عودة مدير جهاز الامن السابق /صلاح قوش الخفية إلى بورتسودان سرا بين الغموض والتكهنات…!!

✍🏻 مهيد شبارقة
في مشهدٍ غارقٍ في الغموض وكل تفاصيله محفوفة بالتكهنات، عاد مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني السابق الفريق أول مهندس /صلاح عبد الله محمد صالح “قوش” لمدينة بورتسودان، لكن دون اي إعلان رسمي من قبل سلطة بورتسودان، ودون أن تلتقط هذه العودة الغريبة وسائل الإعلام كما جرت العادة مع شخصيات بمثل هذا الوزن الأمني والسياسي.
#فلماذا عاد قوش..؟
# ولماذا الآن تحديدا.؟
#ولماذا في الخفاء..؟
#ملف شخصية مثيرة للجدل:
صلاح قوش، الذي ارتبط اسمه على مدار سنوات طويلة بمفاصل القوة داخل الأجهزة الأمنية في السودان، ولعب أدوارًا محورية خلال نظام الرئيس المخلوع، لا سيما في ملفات /مكافحة الإرهاب، و/العلاقات مع الولايات المتحدة، و/قمع الاحتجاجات الشعبية بابشع السبل اضافة لتاريخه السيئ في /بيوت الاشباح ومن ثم
/استقالته المفاجئة في أبريل 2019، عقب سقوط البشير، شكّلت فصلًا جديدًا من فصول الغموض، سرعان ما تلاشى بمغادرته البلاد إلى وجهة غير معلنةحينها، قبل أن تظهر لاحقًا مؤشرات على وجوده ما بين دولتي مصر والإمارات…!!!
#العودة في الظل بورتسودان كمسرح جديد:
تواردت الاخبار من داخل بورتسودان أن قوش وصل المدينة عبر طائرة خاصة خلال الأسبوع الثاني من مايو الجاري، وسط حراسة امنية مشددة،وعليه تمت استضافته بأرقى الفنادق القريبة من الميناء التجاري، دون أن يُسجل دخوله للبلاد بأي سجلات رسمية أو يظهر اسمه بمطارات الوصول…!!
#والسؤال الحتمي هنا هو: لماذا بورتسودان….؟
فبورتسودان ليست فقط مدينة ساحلية هادئة، بل أصبحت العاصمة الإدارية الفعلية للسلطة الانتقالية
منذ اندلاع الحرب العبثية
بين الجيش وقوات الدعم السريع في الخرطوم،وهو
ما يجعلها موقعًا بالغ الأهمية لصياغة الصفقات أو إدارة تحركات سياسية دقيقة..
#الصفقة الصامتة…:
فالاخبار المتداولة تفيد بأن عودة قوش لم تكن مبادرة فردية، بل جاءت ضمن (صفقة غير معلنة) تشمل:
=تقديمه لمعلومات استخباراتية حساسة يمتلكها عن كافة الجماعات المسلحة داخل السودان والعلاقات الإقليمية التي يحتاجها البرهان في مأزقه.
=إعادة توظيفه كمستشار أمني غير رسمي للبرهان، في ظل تراجع نفوذ القيادات الحالية وسط كافة الأزمات المتفاقمة.
=تأمين خروجه القانوني لاحقًا عبر تسوية سياسية، تُجنّبه أي ملاحقة قضائية على خلفية ضلوعه في أحداث الثورة وما قبل السقوط…!!
لكن اللافت أن هذه الصفقة إن صحّت فهي تتم في ظل إنكار حكومي رسمي من سلطة بورسودان، مما يُثير تساؤلات عن مدى هشاشة المؤسسات المدنية والعسكرية، ومدى تغلغل النفوذ الأمني القديم داخلها.
#احوال الشارع السوداني: فالشارع السوداني بات متابعا بشغف وقلق جدا للاحداث وربما يكون هناك اشتعال محتمل في حال لم يفك الستار حول كل ما يجري، فبينما يلزم كثير من السياسيين الصمت،يتصاعد الغضب الشعبي ببورتسودان فور تسرب خبر وجود قوش، خصوصًا بين كافة الناشطين الذين يطالبون بمحاكمته بتهم تتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان وتعذيب المعتقلين السياسيين منذ امد بعيد.
وقال بعص الناشطون :
((ان عودة قوش هي طعنة في خاصرة الثورة أن صح الخبر..!!))
فهذا يعني أن النظام القديم يعاد انتاجه بطريقة اسوأ وابشع خلف ستار الحرب العبثية..!!
#وييقى السؤال الثابت هل يمهّد قوش لعودة أوسع لكبارات نظام الاسلام السياسي…؟
فقوش برغم غيابه الظاهري عن المشهد السياسي،لم يتوقف بحسب الاخبار الدبلوماسية المتداولة عن التواصل مع قوى إقليمية ودولية، خاصة في /مصر والإمارات، في محاولات حثيثة لصياغة دور جديد
له، وقد لايكون بالضرورة داخل الجيش، لكن حتما من خلف الكواليس، وفي دوائر القرار السياسي والأمني.
#بين شبح الدولة العميقة وغياب الشفافية:
حتما عودة صلاح قوش إلى بورتسودان إن تمت بالفعل وفق ما تؤكدته الاخبار تُعَدّ مؤشرًا خطير ومقلقًا على استمرار نفوذ الدولة العميقة، وعلى هشاشة منظومة العدالة الانتقالية التي وعدت بمحاسبة رموز النظام السابق،لا استضافتهم في ارقى الفنادق…!!
#الخلاصة:
إن غياب الشفافية في هذه العودة يعيد إلى أذهان الشعب مشاهد الترتيبات السياسية التي تُعقد خلف الأبواب المغلقة، والتي غالبًا ما تكون على حساب آمال كافة السودانيين في صناعة دولة ديمقراطية مدنية حقيقية، حيث لا تزال حكومة الامر الواقع ببورسودان، والمجلس السيادي، يلتزمان الصمت تجاه هذا الملف الخطير،
والغريب في الامر ان لم تصدر أي تصريحات رسمية
حول الامر حتى هذه اللحظة…!!!