#image_title
✍🏻المستشار /مهيد شبارقة
من داخل مخيمات النزوح
في أحد أطراف مدينة القضارف شرق السودان كانت الطفلة /رُبى ترتدي فستاناً قديماً عبارة خيّط من ستارة تبرعت بها إحدى الجمعيات تمسك بطرف والدتها النازحة من الخرطوم وتهمس في يوم العيد:
(هل سنعود إلى البيت بعد صلاة العيد..؟؟)
وفي السؤال الموجع اختصر العيد كله فما العيد إلا ذكرى عن بيتٍ لم يعد موجوداً وشارع لم يعد آمناً وموائد لم تعد تمدّ…!!
#موسم الأعياد.. كابوس في الخيام:
في أكثر من 70 مخيماً للنزوح داخل السودان ومخيمات اللجوء على حدود /تشاد و/جنوب السودان و/مصر وليبيا يمر العيد مثل شبح خفيف الظل ثقيل المعنى فلا تكبيرات الفجر تبثّ كما كانت ولا صلوات العيد تقام جماعية كما يشتهى بل إن معظم المخيمات تنشغل في يوم العيد بنفس ما تنشغل به في يوم الحرب..!!
كالبحث عن الماء وانتظار قافلة إغاثة والاستماع لراديو المهجر أو تصفح أخبار الجبهات عبر الإنترنت المتقطع ففي مخيم /أبو شوك” شمال دارفور اكتفى الأطفال برسومات طباشير على الأرض وهدايا من أكياس بلاستيكية ممزقة حشيت بتراب ناعم وقالوها صراحة بأعينهم:(( نحن لانملك حتى ملابس العيد ولا الاكل نغسل مالدينا ونتجمل بالصبر..!!))
قالت “منى” وهي أم لثلاثة أيتام فقدت زوجها في إحدى معارك العاصمة((العيدية… عملة منقرضة في زمن التشظي..!!))
ولطالما كانت العيدية في السودان طقساً دقيقاً من الكرم الشعبي وورقة نقد صغيرة تمنح من الكبار إلى الصغار ومن العاملين إلى العاطلين ومن الميسور إلى من لا يملك لكن الحرب مزقت هذه السلسلة…!!!
#الغتربون السودانيون الذين كانوا يملأون المحافظ بفرحة العيد عبر الحوالات صاروا اليوم يرسلون ثمن الدواء أو أجرة طريق الهربب فالعائلات المتفرقة بين ولايات السودان أو دول الجوار لم تعد تلتقي ولا حتى تتحادث يقول رجل كهل((فما الفائدة من عيدية وأنا لا أرى حفيدي منذ اكثر من عامين؟؟))
ويقول الجد… /إدريس من معسكر /أم راكوبةعلى حدود إثيوبيا:
العيد في المخيمات ليس حدثاً مفصولاً عن سياقه إنه مرآة لفشل الدولة وعجز المنظمات وتمزّق النسيج الاجتماعي…!!
فالدولة غائبة مؤسسات الأوقاف والتكافل معطّلة أو مسيّسة…!! والمجتمع الأهلي مُنهك فالأغنياء صاروا لاجئين وميسورو الحال صاروا يستجدون الغذاء.
والمنظمات مرهقة تكدح في سدّ الجوع ولا وقت لديها لترميم الشعور بالعيد…!!
ففي مخيم /المدينة 6″ بمدنية /مدني، وزّعت إحدى المبادرات المحلية حلويات مغشوشة وألعاباً بلاستيكية رخيصة فرح بها الأطفال كما يُفرح من لا يعرف البديل.
ويقول طفل عانا كثيرا من النزوح((ليس العيد لمثلنا ان يفرح بل العيد ان ننجو من القصف..!!))
وقالها شاب من أم درمان كان يقضي أول عيد له بلا والده وبلا حتى عنوان بريدي دائم.
#في الشتات.. عيد بارد المنفى اما في مخيمات اللاجئين بدول الجوار فالمشهد أكثر تعقيداً
فالعيد يمرّ ببطاقات الأمم المتحدة وسط صمت إداري قاتل فلامواكب فرح لا سجاجيد جماعية ولا تهاني بين الجيران…!!
فالجيران باتوا من جنسيات مختلفةواللغة تغيّرت والزمن يُقاس بتاريخ تقديم طلبات اللجوء.
ففي القاهرة قالت “سارة” وهي لاجئة ((ليتنا متنا ولم نذل))
خاتمة
عزيزي القاري اعلم تماما ان فرحتك منقوصة لأسباب عديدة لكن فلننظر لغيرنا من اصحاب الفرحة المعدومة
كيف هو حال عيدهم فاللهم لاترفع للكيزان وجنرالاتهم وكتائبهم وجنجويدهم راية ولا تتحقق لهم غاية واجعلهم لمن خلفهم عبرة واية
** الأخ إيهاب نور الجليل.... أمين المال باتحاد كريمة أوضح لي ان معتز الشاعر لم…
كتبت .. سمية السكوتي كشف العميد شرطة / فتح الرحمن محمد التوم الناطق الرسمي باسم…
حريق كبير بالجهة الغربية من كبري السليم بمدينة دنقلا عصر اليوم وقوات الدفاع المدني تقوم…
كشفت مصادر عن اكتمال مشاورات اجراها القائد الأعلى للقوات النظامية الفريق اول ركن عبد الفتاح…
- ذكرت شبكة "سي إن إن"، مساء اليوم الخميس، أن الولايات المتحدة تدرس استبدال موقع…
تقدم قائد المنتخب الفرنسي لكرة القدم كيليان مبابي بشكوى مضايقة أخلاقية ضد ناديه السابق باريس…