محمد عبدالله برقاوي
افشل الشعوب تلك التي تتباهى بماضيها التليد فخرا بما فعله الاسلاف دون ان تضي
ف اليه طوبة من ابداع حاضرها ..بل و تجدها تجعل من الحاضر وسائدا لاتكاءت التغني بالذي مضى على طول غفلتها عن بناء المستقبل او الاستفادة منه كدروس تجنبها الوقوع في الاخطاء التي افضت الى واقعها المزري الذي تعيشه وهي تتذيل قائمة الامم تنمويا وعلميا ..ثم تراها تتلاوم فيما بينها جدالا حول من كان السبب في ذلك المصير المحبط !
وهكذا حالنا بكل اسف ..نتباكى على اثر لم نقتفيه للنهوض بانفسنا الى الامام.. وترانا غارقين في سكرة انشادنا ونظل نتجرع المزيد من نشوة طربنا على انغام..وايقاعات..من قبيل.
كرري تحدث عن رجال كالاسود الضارية .
وبتريد اللطام اسد الكداد الزام ..
هزيت البلد من اليمن للشام..
او نمجد زمان عبد اللطيف ..
و نتذكر استشهاد الماظ على مدفعه ..
ونمدح عازة مثلما غنى الخليل ..!
ثم نغفو عند محطة ..
اليوم نرفع راية استقلالنا..
وحينما يقفز احد اخوان البنات ويختطف مفتاح ديمقراطيتنا ويغلق علينا الباب الذي يمكن ان يفضي بنا الى فضاءات المستقبل الحر.
نصفه بجبل الحديد..وان حفظ له التاريخ ..قوله..احكموا علينا باعمالنا..!
ثم ما نلبث ان نمل طلته وهو يلوح في وجوهنا المتجهمة باخماص البنادق الى ان نصحو على قرقعة اسلحته و قد صرعت القرشي شهيدنا الاول…واخوانه..
ولم نستفد كثيرا رغم ذلك كله من استعادة ذلك المفتاح الصدي وقد علا بوابته التصدع.. فيتعثر ذات المفتاح هذه المرة داخل الباب القصير بساعد عسكري اخر قبل ان نخرج منه للتمهل جيدا على مقعد اختيارنا.
فنبدا ننشد للقادم المتعنتر على جنازير المدرعة الحمراء في انكسار جديد وفرح ساذج.
انت يا مايو الخلاص..
يا جدارا من رصاص..
يا حبالا للقصاص..
من عدو الشعب..
في كل مكان وزمان.
ولم نكن نعلم اننا نحن مدنيين وعسكريين كنا عدو الشعب ذاته..!
وخرجنا ننشد الخلاص مجددا ولم نحصد لا قمحا..ولا انجزنا وعدا..ولا بلغنا ادنى حد التمني .
وحينما ضلت بنا السبل مرة اخرى وتاهت الخطوات بعيدا عن الباب نفسه الذي يخرجنا الى فسحة التعلم من التجارب السابقة بكل مرارتها.. سقطنا في فخ الذين ساقونا في طريق التسليم تنويما الى حلم الغيبيات الكذوبة …ولطالما فعل بنا لصوص الهجمة الاخيرة تلك الطويلة خنقا بحبال تخديرنا باستلاب الوعي و التكويش على المقتنيات ..بعد ان اخافوا البسطاء بتشهير التكفير واستمالوا البعض بتعطيل التفكير منذ لحظة القفز الى فناء الدار غير المحروسة ساعتها !
وها نحن نستفيق اخيرا .. ولكن على رائحة دماء غالية نثرها عند حاسة شمنا ابناء جيل مختلف في تفكيره و متفوقا في ثمن تضحياته و حجم طموحاته ..ولكننا اخذنا نزاحمه بكل بجاحة لنستحوذ على استحقاقاته المشروعة ..ونحن ندرك
اننا كلنا شركاء في جريرة تهميشه…عسكرا ومدنيين ..وكل حقائق الماضي البعيد والحاضر الماثل.. تقول بصريح الاتهام ان العسكر قد يكونوا دائما هم الفاعلين في جرم الانقلابات.. ولكن لابد ان وراءهم دائما محرضون او مقصرون مدنيون ..بدافع معلوم او غرض ما..فيصبح الجميع شركاء في النتائج .
اذا لن يفيدنا التلاوم بعد فوات الفرصة التي امامنا الان.. ولا التنازع حول كراسيها .. ولن نعود الى ارض الواقع من علو تهويمنا واوهامنا سباحة في فراغ العشم الضائع سلفا ان هي سادت سوءات النوايا .. ولايمكن لنا النزول بمظلة الهبوط الناعم طالما ان البعض يحاول ثقبها بمدية الشك في من يشاركه مصير السقوط معه اذا ما تمزقت بهما قبل بلوغ الهاوية ..حيث لن يجدي حينها هبوط النادم متاخرا …على صوت تحطم عظامه حينما جانب الحكمة في الامساك بمقابض وحبال تلك المظلة التي قد لا يجد مثلها في سوق الثورات السلمية التي عزت في زمان لايبدو في اخر نفقه بصيص ضوء للخروج من خلف دخان الصراعات الكثيف الذي يعمى البصر والبصائر معا..والشواهد من حولنا كثيرة و التجارب كم هي مريرة..،فهل نتعلم ولو ابجديات تلك العبر…ونتبين طريق العبور .
فقد هلت علينا اقمار ثورات شهور اكتوبر وانتفاضة ابريل ..و ما اسماها اعداؤها بمصنوعة ديسمبر ..في سمائنا ولكنها كانت تضمحل أنوارها قبل أن يكتمل بدرها ..اما بمرور سحابة انقلاب داكنة في نوفمبر ومايو ويونيو واكتوبر الأخر فيخنق شعاع ديمقراطيتها الخجول او يطمس معالم لوحة مدينتها الباهتة او باندلاع حرب يحجب غبارها ذلك الضوء على خفوته الوليد لتستمر فينا دورة النار وجمود صقيع واللا مبالاة ..ولكن إلى متي ..
** الأخ إيهاب نور الجليل.... أمين المال باتحاد كريمة أوضح لي ان معتز الشاعر لم…
كتبت .. سمية السكوتي كشف العميد شرطة / فتح الرحمن محمد التوم الناطق الرسمي باسم…
حريق كبير بالجهة الغربية من كبري السليم بمدينة دنقلا عصر اليوم وقوات الدفاع المدني تقوم…
كشفت مصادر عن اكتمال مشاورات اجراها القائد الأعلى للقوات النظامية الفريق اول ركن عبد الفتاح…
- ذكرت شبكة "سي إن إن"، مساء اليوم الخميس، أن الولايات المتحدة تدرس استبدال موقع…
تقدم قائد المنتخب الفرنسي لكرة القدم كيليان مبابي بشكوى مضايقة أخلاقية ضد ناديه السابق باريس…