهددة.
” ماذا يتضمن الاتفاق الجديد؟”
يتضمن الاتفاق المرتقب بنوداً صارمة تستهدف بشكل مباشر فلول النظام البائد، من أهمها:
– حظر مشاركة رموز النظام السابق في العملية السياسية
– استرداد الأموال المنهوبة من خزينة الدولة
– تقديم المتورطين في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية للمحاكمة
– تفكيك منظومة التمكين الاقتصادي والسياسي للنظام السابق
– إعادة هيكلة المؤسسات العسكرية والأمنية بعيداً عن الأيديولوجيات الحزبية
“خطوات قادمة لإنجاح المسار السلمي”
لضمان نجاح الاتفاق وتفويت الفرصة على معرقليه، لابد من:
*التوعية المجتمعية: كشف المحاولات المضادة لإفشال الاتفاق عبر حملات إعلامية مكثفة
*التضامن الشعبي: حشد الدعم الشعبي خلف مسار السلام ورفض دعوات العنف
*الرقابة الدولية : تفعيل آليات رقابة دولية صارمة لضمان تنفيذ بنود الاتفاق
*العدالة الانتقالية : إنشاء محاكم خاصة للفصل في جرائم الحرب والانتهاكات الجسيمة
*إعادة الإعمار : البدء فوراً في برامج إعادة إعمار ما دمرته الحرب وعودة النازحين واللاجئين
“السودان ينتظر الفجر”
يقف السودان اليوم على مفترق طرق تاريخي، فإما أن يستمر نزيف الدم، أو تنجح مساعي السلام في إنهاء هذه المأساة. والأمل معقود على وعي القيادات السودانية بخطورة المرحلة وضرورة تغليب مصلحة الوطن والمواطن على الحسابات الضيقة.
إن توقيع هذا الاتفاق ليس نهاية المطاف، بل هو بداية مسار طويل لإعادة بناء السودان على أسس العدالة والمساواة والديمقراطية، سودان خالٍ من الاستبداد والفساد والتطرف، سودان يتسع لكل أبنائه ويحقق طموحاتهم في العيش الكريم والسلام المستدام.
ويبقى السؤال: هل ستنتصر إرادة السلام أم ستنجح قوى الظلام مرة أخرى في إفشال آمال السودانيين؟
يستحق د. جبريل إبراهيم، رئيس حركة العدل والمساواة، أن يُمنح عن جدارة “نوط الدهاء والذكاء…
حزنت كثيرا لابو نمو و هو يمارس التزييف المتعمد للتاريخ و يحرف الكلم عن…
وافق رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، خلال مكالمة هاتفية مع الأمين العام…
كشفت معلومات متطابقة عن تدمير سلاح الطيران السوداني معسكر يتبع لقوات الدعم السريع المتمردة تدميرا…
سلّم سفير السودان المرشح لدى دولة إريتريا ، أسامه أحمد عبد الباريء امس نسخة من…
أعلنت شركة تاركو للطيران عن استئناف رحلاتها المجلية إلى مطار كسلا الدولي ابتداءً من 1…