#image_title
بقلم المستشار /#مهيد شبارقة
في قلب المأساة السودانية المستمرة، يطفو إلى السطح مشهد فريد في مفارقته، مرير في واقعيته الا وهو:
#أولئك الذين يرفعون أصواتهم عالية مطالبين #بوقف الحرب، يُشيطنون ويُتهمون #بالخيانة والعمالة،بينما يُمنح #دعاة استمرار القتال والتصعيد #صكوك الشرف والوطنية….!!
هذه المفارقة الكارثية،والمتكررة في تجارب شعوب أخرى تعيش الحروب، تستحق قراءة مقارنة دقيقة، تفضح منطق المفارقة وتعيد الأمور إلى نصابها الوطني والإنساني.
#بين #الوطنية الصوتيةوالسلام المسؤول:
في المجتمعات التي تعيش أزمات حروب داخلية،كثيرًا ما تتنازع سرديتان متضادتان:
#الأولى:
تمثلها أصوات دعاة الحرب، وهي تعتمد على خطاب تعبوي شعاري،يعيد تعريف الوطنية باعتبارها تعني (#الوقوف خلف تمجيد صوت البندقية لا خلف الحوار…!!!).
#والثانية:
يمثّلها دعاة السلام،الذين يحاولون بشجاعة أن ينقذوا ما تبقى من الوطن،لاعبر الهتاف
،بل عبر التفاوض السليم ورجاحة العقل.
#والمؤسف حقا انه في السودان حاليا
انتصرت إعلاميًا على الأقل السردية الأولى.
وأُعيد تعريف الوطنية حسب ماهو عليه جمع الخلق الان بأنها:
تعني الاصطفاف خلف طرف عسكري معين، واعتُبار كل من يخرج عن هذا الاصطفاف مرائيا، خائنًا، مدفوعًا من جهات خارجية…!! في المقابل،يتعرّض كل من دعا لوقف الحرب فورًا، مهما كانت مبرراته أو موقعه،لحملة تخوين منظمة.
#تسييس التخوين وتسليعه:
ظاهرة التخوين ليست جديدة على المجال السياسي العربي والإفريقي،لكنها في الحالة السودانية اتخذت طابعًا استثنائيًا بفعل تعقيدات الحرب العبثية، وتداخل العوامل المحلية والإقليمية،فالمنظومة الإعلامية لبعض الفاعلين المسلحين وظفت لغة التخوين كسلاح مضاد لأي دعوة للتراجع عن آلة الحرب وكل نداء يدعو لوقف إطلاق النار يُستقبل ليس كدعوة للنجاة، بل كمؤامرة.!!!
هذا التخوين لا يُطلق عبثًا؛ بل يتم تسييسه وتسليعه،فكلما علت الأصوات المنادية بوقف الحرب،ارتفع منسوب الخطاب القائم على #الترهيب المعنوي: بان (#من يرفض الحرب،يخذل الجنود ومن يطالب بالسلام، يريد انتصار الطرف الآخر) اي والله وهكذا دواليك.
#الحرب ليست انتصارًا… بل فشل جماعي:
الخلل الأكبر في هذه المقارنة لايكمن فقط في وصف (#دعاة السلام بالخيانة)، بل في (#مكافأة دعاة الحرب #باعتبارهم شرفاء). وهذا التوصيف حتما ينسف جوهر الوطنية ذاتها،فالوطنية الحقيقية لاتُقاس بمدى القدرة على القتال،بل بمدى الإيمان بأن (#الحرب ليست قدرًا، وأن إنقاذ الأرواح مقدم على تصفية الحسابات والسيطرة على السلطة).
ولقد ثبت عبر تجارب كثيرة، من #رواندا إلى #البوسنة، أن (#استمرار الحرب لايُبني وطنًا،بل يرسّخ للانقسام ويعمّق الكراهية). وفي السودان،لم يعد هناك شك في أن الحرب أضرت بالجميع،وكل من يطالب باستمرارها، دون طرح بدائل عقلانية، لا يحمل مشروع وطن، بل مشروع تشفي نفسي وسلطة مؤقتة على أنقاض وطن واشلاء شعب….!!!
#السلام ليس تنازلًا بل شجاعة سياسية:
يحتاج وقف الحرب إلى جرأة استثنائية، لأن من يطالب به يغامر بصورته أمام الجمهور مخدَّر بخطاب الحرب فالسلام يتطلب قدرة على الاعتراف المتبادل، وتحمل النقد، وكسر الدوائر المغلقة،وفي المقابل،لايتطلب خطاب الحرب فقط سوى ضجيج مستمر، يقتات على العاطفة والغضب….!!!ولهذا، فإن مقايضة السلام بالخيانة، والحرب بالشرف، ليست فقط مجافية للمنطق،بل هي مدمرة للمجتمع السوداني بأكمله.فحين يصبح من يطالب بوقف سفك الدماء #خائنًا، ومن يحرّض على استمرار سفك الدماء #بطلاً، نكون قد دخلنا نفقًا مظلمًا من العبث الوطني الذي لاينتهي.
#نحو تصحيح البوصلة الوطنية:
أمام هذا الواقع، لا بد من استعادة المعايير الأخلاقية والسياسية فلا يجوز أن يُترك تعريف الوطنية لتجّار الحرب وأبواقهم كما لا يجوز أن يُرهب صوت السلام بالتخوين، لأن الثمن سيكون مستقبلًا غارقًا في قمة العنف وانهيار الدولة…!!!
لذا فإن المقارنة بين خطاب التخوين ضد دعاة السلام،والتقديس الأعمى لدعاة الحرب، تكشف عن عمق الأزمة السودانية:
هي في.الاساس #أزمة وعي قبل أن تكون #أزمة سياسة،والخروج من هذا المستنقع المظلم يبدأ #بإعادة الاعتبار لصوت السلام، لا كخيار هامشي، بل كأولوية وطنية عاجلة.
#خاتمة:
الوطن لا يحتاج مزيدًا من الضحايا ليُثبت ولاء أبنائه له،بل في الاساس يحتاج وعيًا يُدرك أن(#التفاوض ليس ضعفًا،وأن وقف الحرب ليس انكسارًا، بل انتصار على الغريزة، وبداية الطريق نحو سودان جديد سليم ومعافا).
أكد الصادق علي النور، الناطق الرسمي باسم حركة جيش تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي،…
كشف الناطق الرسمي باسم قوات الشرطة، العميد فتح الرحمن محمد التوم، عن تجميع 454 مركبة…
في عام 2005، كان الزمان يحمل في طياته رائحة التغيير.. رائحة الفترة الانتقالية التي تشبه…
صباحات وطن الجمال الجديد المنشود وجمعة طيبة مباركة للجميع وعنوان المقال انا وطنيٌ لا علاقة…
✍️ المستشار/مهيد شبارقة... في أزمنة الحرب حين تختلط الأصوات، ويعلو هدير المدافع والطائرات الحربية على…
بقلم : المستشار معاوية أبوالريش "عندما تنقلب الحياة رأساً على عقب" في لحظة واحدة، قد…