لو وضعت محاور إقليمية ودولية يديها على عينيها بقصد، فإن الدعم السريع تصبح خطراً أكبر على حكومة بورتسودان وتهدد وجود الإسلاميين!!

أطياف
صباح محمد الحسن
المثلث!!
طيف أول :
بين الغموض والحيرة
ارتداد يقلّب الهواجس
كلما عادت الٱمنيات مكسورة
ولا شيء يحكم قبضته على عنق الزمن
سوى الإنتظار!!
ولم تكن سيطرة قوات الدعم السريع على المثلث الحدودي الرابط بين السودان وليبيا ومصر عند جبل العوينات، رغبة تمدد ميداني لها، ولكنها نقطة تحّوُل لها ابعادها الجيوسياسة الغائرة، سيما إن كان حفتر جزءاً من عوامل السيطرة كما يدعي الجيش، فإن السيناريو بلا شك يفصح عن مستقبل ميداني خطير
لأن القضية تقع تحت الإعداد المسبق، ذلك الذي تنتجه الصفقات او تسمح به الإتفاقات، او تفرزه المصالح المشتركة فبالنظر الي ماسبقه من تحركات وزيارات إقليمية يتضح جلياً أنه تم وفقا لتنفيذ خطة ، المراد بها إضعاف الوجود الإخواني داخل الميدان بقص مخالبه المساعدة
وذكرنا أن البرهان منوط به فك الإرتباط وإن لم يتم ذلك فبعض القوة الخارجية سيكون لها أدواتها لتنفيذ خطة الإقتلاع إن كان بأداة الدعم السريع اوبغيرها
فزيارة مدير المخابرات الاثيوبي كانت بلاشك رسالة تحذيرية للفريق عبد الفتاح البرهان
فأثيوبيا ربما أبلغته انها ستسمح بتنفيذ خطة الإقتلاع ومحاربة الإرهاب على ان تكون منصة الإنطلاق من الشرق
فالمثلث يُعد من اخطر المحاور التي ستضيق الخناق على حكومة الإخوان ببورتسودان وتطوقها شرقا وغربا وشمالا
فالمباركة المحورية الدولية للخطة يبدو أنها محل اتفاق من قبل خصوم البرهان واخيرا من حلفائه ، فمنذ زيارة حفتر للقاهرة كانت هناك مياه تجري تحت الجسر، لكن كانت مصر تعشم في أن يحرر البرهان القوات المسلحة من قبضة الفلول ولكنه لم يستطع ، ومن ثم مرورا بزيارة السيسي للإمارات انتهاءً بزيارة مدير المخابرات الإثيوبية ، جُلها تحركات تمت من أجل تنفيذ خطة الإقتلاع
فسيطرة الدعم السريع على منطقة المثلث تُعد اكبر مهدد لأنها تعتبر ازالة جدار يمثل غطاء للغرب والشرق والشمال، ويتعمق خطره بأنه يقع على تخوم دول ليست حليفة للبرهان كأثيوبيا وتشاد
ومايجب ذكره أن اكبر خطأ حدث في قضية المثلث، هو انسحاب قوات الحركات المسلحة والكتائب الإسلامية المقاتلة بإسم الجيش ، فكيف يتم إخلاء منطقة حدودية تحمل كل هذا الوزن من الأهمية فالمناطق الإستراتيجية لايجوز فيها الإنسحاب اما النصر او الهزيمة!
وبهذا تكون قوات الدعم السريع نزعت أهم المواقع منذ اندلاع الحرب فالمثلث يعتبر أكثر اهمية للدعم السريع لأنه يمثل سور الحماية لعدد من الولايات والمدن المهمة و”يكشف ظهرها”.
والدعم السريع الآن تسيطر على منطقة حدودية داخل الأراضي السودانية فمن السخرية أن تنتظر فلول النظام البائد أن يتدخل الجيش المصري ليزج بنفسه في حرب مجهولة
حتى بيان القوات المسلحة السودانية كان بيانا هزيلا فيه إستدعاء مخل لمشاعر التضامن.
ولكن من أهم الٱسباب التي دفعت الدعم السريع والقوة الداعمة له للسيطرة على المثلث هو إضعاف الحركات المسلحة، الفعل المراد به ضربة قاضية للحركة الإسلامية التي تعتمد في قتالها على الحركات ، والتي تمثل لها منطقة المثلث نافذة امداد رئيسية تتلقى منها الدعم اللوجستي من وقود وسلاح وعتاد عسكري خاصة حركة مناوي
فيبدو أن المقصود هو قطع اليد المقاتلة في الميدان بإسم الإخوان لطالما أن مناوي هو صناعة جهاز الامن والمخابرات وجبريل ينتمي للحركة الإسلامية لذلك كان القصد هو شلل التنظيم فالحركات ثمثل عصاة إستناد قوية تتوكأ عليها القيادات الإسلامية على الأرض أكثر من الكتائب الجهادية
فخطة الإقتلاع المحورية بإداة الدعم السريع تصب في صالح الخطة الدولية المتفق عليها لمكافحة الإرهاب فكلما تمسك البرهان بالإخوان فتح الميدان لحرب محورية متعددة الأطراف الخارجية
عليه ولو أن ثمة تجاهل محوري دولي يجعل الدول الحليفة والخصم للبرهان تضع يديها على عينيها بقصد أن لاترى خطرا في سيطرة الدعم السريع على المثلث، فإن الدعم السريع ستصبح خطرا اكبر على حكومة بورتسودان وعدد من الولايات الأخرى وتهدد وجود الإسلاميين ، والسخرية من هذا التمدد والإستهتار به ، قد يكون سببا في خلق واقع مأساوي جديد!!
وخطة إضعاف الحركات له أيضا دوافع سياسية خارجية بعد أن أصبحت عقبة امام حكومة كامل ادريس فالرجل فشل في تسمية حكومته بعد أن تمسكت الحركات بإتفاقية جوبا ولوحت بعدم السماح بالتفريط في مناصبها ، الأمر الذي هزم تلقائيا الخطة الإقليمية الجزئية برعاية الاتحاد الافريقي التي حاولت فرض كامل ومعه البرهان!!
فالحركات لاتجد القبول ليس عند الداعمين الاقليميين لحكومة ادريس ، ولا حتى عند الدوليين الرافضين لشرعنة الانقلاب لأنهم يروا ايضا أن الحركات كانت العقبة امام الإطاري وقبلها ايضا امام حكومة حمدوك ، لذلك خسرت الحركات المسلحة الآن رصيدها السياسي خارجيا والسيطرة على المثلث تأتي بهدف سحب رصيدها العسكري وبعدها لن يتبقى للإسلاميين إلا كتائب البراء التي لن تقوم بمقام الحركات المسلحة سيما في ميدان القتال بدارفور.
طيف أخير :
#لا_للحرب
يبدأ الحاكم البطل بإنجازاته ليصبح نجما يلتقط معه الشعب صورا تذكارية
وكامل ادريس بدأ بطولته بالسلفي ليتذكر الشعب أنه حاكم صوري بلا انجازات !!