دفع الله الحاج وكامل ادريس وجنارة الابيض !

تقول القصة ان لصا سيء الحظ قفز إلى منزل عزاب باحد احياء مدينة الابيض فاستيقظوا على إثر حركته وكان عددهم يفوق العشرة اشخاص فاوسعوا الحرامي التعيس ضربا حتى فاضت روحه ..فاسفط في يدهم ..إذ كيف سيتخلصون من جثته وماذا لو انكشف امرهم ..وبينما هم في حيرتهم تلك ..لمعت فكرة لاحدهم وكان من اصحاب المزاج العالي و الخيال الخصب الواسع ..والذي قال لهم إن اكرام الميت دفنه ..فدعونا نجهز الجنازة امتثالا للشرع ونخرج بها إلى المقابر و حسب علمي ان المحسنين من اهل هذه المنطقة درجوا على تجهيز بعض القبور لتكون جاهزة لمثل هذه الحالة ..اما بقية خطة التخلص من الجنازة فاتركوها لي انا .
وما إن خرجوا بجنازتهم و توغلوا في الطرقات حتى بدا المارة يسعون نحوهم لحمل الجنازة كعادة الناس و الحصول على الاجر والثواب …وكان صاحبنا الذكي يقوم بسحب اصحابه العزاب واحدا تلو الآخر من الموكب كلما زاد عدد اهل الخير حول العنقريب..حتى اختفى هو واصحابه العزاب تاركين الجنازة لمن حملوها عنهم وهم لا يعلمون من الميت ان كان رجلا او امراة ..وقاموا بعملية الدفن وتركوا العنقريب والبرش قريبا من القبر وتفرقوا ايدي سبا .
تذكرت هذه القصة وانا اقرا عن امتناع الدبلوماسي العريق السفير دفع الله الحاج علي عن قبول تكليفه بمنصب رئيس الوزراء المنقوص الصلاحيات وتلا ذلك تسريب اخر بتعيين الدكتور كامل ادريس رئيسا للوزراء من طرف مجلس السيادة الذي قتل المرحلة كلها تسويفا وحربا وفشلا حتى تملكته الحيرة في البحث عن من يتولى دفنها .
دفع الله بتمنعه المنطقي يصبح مثل عزاب الابيض.
و اما كامل ادريس إذا ما قبل استلام هذه الجنازة فسيجد نفسه امام القبر وحيدا لا يدري من هو الميت المدفون ولا كيف يتصرف في العنقريب والبرش …فهل يفعلها كامل الذي رفض التكليف في إحدى مراحل الإنقاذ وكانت الظروف ربما اكثر مؤامة لقبوله المنصب ولو بصورة نسبية قياسا بالظرف الحالي الذي تحكمه آلة الحرب وهشاشة البنية السياسية والاقتصادية وتفاقم تداعيات الحرب وكل تبعاتها الاجتماعية و اثارها الداخلية والخارجية ..ام سيمتنع كامل ويهرب من جنازة الابيض مثل السفير دفع الله .
ويا خبر بفلوس بكرة يصبح ببلاش على راي اخوانا المصريين !