قرية الخيرات.. قصص وحكايات

كمال كرار
في أبريل ٢٠١٢ جاءت قوة مسلحة،منتصف النهار، حينما كان معظم رجال قرية الخيرات في أماكن عملهم خارج القرية،استفردت القوة بالنساء والاطفال وضربوهن بالبمبان والعصي، وهدموا ٣٠٠ بيت .
في أغسطس ٢٠١٥ تكرر ذات الفعل، وسقط قتلى ومنهم طفل رضيع وتم هدم ٥٨٧ بيتا ..
وفي مايو ٢٠٢٥ وفي أتون هذه الحرب شنت الحرب مرة أخرى على سكان الخيرات وهدمت البيوت جميعها .
الرواية الرسمية تقول أن أهالي الخيرات سكنوا عشوائيا في أرض لا تخصهم وإنما تخص مخطط الفاتح السكني ..
وهذه الرواية تدحضها حقيقة أن قرية الخيرات وجدت في موقعها الحالي عام ٢٠٠٢، وأن الخطط السكني المزعوم يؤول لشركة اعمار العقارية،التي تأسست عام ٢٠١٦، فمن الذي تعدي على الآخر ؟ إنها مثل قصة الكديس والفأر في المركب التي كانت وسط النهر ..عندما قال الكديس للفأر ( مالك بتكتحني ؟ ) وباقي القصة معروف ..
وكيف حصلت الشركة على الأرض التي لم تكن خالية من السكان ؟ فليأتوا بعقود الشراء إن كانوا صادقين .
ولو أنها كانت على حق لماذا لم تذهب للتقاضي والمنازعات المدنية ؟ أم أن الشرطة للفقراء الغلابة !!
ولماذا تهدم البيوت في هذا الوقت بالذات وأهالي الخيرات صمدوا في مكانهم ولم يغادروه طوال سنوات الحرب، بينما هرب الرسميون إلى شرق البلاد !! وأين كانت وزارة التخطيط العمراني التي صدر بيانها مبررا هدم بيوت الناس .. !!
لنقرأ هذا الخبر الصادر في ٢٩ مايو الماضي ( ترأس المدير التنفيذي لمحلية شرق النيل الأستاذ مرتضى يعقوب بانقا ظهر اليوم الاجتماع الدوري للجنة التنسيق الأمني للمحلية بحضور المستشار القانوني للمحلية ومديري الأجهزة العسكرية و الأمنية والشرطية العدلية.
ووقف الاجتماع على قرارات وتكليفات الاجتماع السابق ومدى تنفيذها واستمع إلى تقرير مفصل عن الوضع الأمني والجنائي بالمحلية الذي اتسم بهدوء الأحوال ودعا الاجتماع إلى تكثيف العمل المنعي المشترك لمحاربة الظواهر السالبة وإشكالات النازحين
كما قررت اللجنة إزالة الكمائن ومكافحة السكن العشوائي والذي سيصبح بؤر للجريمة وترويج المخدرات.
القصة إذن ليست تعديات، بل هي إتهام صريح لسكان شرق النيل بأنهم محرمون ومروجو مخدرات، والبلدوزر آت للكمائن الموجودة منذ مملكة سوبا قبل ١٥٠٠ سنة .
ولماذا شرق النيل بالذات ؟ ليس لموقعها الجغرافي المميز بل لأنها كانت رقما صعبا في الثورة واستبسل سكانها في النضال ضد النظام البائد،ولجان مقاومتها كانت في طليعة الثوار الذين شقوا الطريق لاعتصام القيادة العامة،وفي سبيل الانصاف نذكر بدر الدين الزعيم وبقية الثوار والثائرات .
ويا أهالي الخيرات تعودون لموطنكم معززين مكرمين، حين تنتصر الثورة على الظلم والبلدوزر .. يرونها بعيدة ونراها قريبة جدا .