الجيب الروسى فى السودان !!

بقلم : أمير شاهين
فى عمل التوثيق الم
حترف لفترة زمنية محددة تؤخذ العديد من الاشياء فى الاعتبار مثل الحياة الاجتماعية و الثقافية التى كانت سائدة فى فترة من الزمن ويشمل ذلك الموضات و الملابس و اسلوب الحياة , ومن ضمن الاشياء المهمة هى نوع السيارات او المركبات التى كانت تستخدم فى فترة زمنية وكان لها تاثير على حياة ناس , فمثلا نجد ان اسماء بعض المشاهير ارتبطت باسماء سيارات و مركبات كان لها شأن كبير وعلى سبيل المثال لا الحصر : عبدالله مازدا , عوض الله الهوندا , الهينو , المجروس الخ
وفى فترة السبعينيات من القرن الماضى ظهر الجيب الروسى لدى الجيش السودانى والذى كان فى ذلك الوقت من افضل واقوى الجيوش فى المنطقة من حيث التدريب و التسليح , فقد كان تحديث الجيش ومده باحدث الاسلحة و جعله من افضل جيوش المنطقة من اولى اولويات الرئيس الاسبق جعفر نميرى فاتجه الى الاتحاد السوفيتى لشراء السلاح الروسى فاصبح السلاح الروسى هو عماد الجيش السودانى وحل محل السلاح البريطانى و الغربى الذى كان سائدا فعرف الناس طائرات السوخوى و الميج التى كانت تطير باسرع من سرعة الصوت وتخرق حاجز الصوت بفرقعة عالية و تتقلب فى الهواء كورقة خفيفة حملتها الرياح وكان يضرب بها المثل فى السرعة فيقال ان فلان سريع كالميج , و الدبابات تى 55 المرعبة التى كانت عندما تسير تهتز كل الارض تحت عجلاتها المجنزرة و بنادق الكلاشينكوف ذات الشهرة العالمية ومدافع الار بى جى المضادة للدروع و الدبابات , ومن ضمن العتاد الروسى ظهر الجيب بشكله المميز الذى يوحى بالصلابة و الشدة ككل الصناعات الروسية التى تركز على القوة و المتانة ولاتهتم كثيرا بجمال الشكل وراحة المستخدمين .
تقول المصادر بان الجيب الروسى واسمه الرسمى GAZ-69 تم تصنيعه فى روسيا ايام الاتحد السوفيتى في أواخر أربعينيات القرن الماضي لتكون سيارة الدفع الرباعي العسكرية محلية الصنع ، وكانت بمثابة ردّهم على سيارة الجيب الأمريكية التي أثبتت جدارتها خلال الحرب العالمية الثانية.
وفى السودان وبعد ان تم الاستغناء عنها فى الخدمة العسكرية تحولت الى الاستخدام المدنى وكانت تستعمل فى الطرق الوعرة و غير المعبدة كمثل اللاندروفر البريطانى , وفى بعض المناطق مثل الثورات تم استخدامها كوسيلة مواصلات مثل البكاسى تماما و كذلك كسيارة نقل البضائع الخفيفة وكانت مشكلتها الرئيسة ككل المركبات الروسية هى استهلاكها الكبير للوقود , وهنا ظهرت العبقرية السودانية والتى تجد لكل مشكلة حل ! فقد تم تركيب محركات الهايلوكس اليابانية الافضل فى استخدام الوقود فى الجيب الروسى كما تم توليف قطع الغيار لها من السيارات الروسية مثل الفولغا و الموسكفيتش , واذكر بانه كان هنالك العديد من محلات قطع غيار السيارات الروسية ولعل اشهرها هو محل المرحوم العم حسن قاسم بالختمية.
والسؤال هو هل لا يزال هذا الجيب يعمل فى السودان ام انه اصبح كما يقولون عربات سادت ثم بادت !
والى اللقاء