Categories: الأعمدة

*حكايتي مع الكتابة و(البروف) على شُمُّو*

(بعيداً عن السياسة)
بقلم/صبري محمد علي (العيكورة)
ذات يوم تلقيتُ إتصالاً هاتفياً من شقيقي بالقرية الأستاذ أنس محمد علي يقول فيه إن العميد شرطة (م) محمد إبراهيم أبوروف من رجالات القرية ويعتبر إبن أخ البروف شمو أبلغه أن علي شمو يسأل عن رقم هاتفي بعد أن إستوثق منه أن (العيكورة) المقترنه بإسمي هي القرية التي يعرفها
فقلت له بل سأُبادر أنا بالإتصال عليه وطلبتُ تزويدي برقم هاتفه
وقبل أن أسبر غور تفاصيل تلك المكالمة الخالدة في ذاكرتي
لعله من المناسب أن أشير الى أن (للبروف) علي شمو أبناء عمومة من العيكورة و هُم أولاد أبوروف علي و إبراهيم و أخواتهما
وأذكر و نحن بالمرحلة الإبتدائية والوسطى كثيراً ما كُنّا نشاهد السيد شُمُّو وهو جالساً بجانب إبن عمه (علي ود أبوروف) يقاسمه (عنقريب) قصير أمام دكانه المُتواضع
وكُنّا نعلم من رؤية العربة بجوار الدكان أن الزائر هو (علي شمو الوزير) هكذا كنا نحفظها
ولم ينقطع حسب ما أعلم عن صله رحمه بالعيكورة حتى بعد وفاة أبناء عمومته الكبار
ولو جالسته اليوم و ذكّرته بتلك الأيام لأسهب في الحديث عن أبناء و بنات عمومته هناك التومة و آمنة و بشرية وعلى و إبراهيم
وأذكر أنه ذكر لي أن (أبوروف) هو لقب إنما هُم يلتقون في جدهم لآبائهم و هو (شُمُّو) المُلقّب بأبي روف .
كان الوقت بين المغرب والعشاء حينما كان يرن هاتفي في إنتظار الطرف الثاني إستغرق الحديث أكثر من نصف ساعة ثم توالت بعدها مهاتفات عديدة تشرفت فيها بالإستماع إليه أكثر مما أتحدث أناح
عرّفته بشخصي يوم ذاك
إرتفع صوته مُرحبِّاً و مُبادلني التحية بأحسن منها
قال لي …..
إنه يتابع بإنتظام قراءة مقالاتي عبر (الإنتباهة) وقال إنها أحدثت توازن ممتاز بالصحيفة وقد أشار لي الى أحد الكُتّاب لعله كان ذو ميول لم تعجب (البروف)
شكرته على الثناء وذكرتُ له أنني ليس صحفياً بالدراسة فقاطعني قائلاً
وهل علي أمين درس إعلام؟
وهل مصطفى أمين درس إعلام؟ في إشارة لمؤسسي صحيفة (أخبار اليوم) المصرية في عام ١٩٤٤م من القرن الماضي
ثم أردف قائلاً بأن معظم من نجح من الإعلاميين هم من دخلوها عبر بوابة الموهبة
ثم باغتني ضاحكاً (إنت يا باشمهندس عبد الباسط ده منو)؟
فقُلتُ له ….
إنها شخصية إفتراضية أستصحبها معي أثناء الكتابة حتى أستبقي القارئ بين السطور وأشد إنتباهه لما يدور بيني و بين (عب باسط) من حوار
فضحك مرة أخرى وقال لي
(والله ده فهم مُتقدم جداً)
تصوّر …..
(يواصل شمو الحديث)
أنا فكْرت في الإتصال بالأستاذ عبد الباسط سبدرات لأقول له إن (العيكورة) يقصدك
فضحكنا سوِّياً
أعتقد كانت هذه أقوي جرعة دعم معنوي وتشجيعي أتلقاها منذ أن بدأت الكتابة الراتبة في العام (٢٠١٦) أو ما قبلها تقريباً
وقد تبعتها لقاءات عديدة مع (البروف) شمو حولتها بعد موافقته الى مقالات تم نشرها
وأعتقد أهمها كان حديثه لي عن حقبة (مايو) و الضباط الأحرار بمصر و القوميون العرب
و رأيه حول مشاركة العساكر ضمن منظومة الحُكُم والتي كان مُناصراً لها
وأذكر أن قال لي تحديداً
إذا توفّرت المطلوبات الفنية في الوظيفة المعينة لدى العسكري و المدني ففي هذه الحالة سيظل خيار العسكري هو الأفضل لأنه سيتفوق على المدني في الإنضباط
وذكر لي الكثير من القرائن عن تشكيل الحكومات المصرية فأغلب وزرائها كانوا عسكريين في الأساس وذكر لي صفوت الشريف وزير الإعلام إبان حكومة مبارك وغيره و غيره
وتجربة نميري التي كان (شُمُو) وزيراً للإعلام في إحدى تشكيلاتها وعدد لي أمثله أذكرها جيداً
لديّ كتاب تحت الطبع حالياً بالقاهرة و هُو تجميع لمقالات كُتبت أثناء الحرب
تحت عنوان …
*(قُرائي الأعزاء شُكراً على هذا البلّ)*
أرسلت نسخة منه (للبروف) علي شمو راجياً منه أن يُشرفني بالتقديم له ليقيني أنه ما زال يُتابع مع أكتب
و قد كان لي ما أردتُ فلم يخذلني الرجل مشكوراً
ولكن قبل أن أدفع بتلك المقدمة لشركة الطباعة والنشر بالقاهرة لإضافتها على صدر الكتاب
بدأت لي تلك المقدمة و كأنها أكبر و أعلى شأناً من قلمي
فأرسلتُ قائلاً …..
يا (بروف)
(ده كلام كتير خالص) !
فقال لي في رسالة صوتيه هي قلادة أخرى وشهادة سأظل أعتز بها
*شُوف يا باشمهندس أي كلمة أنا كتبتها إنت تستاهلها ولا تظن أنني أُجاملك ولو أردتُ مجاملتك لكتبت أكثر من هذا*
أظن من حقك عليّ عزيزي القارئ أن تعرف ماذا كتب لي (البروف) شمو ولو من قبيل
*الشمار الناقص ما حبابُو*
فإلى التقديم أو الى الشهادة العُليا
تـقــــــــــــــــــديم
المقالات المنشورة في الصحف اليومية تمثل
(في الغالب) رأي الكاتب في الأحداث الجارية ويتفاعل معها القارئ المنتظم للكاتب المعين أو للتجاه السياسي أو الاجتماعي الذي يتفق فيه مع الكاتب او يختلف … وعندما يُعاد نشرها في كتاب يصبح النشر نفسه نوعاً من التوثيق لفتره معينه في حياة الناس… بعض القراء يتجاوز إعادة قراءة المقالات باعتبارها بضاعة مستهلكة… ولكن هناك من يعتمد عليها في تسجيل وقراءة المرحلة المعينة كتلك التي حصرها المهندس المستشار صبري محمد علي العيكورة في الفترة ما بين عامي ٢٠٢٣ و٢٠٢٥ وهي فترة مهمه في تاريخ السودان الحديث اشتعلت فيها الحرب وما زالت مستعرة ولا ندري متى ستضع أوزارها.
المقالات التي احتواها الكتاب عالجت كثيراً من المشاكل والقضايا التي حدثت خلال هذه الفترة وتناولت عناوين مختلفة وعالجها الكاتب بدقة وتفاصيل مذهلة جعلتني -كقارئ منتظم- أتساءل ؟ كيف لمن درس الجيولوجيا ومارسها على الأرض ويشغل وظيفة مستشار ويقوم بعمله الفني والإداري بانتظام أن يكتب يومياً عن قضايا تحتاج معالجتها إلى قدر من المعلومات والمصادر والتواصل مع جهات عديدة من المؤسسات والهيئات التي بينها وبين الجيولوجيا بُعد المشرقين…
كيف استطاع المهندس صبري أن يوظف أسلوبه المتميز في الكتابة والتعبير عن القضايا العديدة التي تناولها في عموده اليومي وبعضها لم نسمع بها إلَّا منه كلغة العجائز والحبوبات ولهجة القرية والمنطقة الصناعية والمراكبية والورش والعتالة والحدادين والصمودة والسماسرة والمساعدين وكل فئات الشعب السوداني في كل البقاع والأصقاع وخارج نطاق الجزيرة حيث وُلد ونشأ في قرية العيكورة.
تذكرت وأنا أكتب هذه المقدمة الموجزة التعبير الذي أطلقه دكتور جعفر محمد علي بخيت وزير الحكومة المحلية في عهد مايو وهو “القفز بالزانة” والذي يصف فيه مجموعة من الاداريين تجاوزوا زملاءهم ومن سبقوهم في الأقدمية في الترقي إلى وظائف أعلى استناداً على موهبة الابتكار وحسن الأداء.. عندما ظهر المهندس صبري كاتباً صحفياً كان عموده داخل الصحيفة وبعد فترة من الزمن ومن خلال بريد الصحيفة والاتصالات وملاحظة الإدارة رأت إدارة التحرير أن موقع العمود ليس بين الجدران الداخلية للصحيفة وأن مكانه ينبغي أن يكون في الصفحة الأخيرة التي تحظى باهتمام القُراء ويخاطب فيها رئيس التحرير قُراءه…
تحياتي لكل من يقرأ هذا الكتاب..
علي محمد شمو (التوقيع)
وأخيراً …..
شكراً للأستاذ الدكتور علي محمد شمو على ما طوقني به من رعاية وتشجيع مع خالص دعواتي له بموفور الصحة والعافية
شُكراً لكم أنتم قرائي الأعزاء على صبركم و متابعتكم

ahmed

Recent Posts

الجكومي يتجه لتدريب 50 ألف شاب من أبناء الشمال في إريتريا

أفادت مصادر مطلعة بحصول رئيس كيان الشمال محمد سيدأحمد سرالختم الجكومي، رئيس مسار الشمال في…

ساعتين ago

السودان … وزير الداخلية يجري تنقلات واسعة وتغييرات إدارية من أجل الإرتقاء بالأمن

في خطوة مفاجئة ومثيرة للجدل، أصدر وزير الداخلية السوداني أول قراراته عقب توليه المنصب، والتي…

ساعتين ago