#image_title
( مووطيء قلم )
في العام ١٩٦٥ جرت اول انتخابات تشريعية عقب نجاح ثورة أكتوبر ١٩٦٤..
وقد أحرز حزب الأمة الذي كان متوحدا وقتها وقبل انشقاقه إلى جناح الامام وجناح الصادق الأغلبية المريحة التي جعلت السيد الصادق رئيس الحزب أن لا يكتفي بتلك الرئاسة الحزبية و امتد بصره إلى رئاسة الحكومة التي تعتبر المنصب الاعلى في هرم الدولة دستوريا وتشريعيا بحكم النظام البرلماني الذي يجعل من رأس الدولة وهو مجلس السيادة منصبا شرفيا .
ولأن السيد الصادق قد جاء إلى الساحة السياسية من اروربا وهو في عنفوان شبابه مزهوا بعلمه الغربي وثقافته الليبرالية و منتشيا بحسبه ونسبه المهدوي الذي يجعله كما يرى الأحق برئاسة الوزراء من السياسي العريق محمد احمد محجوب فقد. طفق الصادق في منازعة المحجوب على المنصب الاول في معركة برلمانية حامية الوطيس .
وبما أن حزب الأمة كان صاحب الأغلبية الميكنيكية فقد تسنى له تعديل الدستور لتجاوز المادة التي تحتم أن يكون من يتولى رئاسة الحكومة قد تجاوز سن الثلاثين ..فأصبح الصادق بموجب هذا التعديل رئيسا للوزراء وهو في الثامنة والعشرين من عمره.
ويقال والعهدة على الراوي أن ناظر قبائل الشكرية الشيخ محمد احمد ابو سن الذي عرف بحكمته الساخرة و فطنته البدوية اللاذعة.. أن جاء مهنئا الصادق بما حققه من حلم مبكر ..فسأله في جرأة نادرة بقوله .
يا الصادق يا ولدي انت الان اصبحت الرجل الأول في البلد ولا زلت شابا في العشرينيات ..يا ترى ماذا سيكون طموحك حينما تبلغ الخمسين او الستين من عمرك المديد ان شاء الله واضاف ..نحن نعلم أن الإنسان الطامح دائما يبدأ في التدرج من أدنى السلم صعودا إلى أعلى ولكنك بدات من الاعلى مباشرة .
ولعل ذلك السؤال لم يجب عليه الامام الصادق حتى رحل عن دنيانا وهو في نهاية الثمانينيات من العمر ..طيب الله ثراه.
الآن الدكتور كامل ادريس على عكس الصادق قد تحقق له جانبا من حلمه ولكنه قد بلغ السبعين من عمره ..ولطالما كافح الرجل ونافح لبلوغ رئاسة الجمهورية مترشحا في انتخابات خاضها في العام الفين وعشرة منافسا للرئيس وقتها المشير عمر البشير وهو حلم لم يكن ممكنا في ظل شمولية نظام الإنقاذ ولكنه ليس مستحيلا بقدرة المولى الذي يؤتي الملك لمن يشاء وينزعه ممن يشاء .
وهاهو الرجل في طريقه ليتبوأ منصب رئيس الوزراء في نظام قابض في مثل شمولية الإنقاذ أو أكثر بدرجة.
وقد جاء المنصب للدكتور كامل في طبق مشقق قد لا يتمكن معه من لعق وتذوق طعم حلمه الأزلي إلا بمقدار ما يتسرب من بين تلك الشقوق ويسيل متقطعا فائضا من سلطة الرجل الأول في مجلس السيادة والأقوى في هرم الجيش والحالم هو الآخر برئاسة أبدية كما بشر زميله الفريق ياسر العطا بأن الرئيس البرهان سيحكم إلى أربع دورات رئاسية متتالية !
وهي ليست بشارة خير طبعا للدكتور كامل إذا ما كان لا يزال مشرئبا بعنق طموحه إلى كرسى المقهى الاعلى ..أم أنه سيكتفي بما حققه من هذا الطموح ..في زمن أصبح التوزير حظوة ليست بالضرورة وقفا على استحقاق الكفاءات وتنافس الكتوف المتساوية في الأهلية والخبرة ولكنه قائم على عامل الظروف التي قد تخدم غير المستحق بضربة لازب و تخزل الذي يشرف المنصب وتبعده دون وجه حق !
صباحات وطن الجمال الجديد المنشود وجمعة طيبة مباركة للجميع وعنوان المقال انا وطنيٌ لا علاقة…
✍️ المستشار/مهيد شبارقة... في أزمنة الحرب حين تختلط الأصوات، ويعلو هدير المدافع والطائرات الحربية على…
بقلم : المستشار معاوية أبوالريش "عندما تنقلب الحياة رأساً على عقب" في لحظة واحدة، قد…
📘نهاية المباراتين في كأس العالم للأندية :- 🔹ريال مدريد والهلال إلى دور الـ 16 بكأس…
تصدت الدفاعات الجوية في بورتسودان، العاصمة الإدارية المؤقتة للسودان، لهجوم جوي محدود عبر مسيرات تم…
كتبت .. سمية السكوتي وتم فتح بلاغ جنائي تحت المادة 47 “أ ج ج” بالقسم…