Categories: الأعمدة

عثمان ميرغني يكتب : الوضع في السودان لا يحتمل التجريب ولا التقاعس ولا سريع بالخطى المعتادة

عثمان ميرغني يكتب : الوضع في السودان لا يحتمل التجريب ولا التقاعس ولا سريع بالخطى المعتادة.. فالبلاد حقيقة تحتضر من كل النواحي.. وتتطلب الأسلوب ذاته التي يتبعه أطباء الطواريء في المستشفيات عندما تصل إليه حالة طارئة لا تحتمل الانتظار.. وتمثل الثواني قرارا بالحياة او الموت..
والعجلة هنا لا تعني المخاطرة بالقرارات المستعجلة.. بل السير بالتوازي في كل المسارات في الوقت ذاته.. فالدولة ليست مثل البشر ان عملت عملا انشغلت به عن الأعمال الآخرى.. بل هي كمبيوتر عملاق قادر على انجاز آلاف الأعمال في الوقت ذاته..
الآن السودان في انتظار المشاورات التي يجريها السيد رئيس الوزراء د. كامل ادريس لتشكيل حكومته.. وهي نقطة بداية لابد منها لاستكمال المؤسسة التنفيذية الاولى في البلاد.. و لكن في تقديري من الممكن أن تمضي اعمال أخرى بصورة موازية دون ان تتأثر باعلان الحكومة.
على سبيل المثال.. خلال الأيام الماضية ظهرت أصوات كثيرة تتحدث عن مشروع الجزيرة ومستقبله في ظل ما تعرض له.. وما ينتظر منه..
و دون التسرع في طرح رؤية قبل تشكيل الحكومة كان الأوفق تكوين فريق عمل رفيع المستوى والخبرات لتقديم دراسة مبدئية مبنية على استقراء ميداني حقيقي لطموحات أبناء الجزيرة.. حتى يمكن ان تستصحب في اصدار سياسات أو قرارات حول المشروع بعد تشكيل الحكومة..
وفي تقدير يحتاج هنا د. كامل ادريس لقدر كبير من “الاختراق” لمنظومة التفكير وصناعة القرار التي ظلت تكرس الفشل في كثير من مرافق الدولة.. وذلك بتيني حلول خارج الصندوق تستفيد من المتغيرات في العالم والتكنلوجيا والاستثمار.
شروع الجزيرة الذي بلغ هذا العام عمره المئوي مارست فيه الحكومات المتعاقبةأسوأ ضروب الاهمال والفساد و الاستهتار.. ولا يجب النظر إليه بمنهج التفكير الحكومي التقليدي القديم.. بل بمعايير المشروعات الحديثة اليوم وما يجب أن تكون عليه..
مطلوب قفزة هائلة في مشروع الجزيرة ليس للخروج به من دوائر الفشل إلى آفاق النجاح فحسب، بل ليكون ملهما لكثير من المشروعات المتعثرة في بلادنا.. و يصبح المشروع الرائد الذي يتعلم منه السودانيون كيف يصنع النجاح الباهر من كنف الفشل المزمن.
هذا مجرد مثال واحد لأعمال كثيرة لا يجب أن تتظر تشكيل الحكومة.. و يمكنني طرح عشرات الأمثلة الأخرى التي تدلل على امكانية أن تتحرك البلاد في مسارات متوازية تلتقي كلها في الأهداف العليا المرسومة.
ليتنا لا نربط مصيرنا بـ”التشكيلة”، فالوقت ليس به سعة الانتظار.

ahmed

Recent Posts

مسيرات في سماء بورتسودان.. والدفاعات الجوية تتصدى

تصدت الدفاعات الجوية في بورتسودان، العاصمة الإدارية المؤقتة للسودان، لهجوم جوي محدود عبر مسيرات تم…

5 دقائق ago

العثور علي مقابر جماعية جديدة في الواجهة الغربية لسجن ود مدني القومي تم دفنها بطريقة غير لائقة.

كتبت .. سمية السكوتي وتم فتح بلاغ جنائي تحت المادة 47 “أ ج ج” بالقسم…

10 دقائق ago

الدكتور حمدوك بين مافيا السياسة وتضارب المصالح

حمدوك في ندوة جوهانسبورغ : هناك محاولات متعمدة لشيطنة الإمارات في السودان وأنا متواجد في…

13 دقيقة ago

جمعية الهلال الأحمر السوداني فرع الولاية الشمالية : صدقة الجمعة للاطعام .. مبادرة (قدرة خير)

محلية مروي التاريخ 27 / 6 / 2025 #صدقة للاطعام # مبادرة (قدرة خير) صدقة…

17 دقيقة ago

الشرطة تداهم مواقع بيع المواد البترولية في السوق السوداء وتوقف 11 من معتادي الاجرام

كتبت .. لبني الصديق نظمت شرطة محلية جبل اولياء حملة امنية كبري في اطار جهود…

26 دقيقة ago

رئيس الوزراء يامر بخفض الرسوم الجمركية علي السلع ومراجعة نسب القبول بالجامعات والرسوم الدراسية

أصدر رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس، قراراً بخفض أسعار السلع الأساسية الاستهلاكية وخفض الرسوم الجمركية…

29 دقيقة ago