Categories: الأعمدة

إسرائيل وايران.. كلاهما خميرة عكننة في المنطقة !

منطقة الشرق الاوسط ظلت تغلي كما المرجل منذ قيام دولة إسرائيل في اواخر اربعينيات القرن الماضي وهذا لا يعني بالضرورة انها كانت جنة الله في الارض قبل ذلك الحدث لانها كانت تحمل في ترابها وصحاريها ما سلط عليها الدول القادرة على استيلاد تلك الجينات لتصبح مطية لتبرير التواجد في حدود المنطقة وجعل دولة اسرائيل بمشروعاتها التوسعية وكيلا حصريا لحماية مصالحها الاستراتيجية الآنية والبعيدة المدى.
بيد ان انتشاء المنطقة لاحقا بنجاح الثورة الإيرانية في اواخر سبعينيات القرن الماضي لم يدم إلا قليلا في تحريك العاطفة الإسلامية حتى اسفر عن الوجه الحقيقي للمشروع الصفوي الشيعي الذي لا يقل خطورة على تماسك المنطقة عن المشروع اليهودي المتمثل في وجهه الصهيوني العنصري .
ربما يكون العداء الصهيوني حيال العرب والمسلمين بصفة عامة اكثر وضوحا من غموض النوايا الشيعية تجاه مناطق النفوذ السني في العالم الإسلامي لانه يقوم على اتباع اسلوب التقية الذي يجعل صاحبه يظهر تجاه جيرانه مالا يبطن .
وهذا ربما يدفع بكثير من العرب والمسلمين إلى توخي مبدا ان النظر الى العدو الواضح مفضل في تجنبه ولكن بحذر اكثر من ضرر التعاطي مع صديق منافق .
ولكن خلاصة القول إن كلا الدولتين تمثلان خميرة عكننة في المنطقة فاسرائيل التي لا تخفي تطلعاتها لتحطيم البنية الهيكلية المفككة اصلا في جسد العرب والمسلمين في المنطقة فإنها تشبه إلى حد كبير داء الفشل الكلوي في جسد الامة و رؤيتها للعلاج المؤلم هي الغسيل الشاق بعملية التطبيع التي تسكن الالم ولا تزيل الفشل بصورة كلية.
اما المشروع الصفوي الشيعي فإنه يمثل سرطان المعدة الذي يقتطع اجزاء من الامعاء في خمس عواصم عربية يتفاعل فيها ذلك الوجع الممض .
صحيح ان اسرائيل رغم انها استطاعت ان تخترق بعض الانظمة العربية بإقامة حالات تطبيع شائهة ولكنها دون شك فشلت دائما في كسر الحاجز النفسي للإنسان العربي والمسلم واستمالته بآية صورة من الصور.
ولكن ذلك لا يعني بالضرورة ان التعاطف العربي والإسلامي مع إيران على سبيل المثال خاصة في الازمة الحالية مع اسرائيل هو موقف نهائي مع المشروع الإيراني بصورة قاطعة بعيدة الآفاق وانما هو موقف اخلاقي مؤقت بصفة عامة ..إلا إذا استثنينا بالطبع الموقف المبدئي للجماعات الإسلامية الرديكالية التي يرتبط مصيرها بمصير النظام الإيراني كركيزة اخيرة في زاوية العالم الإسلامي بعد ان تهدمت اغلب ركائز تلك التنظيمات في اكثر من موقع .

ahmed

Recent Posts

(الشيزوفرينيا السياسية)

صباحات وطن الجمال الجديد المنشود وجمعة طيبة مباركة للجميع وعنوان المقال انا وطنيٌ لا علاقة…

ساعة واحدة ago

هل أخطأ د.عبد الله حمدوك قائد مجموعة صمود حين أصر على موقفه الداعي #لوقف الحرب العبثية حتى اغتاظت منه خارجية بورتسودان.؟

✍️ المستشار/مهيد شبارقة... في أزمنة الحرب حين تختلط الأصوات، ويعلو هدير المدافع والطائرات الحربية على…

ساعتين ago

عندما يختبرك القدر: رحلة من الظلم إلى العدالة الإلهية”

بقلم : المستشار معاوية أبوالريش "عندما تنقلب الحياة رأساً على عقب" في لحظة واحدة، قد…

ساعتين ago

الهلال السعودي يتأهل إلى دور 16 بكاس العالم للاندية رفقة ريال مدريد

📘نهاية المباراتين في كأس العالم للأندية :- 🔹ريال مدريد والهلال إلى دور الـ 16 بكأس…

ساعتين ago

مسيرات في سماء بورتسودان.. والدفاعات الجوية تتصدى

تصدت الدفاعات الجوية في بورتسودان، العاصمة الإدارية المؤقتة للسودان، لهجوم جوي محدود عبر مسيرات تم…

ساعتين ago

العثور علي مقابر جماعية جديدة في الواجهة الغربية لسجن ود مدني القومي تم دفنها بطريقة غير لائقة.

كتبت .. سمية السكوتي وتم فتح بلاغ جنائي تحت المادة 47 “أ ج ج” بالقسم…

ساعتين ago