تعمل الحكومة البريطانية على إعداد قانون جديد يهدف إلى تسريع ترحيل طالبي اللجوء القادمين من دول تُصنف بأنها “آمنة”، في خطوة أثارت قلق منظمات حقوق الإنسان التي تحذر من أن ذلك قد يحرم آلاف الأشخاص من فرصة الاستماع لقضاياهم بشكل عادل.
وحسب ما ذكرته صحيفة الغارديان “The Guardian” أوضحت وزيرة الداخلية، يفيت كوبر، خلال جلسة لجنة الشؤون الداخلية بالبرلمان، أن التشريع الجديد سيسمح بإنشاء نظام سريع للنظر في طلبات اللجوء والطعون للوافدين من هذه الدول، مؤكدة أن من غير المقبول أن يبقى هؤلاء الأشخاص لفترات طويلة ضمن نظام اللجوء.
وأشارت إلى أن هذا النظام السريع سيكون موازياً للنظام التقليدي، ويتطلب سن قوانين جديدة وتصميم إداري مختلف.
لكن هذه الخطوة لاقت انتقادات منظمات حقوق اللاجئين، حيث حذر إنفر سولومون، رئيس مجلس اللاجئين، من أن تصنيف بلد ما كـ”آمن” لا يعني بالضرورة أن اللاجئ لم يتعرض للاضطهاد أو الاتجار بالبشر؛ بسبب هويته أو آرائه السياسية. وأضاف أن تقييم كل حالة على حدة ضروري لضمان العدالة.
في الوقت نفسه، كشفت وزارة الداخلية عن تحليل يربط بين الأعداد القياسية من المهاجرين الذين يعبرون القنال في قوارب صغيرة وتحسن الأحوال الجوية، إضافة إلى زيادة أعداد الركاب في كل قارب.
وتشير البيانات إلى أن 47% من القوارب التي عبرت القنال في العام المنتهي أبريل 2025 حملت 60 شخصًا أو أكثر، مقارنة بنسبة 2% فقط في 2022. كما ارتفع عدد القوارب التي تقل أكثر من 80 شخصًا من واحدة في أبريل 2023 إلى 33 قاربًا في أبريل 2025.
كما سجلت الفترة من يناير حتى أبريل 2025 نحو 60 يومًا “أحمر” — أي أيام ذات ظروف جوية مواتية لعبور القنال — مقارنة بـ27 يومًا في نفس الفترة من 2024.
ومع ذلك، شكك مرصد الهجرة في جامعة أوكسفورد في تفسير وزارة الداخلية، مؤكدًا أن الطقس ليس العامل الأساسي وراء الزيادة المطردة في أعداد القوارب، بل إن زيادة الرغبة في الوصول إلى بريطانيا وتنظيم شبكات التهريب لها تأثير أكبر.
وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد الضغوط على حكومة كير ستارمر، خاصة مع التحدي المتزايد من حزب “ريفورم يو كيه” بقيادة نايجل فاراج. ويعتقد حزب العمال أن ملف الهجرة غير النظامية سيكون موضوعًا حاسمًا في الانتخابات القادمة، ما يدفع الحكومة لمحاولة إحكام السيطرة على ملف اللجوء والهجرة.
وفي تعليقها، قال متحدث باسم وزارة الداخلية: “نحن نعيد السيطرة على نظام اللجوء المعطّل الذي ورثناه، والذي سمح لشبكات التهريب بالاستغلال لفترات طويلة خلال فترات الطقس الجيد لزيادة عبور القنال”.