Categories: الأعمدة

التغطية مستمرة

عثمان ميرغني
أمس قرأت خبرا عجيبا..الأستاذ سامي الرشيد رئيس مكتب شئون حجاج السودان.. قام بجولة على المشاعر المقدسة في الملكة العربية السعودية للوقوف على التجهيزات لاستقبال الحجاج وتمكينهم من أداء مناسكهم بسهولة ويسر!! علما بأن عدد الحجاج السودانيين هذا العام 11,500 فقط..
تتولى الحكومة السودانية ممثلة في ادارة الحج والعمرة..سلسلة من الاجراءات الطويلة تبدأ بتقديم طلبات الحج للذين ناداهم المنادي .. ومتابعة شئونهم في السودان ثم المملكة العربية السعودية في رحلاتهم بين المشاعر الى عودتهم الى البلاد.. وفي سبيل ذلك تصرف ميزانية ضخمة و مجهود و اهتمام يصرف الحكومة عن كثير من مشاغلها الكبرى الأخرى..
كل هذه الأعمال والتكاليف والمجهود لخدمة هذا العدد اليسير الذين يقابلهم هنا في القاهرة ربما في شارع واحد بحي فيصل الشهير ضعف هذا العدد يعانون صعوبات المعيشة و تحمل نفقات تعليم أبنائهم و قائمة من البنود الحتمية التي لا مجال لكل أسرة الا أن تتدبرها.
لو نظر ممثل الحج والعمرة للسودانيين في المهاجز أو مواقع النزوح داخل السودان لكان أفضل.
لو زار السيد مندوب هيئة الحج والعمرة.. السودانيين في فيصل و خصص لهم من المال العام الذي ينفق على ادارة الحج والعمرة لربما فاق ذلك أجر حج البعثة كلها.. ولأمكن حل معضلات عصيبة تقابل أسر سودانية ضعيفة أجبرتها الحرب على الخروج بلا موارد مالية تقيم اودها..
بل لربما هناك أسر سودانية كثيرة في المملكة العربية السعودية نفسها.. وجدت نفسها مضطرة لاستضافة أقرباء ما لهم ملاذ غيرها.. وأكثر منهم في السودان توقفت اعمالهم ويعتمدون بصفة رئيسة على ما يتفضل به أبناؤهم المغتربون عبر التحويلات المالية الشهرية..
وكالة سياحة واحدة قادرة على الاشراف على اجراءات حج هذا العدد القليل من الحجاج السودانيين.. من الباب إلى الباب.. من باب البيت الى عودة الحاج لبيته في السودان.. فلماذا تخصص ادارة كاملة يذهب مندوبها لتفقد المشاعر المقدسة للتأكد من أنها جاهزة لاستقبال الحجاج؟ هل يعقل هذا؟ هل من سبب واح يفسر س هذه الادارة العجيبة.
أذكر في عهد النظام السابق.. عقد مجلس وزراء ولاية الخرطوم جلسة كاملة مخصصة للنظر في ترتيبات واجراءات حجاج الولاية.. اتصلت بالجهة المسؤولة في الولاية وسألتهم عن عدد حجاج ولاية الخرطوم.. الاجابة خمسة آلاف حاج!!
تصوروا اجتماع لمجلس الوزراء للنظر في ترتيبات حجهذا العددد الذي تستطيع وكال ةسفر صغيرة في السوق العربي ان تكمل اجراءات سفرهم ومناسكهم وعودتهم..
بعض الأخبار التي تبدو عادية وصغيرة تكشف أن الخلل الحقيقي في الدولة لا يزال قائما رغم عن تغير النظام السابق بثورة أنتجت حكومتين انتقاليتين ثم انلاقب عسكري بلغ العمر الأن أربع سنوات.. كل شيء تغير و اجتاحت الحرب البلاد ودمرت وشردت و طالت كل أوجه الدولة.. الا ادارة الحج والعمرة..
تجمدت اعوام دراسية للطلاب.. وبالكاد نجحت الحكومة في عقد امتحان واحد للشهادة السودنية من أصل ثلاثة كانت مجمدة.. و هاجر الهلال والمريخ إلى موريتانيا .. تماما مثلما غادر ملايين السودانيين الى دول الجوار وغيرها بحثا عن الأمان.. ونزح الملايين الى مدن سودانية أيضا.. كل هذا لم يمنع مطلقا ادارة الحج والعمرة في أن تستمر في ضلالها القديمفي الاصرار على أن تشرف على اجراءات وعملية لا تحتاج لأي تدخل حكومي.. فالمملكة العربية السعودية توفر الخدمات كافة التي يحتاجه الحجاج..
من الحكمة حل ادارة الحج والعمرة.. وتحويل مهامها لموظف أو اثنين للتنسيق والتواصل مع الجانب السعودي في المسائل السيادية

ahmed

Recent Posts

الشرطة تداهم مواقع بيع المواد البترولية في السوق السوداء وتوقف 11 من معتادي الاجرام

كتبت .. لبني الصديق نظمت شرطة محلية جبل اولياء حملة امنية كبري في اطار جهود…

7 دقائق ago

رئيس الوزراء يامر بخفض الرسوم الجمركية علي السلع ومراجعة نسب القبول بالجامعات والرسوم الدراسية

أصدر رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس، قراراً بخفض أسعار السلع الأساسية الاستهلاكية وخفض الرسوم الجمركية…

10 دقائق ago

كريستيانو رونالدو وميسي: كيف تحوّل طفلان إلى أساطير كرة القدم؟

في وثيقة قديمة تعود إلى موسم **2000-2001**، صادرة عن اتحاد لشبونة لكرة القدم، تظهر أسماء…

12 دقيقة ago

السودان .. ترجيحات بالإبقاء على وزراء «الحركات» بذات الحقائب في التشكيل الجديد

رجحت مصادر سودانية مطلعة الإبقاء على وزراء الحركات الموقعة على اتفاق جوبا في الحقائب الوزارية…

16 دقيقة ago

مطاران من اليابان ضمن قائمة أفضل المطارات في العالم لهذا العام

حلّ مطار طوكيو الدولي (هانيدا) في المرتبة الرابعة، ومطار ناريتا في المرتبة الخامسة، ضمن قائمة…

19 دقيقة ago

والي الخرطوم ومفوض العون الإنساني يطالبان المنظمات بإعادة النظر في إحتياجات المرحلة الراهنة

كتبت .. سمية السكوتي أشاد والي ولاية الخرطوم احمد عثمان حمزة بجهود السودانيين في الخارج…

21 دقيقة ago