الحركة الإسلامية السودانية تعلن رفع «راية المقــ.ـــ.ـاومة» مع ايـــران والبراء تؤيد

شهدت الساحة السياسية السودانية تباينًا واضحًا في المواقف تجاه النزاع المتصاعد بين إسرائيل وإيران، حيث اتسم موقف وزارة الخارجية السودانية بالحياد النسبي، بينما اتخذت الحركة الإسلامية – التنظيم السوداني للإخوان المسلمين – موقفًا أكثر صراحةً بدعمها الكامل لطهران.

وفي بيان مقتضب، أدانت وزارة الخارجية السودانية الهجوم على إيران، معتبرةً أنه يشكل تهديدًا للأمن والسلم الدوليين، ودعت الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف التصعيد، دون تبنّي موقف منحاز لأي طرف في النزاع.

وفي المقابل، التزم مجلس السيادة الانتقالي برئاسة الفريق عبد الفتاح البرهان الصمت، وهو ما أثار تساؤلات حول موقف الحكومة السودانية من التوترات الإقليمية.

على النقيض من الموقف الرسمي، أعلنت الحركة الإسلامية بقيادة أمينها العام، علي أحمد كرتي، تضامنها المطلق مع إيران ضد إسرائيل، مشددة على ضرورة “رفع راية المقاومة” وتأسيس “جبهة إسلامية موحدة” لمواجهة ما وصفته بـ”الطغيان الصهيوني” وفق تقرير نشرته صحيفة الشرق الاوسط .

كما دعت الحركة الهيئات الإسلامية إلى اتخاذ موقف أكثر وضوحًا ضد إسرائيل، في الوقت الذي سارع فيه عدد من النشطاء الإسلاميين إلى إعلان تأييدهم لإيران، ومن بينهم المصباح طلحة، قائد “كتائب البراء بن مالك”، الذي أبدى دعمه العلني لطهران عبر منشورات على منصات التواصل الاجتماعي.

أثار الاختلاف في المواقف بين الدوائر السياسية السودانية جدلًا واسعًا، حيث وصف البعض موقف الخارجية بأنه “متوازن”، بينما اعتبر آخرون دعم الحركة الإسلامية لإيران بمثابة “توريط سياسي” للسودان في معادلات إقليمية معقدة، لا سيما في ظل الظروف الداخلية التي تمر بها البلاد.

وفي تحليل للسياسات السودانية، أشار الناشط السياسي عزام عبد الله إلى أن موقف الخارجية السودانية كان “متوازنًا رغم لهجته الحادة”، لكنه حذر من أن الخطاب التصعيدي للحركة الإسلامية قد يؤدي إلى تداعيات سلبية على السودان في المشهد الدولي.

تعود العلاقة بين السودان وإيران إلى حقبة الثورة الإيرانية في نهاية السبعينات، حيث عزز الإسلاميون السودانيون علاقتهم بطهران بعد وصولهم إلى السلطة في 1989، مما أسفر عن تعاون وثيق في مجالات الأمن والتصنيع العسكري.

لكن بعد اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، أعاد البرهان بايعاز الحركة الاسلامية تعاونه العسكري مع إيران، حيث زودت طهران الجيش السوداني بطائرات مسيرة لدعم عملياته العسكرية كما قالت مصادر متطابقة ان الحرس الايراني يقوم بتدريب كتائب البراء الاسلامية استنساخا لما حصل في لبنان واليمن .

ولفت الفاضل إلى أن النهج الذي اتبعه الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني والقائد العام للجيش، من خلال تحالفه مع الإسلاميين وتوقيعه اتفاقيات مع إيران وروسيا للسيطرة على البحر الأحمر، قد أوقعه في مرمى نيران الولايات المتحدة. هذه التحالفات، بحسب الفاضل، قد تكون قد أثارت ردود فعل سلبية من القوى الكبرى، مما أدى إلى تصعيد الهجمات على بورتسودان.

كما أكد الفاضل أن الهجوم على بورتسودان جاء من الخارج، مشيراً إلى أن الهدف كان استهداف مجموعة من الخبراء الإيرانيين المتواجدين في المدينة. هذا التصريح يعكس القلق المتزايد من التدخلات الخارجية في الشأن السوداني، ويعزز من فرضية أن الصراعات الإقليمية قد تلقي بظلالها على الأمن والاستقرار في البلاد.

مع تصاعد الأزمة بين إسرائيل وإيران، يواجه السودان موقفًا دبلوماسيًا معقدًا، إذ أن الحكومة المؤقتة بقيادة البرهان لديها علاقات وثيقة مع إسرائيل، بينما تعتمد في تسليحها على الدعم الإيراني، في وقت تتبنى فيه التيارات الإسلامية خطابًا صريحًا في دعم طهران.