المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة يحذر من التطورات الجديدة في دارفور وكردفان

جنيف – عبّر المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، عن “قلق بالغ” إزاء تصاعد الأعمال العدائية والانتهاكات الخطيرة التي تطال المدنيين في السودان، لا سيما في ولايتي شمال دارفور وكردفان، وسط أزمة إنسانية متفاقمة منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع.

وفي بيان رسمي صدر الجمعة 20 يونيو 2025، وصف تورك تطورات النزاع بأنها تمثل “صراعاً وحشياً ومميتاً”، مشيراً إلى أن تقارير موثوقة وثّقت وقوع قتلى مدنيين، وعنف جنسي، وحالات اختطاف، ونهب واسع النطاق، بالإضافة إلى تجنيد أطفال في مناطق النزاع.

قال تورك إن مخيمات النازحين في محيط مدينة الفاشر تعرّضت لهجوم جديد يوم الإثنين الماضي من قبل قوات الدعم السريع، بعد حصار دام أكثر من عام، في تصعيد يعيد إلى الأذهان الهجوم الدموي على مخيم زمزم في أبريل الماضي، والذي أسفر عن مقتل المئات وارتكاب “انتهاكات واسعة النطاق”، بحسب ما جاء في البيان.

وأضاف أن التقارير الميدانية بين 10 و13 أبريل أفادت بمقتل أكثر من 400 مدني في الفاشر، من بينهم عمال إغاثة ومتطوعون.

في ولاية جنوب كردفان، حذّر تورك من تداعيات المعارك في مدينة الدبيبات، التي تعيش أوضاعاً خانقة بسبب حصار آلاف المدنيين، فيما تشهد مدينة الأبيض في شمال كردفان وضعاً أمنياً حرجاً في ظل استمرار الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع، والتي توعّدت بشن هجوم وشيك على المدينة.

وجّه المفوض السامي نداءً صريحاً قال فيه: “نعلم إلى أين سيؤدي مزيد من التصعيد… لقد شهد العالم فظائع لا توصف في السودان، ويجب حماية المدنيين مهما كلف الأمر.” وطالب جميع الأطراف بضرورة السماح الفوري بخروج المدنيين المحاصرين، والامتناع التام عن استهداف الأهداف المدنية، ووقف العمليات القتالية دون شروط مسبقة.

دعا تورك المجتمع الدولي إلى استخدام نفوذه السياسي للضغط على أطراف النزاع من أجل التوصل إلى حل سياسي دائم، وضمان التزامهم الكامل بالقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان، في وقت يتواصل فيه النزوح الجماعي بوتيرة غير مسبوقة.

ومنذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، بات السودان مسرحاً لـ أكبر أزمة نزوح في العالم حالياً، حيث تجاوز عدد النازحين 12 مليون شخص، غالبيتهم من النساء والأطفال، في ظل انهيار شبه كامل للخدمات الأساسية والأنظمة الصحية.

وتستمر المعارك في إقليم دارفور وكردفان، مع محاولة قوات الدعم السريع التقدم نحو مناطق خاضعة للجيش بعد انسحابها من العاصمة الخرطوم ومناطق الوسط، في وقت تُحذر فيه الأمم المتحدة من أن البلاد تقترب من نقطة انهيار شامل ما لم يُكبح التصعيد العسكري وتُفعَّل الاستجابة الإنسانية العاجلة.