Categories: الأعمدة

عادوا الي الخرطوم فحاصرهم المرض ولاحقهم الموت

فأين الذين دعوهم الي "عودة الموت" لماذا سكتت أصواتهم عندما دخلت المستشفى 500 حالة للاصابة بالكوليرا في يوم واحد!!

الموت الجماعي!!
طيف أول:
على ضفاف الحرب، يفترش الوطن سجادته تستقبل عيناه قبلة المصلين في لحظة خشوع، تصّب على مسافة الوقت لون الرضا والصبر، لكنها تناجي الروح أن تسرقها من ساعة وجع!
ولم يكن وزير الصحة في الحكومة الانقلابية، هيثم محمد إبراهيم، دقيقًا في رصده لعدد الإصابات بالكوليرا، إذ قال إن هناك “أكثر من 80 حالة يوميًا في أم درمان”، بينما تشير شهادات عيان إلى أن حجم الكارثة أكبر بكثير ، ولكن يبدو أن الوزير أراد أن يكون خارج مسؤولية التصريح، ليس لتقليل حجم الكارثة، بل لتغطية تقصير وزارته التي لم تبذل جهودًا لتفادي تفشي المرض وتحوله إلى وباء يهدد حياة الآلاف.
ومدن العاصمة ، حسب وكالات الأنباء، تشهد تفشيًا متسارعًا للوباء، حيث تم تسجيل نحو 2500 حالة إصابة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، بينها 500 حالة في يوم واحد، وكشفت نقابة الأطباء السودانية عن 346 حالة وفاة بالكوليرا في الخرطوم، مؤكدة أن الوباء ينتشر في ست ولايات.
فإذا كانت هناك 500 حالة إصابة في يوم واحد، فكيف يتحدث الوزير عن 80 حالة فقط يوميًا؟ خاصة أن المرض في حالة انتشار واسع، ما يستدعي إعلان حالة طوارئ صحية عاجلة ونداء لكل المنظمات الدولية قبل فوات الأوان.
ورئيس الوزراء السابق رئيس تحالف “صمود”، د. عبد الله حمدوك، صرّح بأنه أجرى اتصالات بعدد من الجهات الإقليمية والدولية العاملة في المجالين الصحي والإنساني، وأطلعهم على الأوضاع الصحية الكارثية في السودان، خصوصًا تفشي الكوليرا وأوبئة أخرى في الخرطوم وبعض الولايات، وأكد أن الأوبئة تحصد مئات الأرواح يوميًا في ظل نظام صحي منهار بالكامل
ودعا حمدوك جميع الجهات والمنظمات الإنسانية إلى التدخل العاجل لإنقاذ السودانيين وبذل كل ما يمكن لاحتواء الكارثة الصحية).
وهذا هو الدور الوطني الذي يجب أن تضطلع به الأحزاب الوطنية والكيانات السياسية والمنظمات الإنسانية، سواء داخل البلاد أو خارجها، عبر إطلاق نداء عاجل للعالم لتقديم المساعدات وإنقاذ المواطنين الذين يموتون يوميًا بطرق متعددة، إذ يحاصرهم الجوع والمرض والموت في كل مكان
والحرب ستكشف يومًا بعد يوم عن آثارها الكارثية، وستؤكد أن الدعوات للعودة إلى السودان، الذي يفتقر إلى أبسط مقومات الحياة، لم تكن سوى مغامرة قاتلة
وقبل شهر، تحدثنا عن دعوة الحكومة للمواطنين بالعودة إلى العاصمة، وقلنا إنها دعوة تعني “تعالوا للموت”، فالوضع الحالي يكشف عقم الفكرة وسوء الرؤية لدى من تبناها، في ظل ظروف حياتية بالغة السوء والخطر، بيئة غير صالحة، مياه ملوثة، وانعدام الخدمات والمرافق الصحية.
والحكومة وإعلامها المتخاذل، ومن يروجون للحرب من العواصم الآمنة، هم المسؤولون عن موت العشرات، بعد أن قدموا لهم دعوة للموت الجماعي دون أن يكونوا معهم.
فلماذا لا يظهر هؤلاء الآن ليحدثونا عن الحياة الآمنة التي وعدوا بها المواطنين؟ وما هي خطتهم لإنقاذ هؤلاء من هذا الخطر؟ لقد كان المواطن أثناء الحرب قادرًا على الفرار من النيران إلى المدن الآمنة، أما الآن فقد أصبح المرض يهدّ عافيته، ليجد نفسه طريح الفراش في مستشفيات معدومة الخدمات، وإن وجد الدواء، عجز عن شرائه، بعد خروج أكثر من 70% من مستشفيات البلاد عن الخدمة، فالمصابون بالكوليرا يفترشون الأرض داخل أحد مخيمات العزل في مدينة أم درمان، في صورة تعكس مدى التدهور في المرافق الصحية.
ولقد حذرنا المواطنين سابقًا من العودة حتى تعود الحكومة إلى الخرطوم، فكيف لها أن تبقى في مدن بعيدة عن دائرة الخطر والمرض، بينما تدعو الناس للعودة إلى الخرطوم حيث الموت يحاصرهم من كل الجهات؟
ومن المعلوم أن تفاقم وباء الكوليرا في السودان بدأ بشكل مقلق منذ منتصف عام 2024، حيث أعلنت وزارة الصحة رسميًا عن تفشي المرض في 12 أغسطس 2024، إثر موجة جديدة من الحالات بدأت في 22 يوليو، ما أدى إلى تسجيل 8457 حالة و299 وفاة في ثماني ولايات سودانية حتى منتصف سبتمبر، وتمكنت المنظمات الدولية من احتواء المرض حينها، لكنه عاد مرة أخرى بعد تسعة أشهر فقط، ليؤكد أن استمرار الحرب يعني استمرار وتفشي الكارثة . ولكن هل تكون خطورة الأوضاع الإنسانية هي المدخل لحلول الأزمة السودانية!!
طيف أخير:
#لا_للحرب
قادة طرفي الحرب، ربما يواجهون مذكرات اعتقال تدرجهم ضمن قائمة المطلوبين دوليًا بسبب ارتكابهم جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
ا

ahmed

Recent Posts

الحلم جنين الواقع — كريمه سلام مفسرة الاحلام

الحلم جنين الواقع ووليد المستقبل الجنين الشئ الغير معروف ولد ولا بنت حلو ولا وحش…

ساعة واحدة ago

” هلاويات ” … محمد نجيب محمد علي ضد الإحباط – ع . هلاوي

كلمات .. أعجز عن وصفها .. وصلتني من صديقي القديم جدا .. الحديث جدا ..…

ساعة واحدة ago

محكمة بريطانية تحكم بالسجن مدى الحياة على رجل حاول سرقة ساعة بقيمة 45 ألف جنية إسترليني من رجل شرطة متخفي

لندن : أم عبدالوهاب رجل يُدعى عبد الرحمن خلييف-علي (27 عامًا) من غرب لندن حاول…

ساعة واحدة ago

مصر … تكريم الدكتورة عفاف طلبة بالمؤتمر العلمى الإفريقى بسفارة مالى

  متابعة : المغيره بكري " امدر تايمز " شاركت الدكتورة عفاف طلبة الأستاذ بالكونسرفتوار…

ساعتين ago

اتكأت الجمعية — تحلق بالفوز وتجمع بين التعليم والتطوع والثقافة الاستاذه فوزية دخيل طواله

إعداد : المغيره بكري " امدر تايمز" هي فوزية دخيل بن طواله الشمري من المنطقة…

ساعتين ago

تعليم الأطفال حدودهم الشخصية وتطوير مهارات إحترام الذات

  تعليم الأطفال حدودهم الشخصية وتطوير مهارات إحترام الذات هو أحد أهم الأسس في بناء…

ساعتين ago