#image_title
تقرير : د. ميادة كمال الدين سليمان
استاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية- جامعة توكات غازي عثمان باشا – تركيا
13 يونيو 2025- توكات.
في الساعات الأولى من صباح يوم 13 يونيو 2025 (ليلة 12 يونيو)، شنت إسرائيل عملية عسكرية واسعة النطاق وغير مسبوقة ضد إيران تحت الاسم الرمزي “عملية الأسد الصاعد” (Operation Rising Lion) تضمنت العملية خمس موجات من الضربات الجوية نفذتها أكثر من 200 طائرة حربية إسرائيلية، أطلقت أكثر من 330 قنبلة على حوالي 100 هدف داخل الأراضي الإيرانية.
استهدفت الضربات الإسرائيلية عدة مواقع استراتيجية في إيران:
المنشآت النووية:
1 مجمع نطنز للتخصيب في محافظة أصفهان، والذي يضم منشأتين للتخصيب
2 مواقع نووية في خندق وخرم آباد
3 مواقع تخصيب اليورانيوم غير المعلن عنها
المواقع العسكرية والقيادية:
4 مقر الحرس الثوري الإيراني في طهران
5 مناطق سكنية في شرق طهران حيث يقيم كبار الضباط العسكريين
6 عدة أحياء في طهران بما في ذلك الأحياء التي تضم منازل القادة العسكريين
الخسائر البشرية
قُتل في الهجمات عدد من كبار المسؤولين الإيرانيين والعلماء النوويين:
القادة العسكريون:
1 اللواء حسين سلامي، قائد الحرس الثوري الإيراني
2 اللواء محمد باقري، رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية
3 اللواء غلام علي رشيد، قائد مقر خاتم الأنبياء المركزي
4 علي شمخاني، مستشار المرشد الأعلى (أصيب بجروح خطيرة ولاحقاً توفي)
العلماء النوويون:
1 الدكتور فريدون عباسي، العالم النووي ورئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية السابق
2 الدكتور محمد مهدي طهرانچي، عالم الفيزياء ورئيس جامعة آزاد الإسلامية
3 أربعة علماء آخرين وفقاً لوكالة تسنيم الإيرانية
كما أفادت التقارير بإصابة أكثر من 50 شخصاً في منطقة تجريش شمال طهران، من بينهم 35 امرأة وطفل.
الخلفية وأسباب التطور الاخير والغير متوقع:
كانت الضربات الإسرائيلية استجابة مباشرة لتطورات حاسمة في البرنامج النووي الإيراني. في 12 يونيو 2025، تبنى مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قراراً رسمياً يتهم إيران بعدم الالتزام بالتزاماتها النووية للمرة الأولى منذ 20 عاماً.
وفقاً للمعلومات الاستخباراتية، كانت إيران تمتلك أكثر من 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وهي كمية تكفي نظرياً لإنتاج 15 سلاحاً نووياً خلال أيام قليلة.
التصعيد الدبلوماسي الإيراني – الإسرائيلي:
سبقت الضربات سلسلة من التهديدات المتبادلة. في 11 يونيو، هدد وزير الدفاع الإيراني عزيز نصيرزاده القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط قائلاً: “إذا فُرض علينا صراع… فإن جميع القواعد الأمريكية في متناولنا، وسنستهدفها بجرأة في البلدان المضيفة”.
في المقابل، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل هاجمت لأن “إيران يمكن أن تنتج سلاحاً نووياً خلال وقت قصير جداً. قد تكون سنة، قد تكون خلال أشهر قليلة، أقل من سنة”.
ردود الفعل الإيرانية
بعد ساعات من الضربات الإسرائيلية، أطلقت إيران أكثر من 100 طائرة مسيرة باتجاه إسرائيل كبداية لرد إيراني واسع النطاق. وصف مصدر أمني إيراني الرد المخطط بأنه سيكون “قاسياً وحازماً”.
كما أعلن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي أن إسرائيل تواجه مصيراً “مراً ومؤلماً” نتيجة للهجمات، مؤكداً أن “القوة الهائلة للقوات المسلحة في الجمهورية الإسلامية ستضمن عدم إفلاتها من العقاب”.
و ايضا طلبت إيران رسمياً عقد جلسة طارئ لمجلس الأمن الدولي، واصفة الهجمات الإسرائيلية بأنها “عمل عدوان صارخ”. في رسالة إلى الأمم المتحدة، أكدت طهران أنها “ستستجيب لهذه الأفعال الجبانة وغير القانونية بطريقة حاسمة ومتناسبة ورادعة، في الوقت والمكان الذي تختاره”.
ردود الفعل الإقليمية والدولية
الدول العربية
رغم التوترات التاريخية وصلت في احيان كثيرة الى العداوة مع إيران، اتحدت الدول العربية هذه المرة في إدانة الضربات الإسرائيلية:
السعودية: أدانت “العدوان الإسرائيلي السافر” ووصفته بأنه يهدد “سيادة وأمن” إيران ويشكل انتهاكاً واضحاً للقوانين الدولية.
الإمارات العربية المتحدة: دعت مجلس الأمن الدولي إلى “اتخاذ إجراءات عاجلة وضرورية لفرض وقف إطلاق النار”.
قطر: وصفت الضربات بأنها “تصعيد خطير” ودعت المجتمع الدولي إلى “وضع حد لهذه الانتهاكات الإسرائيلية”
الأردن: انتقدت الهجوم باعتباره “انتهاكاً صارخاً لسيادة دولة عضو في الأمم المتحدة”.
المواقف الدولية
الولايات المتحدة: نأت واشنطن بنفسها عن الهجمات، مع تأكيد وزير الخارجية ماركو روبيو أن “إسرائيل اتخذت إجراءً أحادي الجانب ضد إيران” و”لم نشارك في الضربات ضد إيران”.
الصين: عارضت “أي انتهاك لسيادة إيران” وأعربت عن استعدادها “لعب دور بناء في تسهيل تخفيف التصعيد”.
تركيا: أدانت الضربات “بأقوى العبارات” ووصفتها بأنها “انتهاك واضح للقانون الدولي” وعمل استفزازي يعزز “سياسة إسرائيل في زعزعة الاستقرار الاستراتيجي للمنطقة”.
الاتحاد الأوروبي: دعا الاتحاد الأوروبي جميع الأطراف إلى “ممارسة أقصى درجات ضبط النفس” لتجنب “تصعيد لا يمكن السيطرة عليه”.
التداعيات الاقتصادية المباشرة التي رصلت حتى اللحظة :
ارتفعت أسعار النفط العالمية بأكثر من 10% مباشرة بعد إعلان إسرائيل عن الهجمات، مما أثر على الأسواق العالمية . يشعر المشاركون في السوق بالقلق من أن الصراع بين إيران وإسرائيل قد يعطل إمدادات الطاقة من هذه المنطقة الغنية بالموارد.
وفي أسوأ السيناريوهات، يمكن لإيران أن تهدد ملايين براميل النفط يومياً عبر استهداف البنية التحتية الحيوية أو الطرق البحرية في مضيق هرمز، حيث يمر حوالي 20% من النفط العالمي من هناك.
السيناريوهات المستقبلية واحتمالية الحرب الشاملة او التصعيد المحدود من قبل ايران
السيناريو الأول: التصعيد المحدود
في هذا السيناريو، قد تقتصر الردود الإيرانية على هجمات محدودة بالطائرات المسيرة والصواريخ قصيرة المدى، كما شاهدنا في مواجهات غير مباشرة سابقة بين الطرفين ، في هذا السيناريو يصعب معها للوصول الى البنية التحتية الحيوية لاسرائيل. او قد تعتمد إيران على وكلائها في لبنان وسوريا والعراق واليمن للرد بدلاً من المواجهة المباشرة.
وهناك عوامل مؤثرة على ردة الفعل الايراني من قبيل :
الضغط الدبلوماسي الدولي لتجنب التصعيد ، والمخاوف الاقتصادية من تعطيل التجارة العالمية و الرغبة الايرانية في تجنب دمار أوسع للبنية التحتية الإيرانية.
السيناريو الثاني: الحرب الشاملة
في هذا السيناريو الأكثر خطورة، تتطور الصراعات إلى حرب شاملة تشمل ضربات متبادلة على نطاق واسع. قد تستهدف معها إيران البنية التحتية الإسرائيلية الحيوية كنوع من التعامل بالمثل، بينما تواصل إسرائيل ضرباتها على المنشآت النووية والعسكرية الإيرانية.
وهذا السيناريو يحمل معه مخاطر محتملة من قبيل ، تدخل أمريكي مباشر لحماية حليفتها إسرائيل ، وانتشار الصراع إلى دول أخرى في المنطقة ، مع احتمالية تعطيل كامل لإمدادات النفط العالمية ، وبالطبع حدوث خسائر مدنية كبيرة في الطرفين.
السيناريو الثالث: الانتشار النووي
وهذا السيناريو الأكثر خطورة ، وهو أن تؤدي الضربات إلى تسريع البرنامج النووي الإيراني بدلاً من إيقافه. وقد تعلن إيران الإنسحاب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية ووبالتالي تتجه لتطوير سلاح نووي بشكل أكثر عدوانية.
وفي هذه الحال هنالك ايضا تداعيات محتملة تظهر الى السطح مع هذا السيناريو وهو حدوث سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط ، او ان تسعي دول مثل السعودية وتركيا لتطوير قدرات نووية ، او اسوا الفروض انهيار نظام منع الانتشار النووي العالمي.
السيناريو الرابع: وهو الذهاب او القبول بالحل الدبلوماسي
رغم التصعيد الحالي، يبقى الحل الدبلوماسي ممكناً من خلال وساطة دولية. قد تؤدي الضغوط الاقتصادية والسياسية إلى إجبار الطرفين على العودة إلى طاولة المفاوضات. بعد حصول الطرفين على ضمانات أمنية متبادلة ، او ضمان ايران على الحصول على اتفاق جديد بشأن البرنامج النووي الإيراني. مع تقديم بعض التعويضات او الاستثناءات لايران كي تقبل بالحل الدبلوماسي هذا.
الخلاصة والتوقعات
ليلة 12-13 يونيو 2025 لم تكن مجرد حدث عابر في سجل الصراع الإسرائيلي-الإيراني، بل كانت نقطة فاصلة حاسمة قلبت المعادلة رأسًا على عقب. الانتقال من المواجهات بالوكالة إلى ضربات مباشرة استهدفت قلب النظام الإيراني العسكري والعلمي، لم يكن مجرد ضربة استراتيجية، بل صاعقة هزّت أركان طهران وأشعلت فتيل رد لا مفر منه. المؤشرات اليوم تؤكد أن الرد الإيراني قادم لا محالة، لكن طبيعته ومداه سيحددان مصير المنطقة بأسرها. رغم الضغوط الدولية والمخاوف الاقتصادية التي قد تدفع إلى تبريد الأجواء، فإن دماء القادة والعلماء الذين سقطوا لن تسمح للنظام الإيراني بالصمت أو التجاهل. الرد لن يقتصر على حدود إسرائيل، بل سيمتد ليطال المصالح الأمريكية والإسرائيلية في كل زاوية من الشرق الأوسط. ومع تطور قدرات وكلاء إيران، كما برز في صواريخ الحوثي التي اخترقت أجواء العمق الإسرائيلي وأغلقت مطار بن غوريون، فإن الرد القادم سيكون أكثر إيلامًا وعمقًا، ما يفتح أبواب جحيم جديد من العنف والانتقام، ويجعل إسرائيل تعيش في يقظة دائمة، لا تعرف فيها راحة البال ولا هدوء الليل.
إ
صباحات وطن الجمال الجديد المنشود وجمعة طيبة مباركة للجميع وعنوان المقال انا وطنيٌ لا علاقة…
✍️ المستشار/مهيد شبارقة... في أزمنة الحرب حين تختلط الأصوات، ويعلو هدير المدافع والطائرات الحربية على…
بقلم : المستشار معاوية أبوالريش "عندما تنقلب الحياة رأساً على عقب" في لحظة واحدة، قد…
📘نهاية المباراتين في كأس العالم للأندية :- 🔹ريال مدريد والهلال إلى دور الـ 16 بكأس…
تصدت الدفاعات الجوية في بورتسودان، العاصمة الإدارية المؤقتة للسودان، لهجوم جوي محدود عبر مسيرات تم…
كتبت .. سمية السكوتي وتم فتح بلاغ جنائي تحت المادة 47 “أ ج ج” بالقسم…