حكومة ولاية الخرطوم تركت كل تشوهات الحرب وماخلفته من دمار، وترى أن بيع المياه والمشروبات يشوه الشوارع الرئيسية في الخرطوم،

“العاصمة المشوهة” كلها بفعل الحرب!!
أطياف – صباح محمد الحسن :
فوق الأنقاض !!
طيف أول :
وحتى الحبل المتين آنذاك
لم ندرك قيمته
حتى أصبح خيطا رفيعا
تواجه حباته الشتات
وبؤس المصير!!
وفي ظل مايعانيه المواطن السوداني بعد عودته للخرطوم إستجابة لدعوة ( العودة الي الموت) التي تبنتها الحكومة فاقدة البصر والبصيرة، والتي تتوكأ على عصا الإعلام الكيزاني المضلل.
وبعد مواجهة المواطن لواقع كارثي ترجمته المعاناة التي عاشها بعد رجوعه من إنعدام تام للخدمات وتدهور في المرافق الصحية وهجمة الأمراض الخطيرة عليه، والتي قتلت منه العشرات بسبب شرب المياه الملوثة والبيئة غير الصحية ونقص الدواء والعيش في ظروف معيشية قاهرة بسبب إرتفاع الأسعار وانعدام السلع ،
في ظل هذه المعاناة التي تقع على عاتقه
وجد المواطن نفسه ينتظر حكومة تناقش قضايا إصرافية ، وتجهل معاناته التي يعيشها
فأجهزة الإعلام بالأمس نشرت خبرا لإجتماع حكومة والي الخرطوم احمد عثمان حمزة مع المديرين العامين للوزارات
ناقش الاجتماع (تنظيم مهنة بيع المشروبات الساخنة والباردة والمعالجات والبدائل المطروحة للوضع الراهن) الذي تعتبره حكومة حمزة أنه أدى إلى انتشار هذه المهنة بشكل عشوائي مما تسبب في تشوهات كبيرة طالت الشوارع الرئيسية والساحات العامة)!!
وقرأت الخبر مرتين هل هذه حكومة السودان ام حكومة فنلندا بإعتبارها الدولة الأكثر سعادة ورفاهية في العالم، لأنه لايمكن أن تكون هذه هي حكومة ولاية الخرطوم التي تركت كل تشوهات الحرب وماخلفته من دمار، وترى أن بيع المياه والمشروبات يشوه الشوارع الرئيسية في الخرطوم!!
“العاصمة المشوهة” بفعل الحرب، التي قضت على كل الجمال في الخرطوم وحولتها الي أوكار تفوح منها رائحة الموت!!
فالحكومة التي لم تسطع أن تعيد العاصمة لسيرتها الأولى ولم تجلب أتيام متخصصة في تهيئة البيئة العامة للعيش في الخرطوم ، ولم تقم حتى الآن بنقل الجثث من المنازل والمباني وتعقيمها، ولم “تتعب” نفسها في إعادة تأهيل شبكة المياه حتى يستطيع المواطن أن يكف عن شراء مياه “البرميل”، او تجعله يغتبط من مشقة البحث عن المياه وجلبها من مناطق بعيدة
ولم تبحث قرار عودة المدارس الكيفية والحلول وازاحة العقبات
ولم تجتمع للأطمئنان على المواطن الذي دخل بيته وفقد جميع ممتلكاته ووظيفته ومصدر دخله، أن كيف له أن يواجه صعوبات الحياة وهو لايملك مايكفيه لقوت يومه
والوالي في إجتماعه يبدو أنه اراد أن يغطي على نية حكومته بدء حملات جديدة لمطاردة بائعات الشاي وغيرهن من اصحاب المهن البسيطة ليجدد “العداء القديم” بين الحكومة الكيزانية وأصحاب هذه المهن ، وقال إن حكومة الولاية واهتمامها بشريحة النساء العاملات في بيع المشروبات الساخنة والباردة، تعلم الظروف التي دفعتهن لممارسة هذه المهنة مشيراً إلى أهمية مساهمة البائعات في تنظيم مدن الولاية والحد من الظواهر السالبة).
ولو ارادت الحكومة أن تتحدث عن العاصمة الخرطوم فهل يبدأ تنظيمها من هنا!!
وأين هي العاصمة النموذجية التي يخشى الوالي على شوارعها الرئيسة من التشوهات بسبب بائعات الشاي اللائي يبحثن الآن عن مصدر رزق فوق الأنقاض،
مع انعدام مصدر دخل الآن ، فالعاصمة المشوهة بسبب دمار البينة التحتيه والمباني المنهارة والمحروقة و (المشلعة) بشكلها الراهن هي في ذاتها صورة مشوهة تحتاج اولا لإعادة بنيان وترميم ورصف لشوارعها ونظافتها وإنارتها ، ومن ثم يخصص اماكن بعينها لإصحاب هذه المهن، وماهو البدليل ام انه قرار للمنع وإغلاق لباب الرزق دون أن تقوم الحكومة بتوفير خيارات بديلة!!
لذلك يجب أن يوقف الوالي حملته ضد النساء اللائي يعملن في هذه الظروف حتى يتمكّنَ من شراء الخبز والمياه والدواء
وليتفرغ الوالي وحكومته لتوفير ابسط مقومات الحياة للمواطن في الخرطوم
فيبدو ان إجتماعات والي الخرطوم الغرض منها ارسال رسالة للمواطنين أن دعوة الحكومة لهم بالعودة هي دعوة منطقية، ولكن يفوت علي الوالي أن من غير المنطقي أن يصدر قرارات لم يحن زمانها بعد
فالرجل قبل اسبوع واحد فقط اجتمع مع حكومته ليناقش ترتيبات تنفيذ قرار إنهاء الإجازة المفتوحة للعاملين ومباشرة العمل الأحد المقبل،
والآن يجتمع لملاحقة ومطاردة اصحاب المهن البسيطة لأنه يرى أن وجودهم يشوه العاصمة !!
طيف اخير :
#لا_للحرب
الأمين السياسي لحركة العدل والمساواة :
( التلويح بالحرب كأداة لإلغاء اتفاق وقّعته الدولة طوعاً، دعوة خطيرة لهدم ما تبقّى من الإستقرار، ولا يُسهم في بناء الدولة بل يعيد إنتاج الأزمة).
وهذا ايضا.. تصريح أم تلويح!!