#image_title
✍🏻المستشار /مهيد شبارقة
بين دوي المدافع وانقطاع الكهرباء وموجات النزوح والضياع الاقتصادي يئن السودان تحت وطأة حرب عبثية مدمرة دخلت عامها الثالث دون أفق واضح للحل..!! فالحرب التي اندلعت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023 لم تعد نزاعا مسلحا فحسب بل تحولت لأزمة وطنية شاملة تهدد بقاء الدولة نفسها وتنذر بمصير مجهول لملايين السودانيين.
اولا: #واقع ميداني متدهور و مدن تحترق وشعب يتشظى: حيث تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 10 ملايين سوداني باتوا نازحين داخليا أو لاجئين في دول الجوار وهو أكبر عدد لحالات النزوح القسري في العالم حاليا فالعاصمة الخرطوم أصبحت مدينة أشباح بينما تعيش مناطق دارفور وكردفان نزاعات مسلحة طابعها أقرب إلى لعادة التطهير العرقي خصوصا في غرب دارفور…!!!
فبرنامج الغذاء العالمي (WFP) حذر في تقرير حديث من أن نحو 18 مليون سوداني يواجهون انعداما حادا في الأمن الغذائي بينهم 5 ملايين على حافة المجاعة رغم الانكار البين والتعتيم الاعلامي الداخلي على ذلك
فالبنية التحتية الصحية انهارت تماما في معظم المناطق خصوصا بخروج أكثر من 70% من المستشفيات عن الخدمة…!!
ثانيا: #الاقتصاد السوداني و الانهيار الكامل: حيث كان الاقتصاد السوداني هشا قبل الحرب لكنه الان انهار عمليا بعد اندلاعها الجنيه السوداني فقد أكثر من 80% من قيمته في السوق الموازية بينما توقفت الصادرات الرئيسية كالماشية والصمغ العربي بسبب انعدام الأمن وغياب سلطة مركزية ماعدا الذهب طبعا الذي يصدر سرا خارج ولاية وزارة المالية حيث قدر البنك الدولي خسائرالاقتصاد السوداني بأكثر من 30 مليار دولار منذ بدء النزاع…!!!
وفي تقرير صدر في مايو 2025 وصف صندوق النقد الدولي الاقتصاد السوداني بأنه #اقتصاد منكشف بلا دولة مشيرا إلى أن انقسام السلطة العسكرية والسياسية جعل من المستحيل تنفيذ أي سياسات مالية أو نقدية فاعلة…!!!
ثالثا :المشهد الإنساني:
شعب بلا ملاذ رغم ضخامة الكارثة فإن المجتمع الدولي لم يتعامل مع الأزمة السودانية بنفس الزخم الذي حظيت به أزمات أخرى فحتى مايو 2025 لم يموّل سوى 17% فقط من خطة الاستجابة الإنسانية التي أطلقتها الأمم المتحدة والتي تطلبت 2.7 مليار دولار وفي المقابل تدفقت الأسلحة إلى طرفي الصراع عبر قنوات إقليمية ودولية في ظل غياب واضح لأي رقابة أو إرادة حقيقية لفرض حظر تسليحي هذا الوضع غذى استمرار الحرب فيما ظل المدنيون وحدهم هم من يدفعون ثمن كل هذا العبط…!!!
رابعا: كوارث الحرب على الدولة والشعب والبنية التحتية :فتفكك مؤسساتي وانهيار السياد في ظل الحرب التي ضربت عمق الدولة السودانية لاأطرافها فقط فلم تعد هناك حكومة شرعية فاعلة ولم يعد هناك جيش وطني جامع ولا مؤسسات قادرة على ضبط الأمن أو فرض القانون فالوزارات السيادية معطلة والخدمة المدنية في حالة موت سريري لا امل منه
والسلطة القضائية شبه مشلولة والمحاكم مغلقة في معظم المدن الكبرى والشرطة اختفت من المشهد في كثير من المناطق تاركة المجال لعصابات النهب والابتزاز.
#الخارجية السودانية فقدت السيطرة على تمثيل البلاد وسط تعدد الخطابات والبيانات المتضاربةوالعملة الوطنية تتهاوى بلا غطاء اقتصادي ولا إدارة نقدية مستقرة.
#الشعب نزوح جماعي وتمزق اجتماعي: فالحرب أجبرت أكثر من 10 ملايين سوداني على ترك منازلهم، بينهم قرابة 2 مليون عبروا الحدود إلى دول الجوار. العائلات تفككت، والقرى أُفرغت من سكانها والمجتمعات التقليدية في دارفور وكردفان والخرطوم تفقد نسيجها الاجتماعي فأكثر من 70% من طلاب المدارس انقطعوا عن الدراسةوآلاف الأطفال وُلدوا في المخيمات دون شهادات ميلاد وبلا مستقبل قانوني واضح.
#انهيار خدمات الرعاية الصحية وتفشي الكوليرا والتهاب الكبد في مناطق النزوح وتفشي الجريمة والعنف الجنسي في مناطق النزاع والمخيمات فلم يعد الفقر اكبر التحديات بل احساس اللاهوية والضياع الوجودي هو الأكثر ايلاما
#البنية التحتية دمار واسع اصابها ومستقبل معتم:
لم تكن البنية التحتية قوية حتى قبل الحرب لكنها باتت الآن ركاما فالطرق الرئيسية دُمّرت والمطارات خرجت عن الخدمة والاتصالات تنهار تباعا حيث ان أكثر من 60% من البنية التحتية الصحية (مستشفيات/مراكز صحية) أصبحت غير صالحة للاستخدام ومحطات المياه والكهرباء تعرضت للتخريب المتعمد أو توقفت لعدم وجود صيانة…!!!والجامعات والمباني العامة تحوّلت إلى ثكنات أو ساحات معارك روالموروث العمراني والتاريخي في الخرطوم وأم درمان تعرض لأضرار لا تعوّض فالحرب لم تضرب حاضر السودان فقط بل ضربت ذاكرته وحلم اجياله فماذا بعد…؟
#بلد بلا أعمدة ولا سقف:
الأسوأ في هذه الحرب أنها تحوّلت من نزاع عسكري إلى آلة تآكل وطني والخطر لا يكمن فقط في القتال بل في تحول الفوضى إلى نمط حياةوالعنف إلى لغة سياسية والخراب إلى واقع دائم إذا استمرت هذه الحرب دون تدخل دولي فاعل، وقيادة وطنية مدنية مسؤولة، فإن السودان لن ينهار فقط كدولة، بل سيختفي كهوية جامعة ويصبح مسرحًا مفتوحًا للتفكك والنزوح والتمزق العرقي والمناطقي
فالسكوت عن هذه الكارثة جريمة جماعية. المسؤولية اليوم لا تقع على طرفي النزاع فقط بل على المجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية والنخب السودانية المدنية التي يجب أن تتحرك فورًا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
#تحليل سياسي مختصر:
خيارات ضيقة وآمال معلقة
فالمفاوضات التي ترعاها السعودية والولايات المتحدة في جدة إلى جانب مبادرات إقليمية من الاتحاد الأفريقي وإيغاد لم تثمر حتى اللحظة عن أي اختراق حقيقي بسبب تعنت سلطة بورسودان ويرى المحللون أن أحد أسباب فشل هذه المساعي هو:
#غياب قيادة مدنية سياسية موحدة في مقابل إصرار كل طرف عسكري على فرض رؤيته كأمر واقع….!!
وفي هذا السياق يسير البلد نحو سيناريو /الصوملة بسرعة البرق حيث تتحول مناطق واسعة إلى كيانات خاضعة لزعامات محلية مسلحة تغيب عنها سلطة الدولة والمساءلة….!!
#خاتمة:
وقف الحرب العبثية لم يعد مطلبا سياسيا بل دعوة من اجل البقاء فالحاجة ملحة ليقظة ضمير دولي وداخلي فالسودان اليوم أمام لحظة حرجة في تاريخه الحديث تتطلب إعادة النظر في أولويات المجتمع الدولي وإعادة تفعيل دور الفاعلين الإقليميين بحيادية تامة أما داخليًا فلا مخرج من هذه الكارثة إلا بحوار وطني جامع يعيد الاعتبار لإرادة الشعب الذي اختطفته سلطة البندقية..!!
قد لا يكون الطريق سهلاً لكن استمرار الحرب يعني موت الدولة نفسها قبل شعبها ومعها ما تبقى من أمل لأجيال حاضرة وقادمة
الحلم جنين الواقع ووليد المستقبل الجنين الشئ الغير معروف ولد ولا بنت حلو ولا وحش…
كلمات .. أعجز عن وصفها .. وصلتني من صديقي القديم جدا .. الحديث جدا ..…
لندن : أم عبدالوهاب رجل يُدعى عبد الرحمن خلييف-علي (27 عامًا) من غرب لندن حاول…
متابعة : المغيره بكري " امدر تايمز " شاركت الدكتورة عفاف طلبة الأستاذ بالكونسرفتوار…
إعداد : المغيره بكري " امدر تايمز" هي فوزية دخيل بن طواله الشمري من المنطقة…
تعليم الأطفال حدودهم الشخصية وتطوير مهارات إحترام الذات هو أحد أهم الأسس في بناء…