#image_title
الحرب الكبرى التي تعيد تشكيل الهامش تشتعل منطقة الشرق الأوسط بنيران صراع بات أقرب إلى المواجهة المفتوحة بين إيران وإسرائيل يمتد من لبنان إلى غزة ومن مضيق هرمز إلى البحر الأحمر ولا تستثنى منه العواصم العربية الهشة خاصة السودان الذي يخوض حربا داخلية طاحنة منذ أبريل 2023
لكن ما يلفت الانتباه اليوم هو كيف باتت تداعيات الحرب الإيرانية الإسرائيلية تلقي بظلالها على الصراع السوداني وخصوصا على التوازنات بين القوى المتصارعة داخليًا وعلى رأسها تنظيم الإخوان المسلمين الذي يحاول استغلال تحولات الإقليم للعودة من بوابة /العدو المشترك:
#أولًا: خريطة الصراع الإيراني الإسرائيلي وتأثيراتها الغامضة:
لا يمكن قراءة الحرب بين إيران وإسرائيل بمعزل عن طموحات كل طرف في إعادة رسم الخريطة الإقليمية فإيران تسعى لتوسيع نطاق نفوذها عبر وكلاء محليين وفصائل عقائدية تمتد من العراق حتى اليمن وإسرائيل بالمقابل تنظر لأي تمدد إيراني على أنه تهديد وجودي لذا تسعى إلى تحجيمه سياسيا وعسكريا وفي هذا السياق تبرز دول /الهامش المنهك (كالسودان) كساحات صراع جانبية إذ بات السودان نقطة تقاطع نفوذ لا بكونه لاعبا بل بكونه اصبح ساحة مفتوحة أمام اللاعبين..!!
#ثانيًا: السودان بين مطرقة الداخل وسندان الخارج:
١/الحرب السودانية: من الواضح ان هنالك هشاشة تجعل البلاد قابلة للاختراق فبين الجيش بقيادة البرهان والدعم السريع بقيادة حميدتي لا يظهر أن هناك طرفا قادرا على الحسم وتزداد خطورة الموقف مع تفكك المؤسسات وتعدد الولاءات داخل الأجهزة ما يجعل السودان سهل الانقياد لتأثيرات الخارج.
٢/مؤشرات الاختراق الإيراني والإسرائيلي للسودان:
فإيران شهدت الشهور الأخيرة مؤشرات على عودة العلاقات بين الجيش السوداني وطهران ومنها زيارات دبلوماسية وأحاديث عن توريدات لطائرات مسيّرة
وإسرائيل لها علاقات أمنية قديمة منذ عهد البشير واهتمت سابقا بمنع تهريب الأسلحة عبر شرق السودان إلى غزة وهي تراقب باهتمام تطورات البحر الأحمر ومدينة بورتسودان حيث مقر الحكومة السودانية المؤقت.
#ثالثًا: تنظيم الإخوان السوداني هل يجد فرصة للعودة…؟
في خضم هذا التصعيد يطرح السؤال المؤرق:
هل يمنح تراجع النفوذ الإيراني في المنطقة خاصة إذا اشتدت الضربات الإسرائيلية فرصة جديدة للإخوان المسلمين للعودة إلى السودان…؟
١/علاقة الإخوان بإيران هل هو تحالف تكتيكي أم عداء عقائدي..؟
فبرغم اختلاف المنهجين العقائديين إلا أن جماعة الإخوان المسلمين كثيرا ما دخلوا في تحالفات تكتيكية مع إيران ضد ما تعتبره عدوًا مشتركًا متمثلًا في الأنظمة القومية والعسكرية وفي السودان لعبت إيران دورا داعما لنظام المخلوع الإخواني لسنوات خاصة في المجالين الأمني والعسكري.
٢/الضربات التي تلقاها حلفهم الإيراني.. فرصة للتموضع…؟
فمع تصاعد الضغط على إيران خاصة في سوريا والعراق ولبنان قد تسعى جماعة الإخوان في السودان لإعادة تموضعها في المشهد مستفيدة من:
=الفراغ السياسي داخل مؤسسات الدولة.
=تآكل الثقة في الدعم السريع والجيش على حد سواء.
=رغبة بعض العواصم الإقليمية في دعم طرف ثالث يوازن الميدان.
٣/تقارير وتحركات تثير القلق:
حيث نشرت جهات رقابية سودانية تقارير تتحدث عن:
=نشاط كثيف لخلايا إخوانية في بورتسودان.
=محاولات اختراق أجهزة الدولة مجددا تحت لافتات /مبادرات مدنية أو حكومة كفاءات.
= تمويل خفي بدأ يرصد وتسهيلات محتملة من بعض التيارات الإسلامية الخليجية المتخوفة من المد الإيراني.
#رابعًا: شهادات وتحليلات سياسية حول الصراع المعقد
#يقول محلل سياسي سوداني د/الرشيد محمد خليل:
(الصراع بين إيران وإسرائيل ليس بعيدا عن السودان فالضربات التي تلقاها وكلاء إيران في الإقليم تضعف حلفاء الجيش وتفتح بابا للإخوان للزحف مجددا عبر نوافذ الأزمة).
#تقول صحفية متخصصة في الشأن السوداني /نجلاء إبراهيم:
(ما يحدث اليوم هو إعادة توزيع النفوذ والفراغ الكبير الذي تركته الحرب يملؤه كل من يستطيع..من يحمل بندقية أو خطابا دينيًا أو دعمًا إقليميا).
#ويقول خبير أمني من الأمم المتحدة /توماس جريف:
(السودان هش للغاية وإذا سقطت إيران في جبهة الإقليم فالإخوان في السودان قد يتحركون من دون مظلة دولية ما يجعل تحركهم أقل تكلفة وأكثر فعالية)
#خامسًا: تقاطع الجبهات. السودان كساحة صدى لا صوت:
من المهم أن ندرك أن السودان في ظل هذه الظروف لا يملك قراره السيادي كاملا:
فالجيش مقيد بتحالفاته الإقليمية والدعم السريع يخوض معركة بقاء
زالنخبة المدنية ضعيفة ومنقسمة وهذا ما يجعله بيئة خصبة لإعادة انتشار التنظيمات القديمة كالإخوان خاصة مع عودة بعض رموز النظام السابق إلى دوائر القرار الأمني والإداري في الشرق والشمال.
#خاتمة: من يحكم الفراغ..؟
إن استمرار التصعيد بين إيران وإسرائيل لن يكون بلا تأثير على السودان بل سيعيد ترتيب الأوراق على النحو التالي:
١/تقلص حلفاء طهران قد يضعف الجيش إن اعتمد عليهم.
٢/الدعم السريع سيواجه حصارًا سياسيًا دوليًا متزايدًا.
٣/الإخوان قد يجدون نافذة لاستغلال الفراغ تحت غطاء /المدنيّة الإسلامية أو /التقوى الثورية لكن ما لم يتحقق هو وجود مشروع وطني حقيقي يوحد السودانيين على قاعدة الوطن لا المحاور فستظل البلاد رهينة للعبة أمم لا ترحم وتنظيمات لا تؤمن بالديمقراطية إلا حين تحس الخطر..!!
أسرة صحيفة " أمدر تايمز " ورئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير الاستاذ أسامة صالح والمدير…
أكد الصادق علي النور، الناطق الرسمي باسم حركة جيش تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي،…
كشف الناطق الرسمي باسم قوات الشرطة، العميد فتح الرحمن محمد التوم، عن تجميع 454 مركبة…
في عام 2005، كان الزمان يحمل في طياته رائحة التغيير.. رائحة الفترة الانتقالية التي تشبه…
صباحات وطن الجمال الجديد المنشود وجمعة طيبة مباركة للجميع وعنوان المقال انا وطنيٌ لا علاقة…
✍️ المستشار/مهيد شبارقة... في أزمنة الحرب حين تختلط الأصوات، ويعلو هدير المدافع والطائرات الحربية على…