من نحن بحاجة إليه اليوم لفتح افاق جديدة لنهضة السودان؟ د/#كامل إدريس أم د/ عبد الله حمدوك ولماذا…؟

المستشار/#مهيد شبارقة
بصفتي مواطنًا سودانيًا أنهكني جدا تعاقب أزمات البلد وانغلاق الأفق السياسي الذي يؤدي لان ارى بلدي في مصافي الدول بكل امكانياتهت منذ بواكير عمري أجد نفسي اليوم مضطرًا للمقارنة بين شخصيتين لعبتا أدوارًا بارزة في المشهد السوداني والدولي، وكلٌ بطريقته:
فالدكتور كامل إدريس، قانوني ودبلوماسي معروف، والدكتور عبد الله حمدوك خبير اقتصادي له باع طويل في المساعدة على نهضة دول ورئيس وزراء سابق.
لذا اطلاقا لا أسعى لتأجيج الولاءات بل أريد فقط من حديثي هذا أن أطرح على طاولة العقل سؤالًا بسيطًا:
#من منهما يصلح لهذه المرحلة الحرجة من عمر السودان ليقوده نحو مستقبل زاهر منفتح على العالم..؟؟
#وللاجابة على هذا السؤال ينبغي ان نوضح مزايا كل منهما حتى نعرف حوجتنا حاليا لايهما..؟؟
أولاً: #خلفية كل منهما:
فكامل إدريس حاصل على دكتوراه في القانون الدولي من جامعة جنيف نعم وتقلد مناصب عليا في المنظمة العالمية للملكية الفكرية (WIPO) وربما له شبكة علاقات دولية واسعة ومكانة أكاديمية وفكرية مرموقة حيث لم يكن يوما ما طرفًا في أي تحالف سياسي داخلي مما يجعله #ورقة نظيفة نسبيا.
وعبد الله حمدوك صاحب تجربة طويلة في مؤسسات دولية /كالبنك الإفريقي للتنمية /ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا حيث شغل منصب رئيس وزراء السودان عقب الثورة المجيدة في فترة انتقالية شديدة التعقيد وتحمل مخاطرا مسؤولية دولة لتتعافى من ديكتاتورية طويلة ارهقت المواطن واقعدت البلد لعقود.

ثانيًا: #نقاط القوة
كامل إدريس يمتلك كاريزما دبلوماسية قد تكون مبهرة فهو يجيد الحديث بنفس لغة المجتمع الدولي ويفهم أدواته جيدا ولم يستنزف سياسيا بعد وان استهلك اعلاميا ويمكنه أن يلعب دور #العقل المفكر الذي يقود البلاد بتوازن بين المصالح الوطنية والانفتاح على الخارج.
وعبد الله حمدوك أثبت للعالم ولعامة شعبه أنه رجل مبادئ وعمل فعلي وسط كل الخبث والضجيج الذي شاهدناه ويكفيه صموده أمام ضغوط جنرالات العسكر ومكوناته المدنية يشهد له برغم التخطيط لافشاله النسبي في تنفيذ برنامج اقتصادي متكامل إلا أنه قد نجح في استعادة احترام السودان دوليا وفتح بابا ماكان ليفتح أمام إعفاء ديون السودان وعودة المنح في ظل سلطة ديكتاتورية شراكة العسكر والاخوان .

#ثالثًا: نقاط الضعف
كامل إدريس تنقصه الخبرة المباشرة في إدارة الأزمات السياسية الداخلية المعقدة ولم يختبر في ميدان السياسة السودانية المتقلب لذا نجد سمعته الدولية سلاح ذو حدين فقد تصوره النخبة السياسية كـرجل نخبوي بعيد عن الشارع.
اما حمدوك رغم صدقه واستقامته لم تتاح له الفرصة الكافية ليتمكن ببراعته من إدارة التناقضات الداخلية وكان أسير ا لتوازنات قوى مدنية متسلطة لا ترحم مما أفشل له الكثير من المبادرات الإصلاحية خصوصا أداؤه في ملف العدالة الانتقالية والانتقال المدني الديمقراطي الذي لم يرتقي لطموحات الشارع الثائر.

وييقى سؤال #من الأصلح للمرحلة القادمة هو الفيصل..؟
إذا أردنا انفتاحا دوليا ذكيا يؤسس لشراكات اقتصادية قوية تيعيد السودان إلى الخارطة الدولية كمحاور اصيل وليس كمتلقي للمساعدات فإن كامل إدريس قد يكون هو الأنسب لكونه يجمع بين التأهيل الدولي والحياد السياسي مما يمكنه أن يستعيد ثقة الخارج دون أن يكون أسيرا للداخل.
أما إذا كانت الأولوية هي استكمال الانتقال المدني الديمقراطي وتأسيس دولة مؤسسات ذات بني تحتيه متينة بما في ذلك العدالة والمصالحة الوطنية فربما يكون عبد الله حمدوك هو الرمز الأنسب رغم أنه يحتاج لدعم سياسي وشعبي أوسع بكثير مما توفر له سابقًا.
#خاتمة: (ما نحتاجه فعلاً…)
ربما لا يكون الحل في اسم محدد بل في صيغة جديدة للحكم يفتح فيها الباب أمام الخبرات النزيهة من أمثال كامل إدريس وحمدوك لقيادة السودان كمجموعة لا كأفراد فهذا البلد المنهك جدا بالحروب والانقلابات بحاجة إلى مرحلة انتقالية تعتمد على العقل والكفاءة والشرعية الأخلاقية لا الولاء والتمكين مع الجهل.
#كفانا زعامات تقليدية وسلطات ديكتاتورية فالسودان كبلد واعد يستحق حقا قيادة تفكر بالمستقبل لا بتاريخ الانقلابات والتحالفات المؤقتة التي تؤدي لنهبه واقعاده عن ركب الدول النهاضة.