Categories: الأعمدة

ثنائية الفساد والكذب: جبريل وابنه نموذجًا!

Screenshot ٢٠٢٥٠٦١١ ١٦٢٥٠٢ Facebook
منعم سليمان
الإسلاميون عامة، والسودانيون منهم على وجه الخصوص – أولئك المعروفون بلقب “الكيزان”- ليسوا مجرد جماعة سياسية أو أيديولوجية، بل هم صناعة متقنة من الأكاذيب الممنهجة، والادعاءات المزيفة، والوجوه المتوضئة ظاهرًا، القذرة والمتعفنة باطنًا. وكأنما من شروط الانتساب إلى هذه الجماعة أن يُسلِم العضو لسانه للكذب، كما يُسلِم جسده للركوع؛ بل لعل الكذب هو الركن السادس في عقيدتهم السرية!
قبل نحو شهر، استمعت إلى أحد رموزهم، جبريل إبراهيم، وزير مالية سلطة البرهان/الكيزان في بورتسودان، في مقابلة مع قناة الجزيرة، أدارها أحمد طه. وبغضّ النظر عمّا نضح به من ترهات وادعاءات فارغة حول “النجاحات الاقتصادية” و”المعجزة” التي حققها في سلطة تتسوّل زجاجات المياه المعدنية من السعودية، وتكابد الذل في استيراد الوقود والدقيق والدواء، فقد استوقفني حقًا حجم الوقاحة في الكذب، وقوة عينه وثبات وجهه وهو ينفي – على الهواء مباشرة- أنه عيّن أحدًا من أقربائه في وزارته أو في أي موقع حكومي آخر!
لم تمضِ أيام، حتى اتصل بي صديق – من غير السودانيين – وأخبرني صدفة أنه قد التقى جبريل إبراهيم، وابنه وسكرتيره في آنٍ واحد، على هامش اجتماعات البنك الدولي في واشنطن. تشككت في البداية، وقلت: لعلّ الأمر التبس عليه؛ فالفاسدون لهم وجه واحد، وربما اختلط عليه اللصوص كما تشابه البقر على بني إسرائيل أمام موسى. لكن الصديق حسم الأمر حين أرسل لي ” البزنس كارد” الرسمي، الذي تسلمه من يد الابن، وأنشره كما هو أعلى هذا المقال:
Farooq Gibril Ibrahim
Secretary to the Minister of Finance and Economic Planning
ومعه البريد الحكومي ورقم الهاتف.
عندها، لم يعد هناك مجال للشك. لقد كان الكذب رسميًا، مؤسسيًا، ومطبوعًا بحبر الدولة ذاتها.
إن جبريل إبراهيم ليس سوى نسخة متأخرة من أصل فاسد. كوزٌ أصيل، وشخص حقير، رخيص، كذّاب، ومتلون، يرتدي رداء المدنية ليستر به شهوة السلطة. يمشي بين الناس بوجه يشبه جلد الأفعى: ناعم الملمس، قاتل المَسّ. يلدغ البلاد بسمّ الفساد، ويتلو آيات التقوى، ويتظاهر بالزهد وهو يغرف من المال العام بيد، ويخفي الأخرى خلف ظهر السلطة.
ابنه في مكتبه، وأقرباؤه وأهله في مفاصل الدولة، والمال العام في عُرفه غنيمة تُقسَّم على عشيرته الأقربين. ولسان حاله كحال سلفه من الكيزان: من يكذب ويفسد أكثر، يُكافأ أكثر، ويعلو نجمه.
جبريل ليس استثناءً، بل تجلٍّ واضح لقانون مدرستهم؛ مدرسة شعارها: ” اكذب، فإن صدقوك فأنت زعيم، وإن كذّبوك فأنت منا”. قوم لا يؤمنون بالدولة أو الدستور، بل يرونها غنيمة مؤقتة. لا يحترمون القانون، بل يُفصّلونه على مقاس جشعهم!
إن جبريل لا يكذب وحده، بل يعبّر بوقاحة عن ثقافة كاملة: ثقافة قومه الكيزان، حيث الكذب طهارة، والفساد عبادة، والسلطة ميراث.
وما هو إلا شاهد إضافي على أن حركتهم الإسلامية ليست حركة سياسية أو دينية، بل مافيا وكذبة تمشي على قدمين.

ahmed

Recent Posts

جبريل إبراهيم.. دهاء سياسي أم استماتة لضمان مكاسب اتفاق جوبا؟

يستحق د. جبريل إبراهيم، رئيس حركة العدل والمساواة، أن يُمنح عن جدارة “نوط الدهاء والذكاء…

51 دقيقة ago

محمد سيدأحمد ( الجكومي ) يكتب : “ابو نمو والتزييف المتعمد التاريخ “

  حزنت كثيرا لابو نمو و هو يمارس التزييف المتعمد للتاريخ و يحرف الكلم عن…

ساعة واحدة ago

قبل جلسة مجلس الأمن اليوم … البرهان يوافق على هدنة إنسانية لمدة أسبوع في الفاشر

وافق رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، خلال مكالمة هاتفية مع الأمين العام…

ساعتين ago

الطيران السودان يدمر معسكر للدعم السريع بقرية “هبايل” قرب الجنينة

كشفت معلومات متطابقة عن تدمير سلاح الطيران السوداني  معسكر يتبع لقوات الدعم السريع المتمردة تدميرا…

3 ساعات ago

تعيين سفير جدبد للسودان لدى إرتريا

سلّم سفير السودان المرشح لدى دولة إريتريا ، أسامه أحمد عبد الباريء امس نسخة من…

3 ساعات ago

تاركو للطيران تستأنف رحلاتها إلى مطار كسلا

أعلنت شركة تاركو للطيران عن استئناف رحلاتها المجلية إلى مطار كسلا الدولي ابتداءً من 1…

3 ساعات ago