#image_title
✍🏻المستشار/مهيد شبارقة
#اولا: وسط اعمدة دخان الحرب المستعرة في السودان وبقلب مشهد معقد تتقاطع فيه المصالح العسكرية و الأمنية والقبلية بدأ يطفو على السطح ملف مسكوت عنه الاوهو
((التشويه المتعمد والمتصاعد لعدد من القيادة المشتركة المتعاونين مع الجيش في معاركه ضد مليشيا الدعم السريع)) فجأة وبعد شهور من الإشادة بدورهم الميداني والإعلامي بدأت حملات تحريض واتهامات مبطّنة وتسريبات تقلل من شأنهم بل وتشكك في ولائهم.
#فهل هي لحظة مكاشفة حقيقية أم صراع مراكز نفوذ داخل الدولة العميقة..؟
فالتساؤلات تتصاعد وتفوح من خلفها رائحة التصفية السياسية أكثر مما هي مراجعة عسكرية موضوعية.
والسؤال الجوهري: لماذا الآن تحديدا؟ ولمصلحة من..؟
وما هي القيادات المشتركة..؟ وكيف نشأت…؟
فالمقصود بها هنا هو مجموعة من القيادات العسكرية والأمنية (غالبيتهم من الرتب المتوسطة والعليا) الذين شكلوا منذ بداية الحرب نواة تنسيقية غير رسمية تدير أو تساهم في إدارة المعارك المشتركة بين الجيش السوداني ومكونات حليفة من الحركات المسلحة أو كتائب الدعم الأهلي خارج الأطر التقليدية للجيش النظامي فبعضهم تم تسميته لاحقا كمستشارين عسكريين أو نسب إليهم نفوذ مؤثر في التخطيط للعمليات خاصة في الولايات الغربية والشمالية.
#ثانيا: صعود سريع وتضخم نفوذ..؟؟
فمنذ بداية الحرب تم التعامل مع هؤلاء الضباط كأبطال ميدانيين خاصة في ظل انكسار خطوط الدعم السريع في بعض الجبهات ومع الوقت بدأت أسماؤهم تتردد في الإعلام الرسمي ووسائل التواصل بل وداخل بعض دوائر القرار أُعطوا امتيازات واضحة: عربات حماية وربما صلاحيات غير أن هذا الصعود السريع أزعج جهات في القيادة العسكرية العليا وبدأ للبعض أنه يخلق مراكز قوة موازية قد تخرج عن السيطرة أو تطمح لأدوار سياسية مستقبلاً.
#ثالثا: تشويه منظم… وتشكيك في الولاء:
خلال الأسابيع الماضية بدأ نمط ثابت من التسريبات والأخبار المغرضة التي تستهدف شخصيات بعينها من هذه القيادة المشتركة فتارة اتهامات بتجاوز صلاحياتهم وتلميحات بعلاقات مشبوهة مع أطراف قبلية وتهكم إعلامي غير مباشر يقلل من إنجازاتهم والأخطر أن بعضها يأتي من صفحات محسوبة على قيادات الجيش نفسه أو من مقربين من مراكز نفوذ داخل النظام.
#رابعا: تحليل سياسي بين خيارين لا ثالث لهما:
١/الإقصاء من المشهد نهائيا: فبعض المحللين يرون أن ما يجري هو إعادة تموضع للقيادة العسكرية التقليدية التي بدأت تشعر أن هؤلاء الضباط باتوا يمتلكون نفوذا شعبيا وعسكريا قد يربك شكل القيادة بعد الحرب أو يعطل مشاريع إعادة الهيكلة القادمة وبالتالي يجري قصفهم معنويا قبل أن يصبحوا عبئا سياسيا وعسكريا.
٢/تقليص الامتيازات وموازنة الولاءات:في المقابل يعتقد آخرون أن القيادة العليا لا تنوي إقصاء هؤلاء نهائيا لكنها تريد إرسال رسالة مفادها: (أنتم لستم فوق الدولة وكل امتياز قابل للمراجعة) خصوصا مع تزايد التقارير عن اختلالات في تسليم المعدات أو سوء توزيع الموارد.
#خامسا: هل هناك بعد قبلي أو جهوي خلف هذا التشويه..؟
لا يمكن إغفال أن بعض قادة القيادة المشتركة ينحدرون من مناطق هامشية أو خارج المركز التقليدي للقرار العسكري وقد شكّل صعودهم قلقا لمراكز نفوذ تنتمي للمؤسسة العسكرية التاريخية ذات البعد الجهوي المعروف وفي دولة يعاد فيها إنتاج السلطة بشكل غير عادل قد يكون التشويه مجرد سلاح لتقويض تمثيل الهامش داخل الجسم العسكري الجديد.
#سادسا: تأثير التشويه على المعركة نفسها:
خطورة ما يحدث أن هذه الحملات قد تضرب تماسك الجيش من الداخل وتخلق شروخا في التحالفات التي بنيت بصعوبة والأخطر أنها ترسل رسالة سلبية للمقاتلين في الميدان:
(أن من يضحي اليوم قد ينسف غدا بكذبة أو تسريب)
#سابعا: هل نحن أمام إعادة هيكلة مبكرة للمشهد العسكري…؟
ربما فالقيادة العسكرية تدرك أن نهاية الحرب عاجلًا أو آجلًا ستفرز واقعا جديدا يتطلب إعادة توزيع النفوذ ومن يتحكم في سردية الحرب اليوم قد يتحكم في مخرجات السلام غدا ولعل هذه المعركة على السمعة ليست سوى بروفة باكرة لمعارك الكواليس القادمة.
#خاتمة:
السؤال لم يعد: لماذا يشوه هؤلاء؟ بل أصبح: من القادم على قائمة الاستهداف..؟
في المشهد السوداني المتداخل لا يكافأ بالضرورة من قاتل ولا يصفى من خانه وإنما يتم الإقصاء وفق ميزان قلق السلطة من التوازنات… لا ميزان الإنصاف وفي ظل غياب الشفافية كل شيء مباح من الفداء إلى الإلغاء مرورا بالتشويه.
صباحات وطن الجمال الجديد المنشود وجمعة طيبة مباركة للجميع وعنوان المقال انا وطنيٌ لا علاقة…
✍️ المستشار/مهيد شبارقة... في أزمنة الحرب حين تختلط الأصوات، ويعلو هدير المدافع والطائرات الحربية على…
بقلم : المستشار معاوية أبوالريش "عندما تنقلب الحياة رأساً على عقب" في لحظة واحدة، قد…
📘نهاية المباراتين في كأس العالم للأندية :- 🔹ريال مدريد والهلال إلى دور الـ 16 بكأس…
تصدت الدفاعات الجوية في بورتسودان، العاصمة الإدارية المؤقتة للسودان، لهجوم جوي محدود عبر مسيرات تم…
كتبت .. سمية السكوتي وتم فتح بلاغ جنائي تحت المادة 47 “أ ج ج” بالقسم…