احتجاجات شعبية في نيالا تطالب بإخراج المليشيات وسط تصدعات داخلية وخلافات حادة

شهدت مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، مساء أمس، احتجاجات واسعة في عدد من أحيائها، شملت الكجير، النهضة، والوادي، حيث خرج المواطنون إلى الشوارع مطالبين بإخراج قوات المليشيا المسلحة من داخل الأحياء السكنية، بعد سلسلة من الانتهاكات وأعمال العنف التي طالت الأهالي خلال الأيام الماضية.

ووفق شهود عيان، تركزت الاحتجاجات في تلك الأحياء بعد تصاعد عمليات النهب والسلب، وارتكاب جرائم قتل وترويع في حق المدنيين العزل، فضلاً عن إغلاق المحال التجارية، وتوقف مظاهر الحياة بشكل شبه كامل في هذه المناطق.

المحتجون نددوا بحالة الانفلات الأمني، محملين المليشيات المسؤولية عن الفوضى الأمنية، مطالبين السلطات المحلية والمنظمات الحقوقية بالتدخل العاجل لحماية السكان، وتأمين الأحياء، وضمان عودة الحياة الطبيعية.

خلافات حادة داخل المليشيات

وبحسب مصادر مطلعة، فإن هذه الأحداث لم تأتِ من فراغ، وإنما تعكس حالة من التصدع الداخلي الذي باتت تعاني منه المليشيات المنتشرة في المدينة. إذ تشهد هذه القوات خلافات حادة بين قياداتها وعناصرها، ما أضعف السيطرة المركزية على الأفراد، وفتح الباب أمام تفشي الانتهاكات الفردية والجماعية.

وتفيد ذات المصادر بأن الخلافات داخل المليشيات تدور حول تقاسم النفوذ والغنائم، بالإضافة إلى صراع على مراكز القرار الميداني، في ظل غياب قيادة موحدة ومتماسكة. هذا التصدع انعكس مباشرة على الأوضاع الأمنية، وتسبب في انفلات خطير، أصبح يدفع ثمنه المواطنون الأبرياء.

تحليل المشهد

يأتي هذا التصعيد في وقت يشهد فيه الإقليم هشاشة أمنية معقدة، جعلت من دارفور بيئة خصبة لتحركات مليشيات الدعم  السريع  غير المنضبطة. ويرى مراقبون أن استمرار هذه الانفلاتات المسلحة دون رادع من شأنه أن يزيد من معاناة السكان المدنيين، ويدخل المدينة في موجة جديدة من العنف وعدم الاستقرار.

كما يُعدّ خروج الاحتجاجات الشعبية، خاصة في أحياء ذات كثافة سكانية كبيرة مثل الكجير والنهضة والوادي، مؤشرًا واضحًا على تصاعد حالة الغضب الشعبي، وعدم رضا الأهالي عن الأوضاع الأمنية الراهنة.

ويرجح محللون أن استمرار حالة التصدع والانقسامات داخل المليشيات سيؤدي إلى مزيد من التوترات الميدانية، وربما يصعّد من وتيرة العنف، ما لم يتم التدخل لوقف تلك الانتهاكات، وإعادة ضبط الأوضاع الأمنية في المدينة.

خاتمة

تبقى الأوضاع في نيالا مرشحة لمزيد من التعقيد في ظل  وجود مليشيا الدعم السريع ومن الصعب احتواء ذلك مع تواجد  المليشيات المسلحة، داخل  الأحياء السكنية، حيث تشكل مهددا  للأرواح والممتلكات وبالتالي يصعب عودة  مظاهر الحياة الطبيعية داخل المدينة