عثمان فضل الله
إن جاز لي أن أقول شيئا
في ساعة صفر الدوحة، التي هزت الأرض تحت أكبر القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط.
وطارت الاخبار في الفضاء حاملة معلومات مثيرة هي ( قاعدة “العديد” في قطر تتعرض لقصف إيراني “ردًا” على استهداف منشآت نووية داخل إيران) . العنوان بدا صادمًا: طهران تضرب واشنطن، في قلب الدوحة.
لكنَّ من قرأ المشهد خارج عناوين الأخبار، سيجد نفسه أمام فصلٍ آخر من فصول “التنسيق تحت الطاولة”، حيث تُدار المعارك كأنها عروض رمزية، وتُطلق التصريحات كأنها بيانات مسرحية، تبدأ من طهران ولا تنتهي في الديوان الأميري القطري.
منذ 27 يوليو 1995، حين اعتلى الشيخ حمد بن خليفة _الامير الوالد كما يسمونه _ العرش في انقلاب هادئ، تبنّت الدوحة وظيفة استراتيجية خفية هي أن تكون الأرض التي تمر عبرها الرسائل الساخنة بين المتخاصمين. ومنذ ذلك التاريخ، لم تتوقف قطر عن أداء هذا الدور، بين واشنطن وطالبان، بين حماس والغرب، بين إيران وإسرائيل، والآن — بين طهران وقواعد واشنطن.
لم تكن قاعدة “العديد” يومًا موقعًا عسكريًا بحتًا، بل كانت — وظلت — منصة سياسات خارجية مقنّعة. ولذلك، حين قررت إيران الرد على الهجمات التي استهدفت منشآتها النووية، لم تبحث عن نقطة تفجير، بل عن نقطة توازن. وكانت “العديد” الخيار المثالي: قاعدة أمريكية، فوق أرض حليف للإيرانيين، وتحت سقف تفاهمات قابلة للتمدد.
خلافًا لما قد يبدو ردًا غاضبًا، صدرت ثلاثة بيانات قطرية متتالية — من الديوان الأميري، ووزارة الدفاع، ووزارة الخارجية — تندد بالقصف وتؤكد “الاحتفاظ بحق الرد”. هذه البيانات بدت للبعض وكأنها كسر للنمط القطري التقليدي الذي يتسم بالصمت في اللحظات الحرجة.
لكن، في سياق المسرحية التي تم نسجها بعناية بين طهران وواشنطن والدوحة، فإن هذه التصريحات لم تكن أكثر من بهارات سيادية، تُمكّن قطر من الظهور بمظهر الدولة الغاضبة التي لم تكن على علم مسبق، بينما يعرف الجميع — بمن فيهم صانعو القرار القطريون — أن كل شيء جرى بترتيب مدروس، يوازن بين غضب طهران، وحاجة واشنطن لضبط التصعيد، ورغبة الدوحة في استمرار دورها كأرض آمنة للتمثيل المعقّد.
فلو كانت قطر غاضبة فعلاً، لأغلقت الباب تماما أمام طهران أو استدعت السفير الإيراني وطلبت منه المغادرة . لكنها بدلاً من ذلك، اكتفت بالتصريحات حتى وإن حدث ذلك فسيكون مزيدا من المحدقات، وأبقت الباب مواربًا، كما تفعل دائمًا.
إيران لم تكن تبحث عن هدف يوجع واشنطن، بل عن هدف يرسل رسالة دون فتح حرب. قاعدة العديد تقدم هذا التوازن الدقيق
بعيدة عن الرياض وأبوظبي والمنامة: حيث الرد سيولّد حريقًا إقليميًا واسع النطاق.
كان يمكن لطهران أن تضرب قواعد في دول أخرى، لكنها اختارت الأرض الوحيدة التي تسمح بضربة محسوبة، داخل لعبة محسوبة، بتنسيق محسوب.
حين تضرب إيران قاعدة أمريكية دون سقوط ضحايا، وتصدر قطر بيانات “سيادية” غاضبة لا تتبعها أي إجراءات، وتلتزم واشنطن الصمت، نكون أمام واحدة من أعقد عمليات إدارة التصعيد عبر الوكلاء والوسطاء.
النص تمت كتابته في أروقة أجهزة متعددة، من طهران إلى الدوحة إلى غرف البنتاغون. كل طرف يعرف حدود حركته، وكل طرف يُمنح مساحة مسرحية للظهور بمظهر الغاضب أو الحازم أو المدافع عن السيادة. لكن ما جرى في الحقيقة ليس إلا فصلًا آخر من فصول الحروب المتفق عليها
ستبقى قطر، رغم الضربة، هي الأرض التي يمكن أن يلتقي فيها الأضداد. التصريحات الغاضبة لا تعني فقدان الثقة، بل تُستخدم هذه المرة لتعزيز دورها الوسيط، عبر الإيحاء بأنها “خُدعت”، بينما الحقيقة أنها، كعادتها، أدّت دورها بإتقان: الوسيط الذي يقبل أن تُضرب أرضه… بشرط أن يكون على علم مسبق.
و
و
#اللهم_لا_ترفع_للكيزان_راية_ولا_تحقق_لهم_غاية_واجعلهم_للعالمين_عبرة_وآية
نشرت صحيفة "إسرائيل هيوم" العبرية، يوم الخميس، تفاصيل محادثة بين ترامب ونتنياهو وديرمر وماركو روبيو،…
أول اعتراف رسمي.. وزير الخارجية الإيراني: أضرار كبيرة طاولت المواقع النووية بعد 12 يومًا من…
مروي إعلام المحلية.رصد الحسن عبدالمهيمن طمأن قائد شعبة* إستخبارات الفرقة (19) مشاة مروي العقيد…
تقدمت الإعلامية *مروة عيد*، مقدمة البرامج المعروفة وصاحبة البصمة الإعلامية المتميزة، بأصدق التهاني والتبريكات إلى…
ذكرت شبكة "سي إن إن"، مساء اليوم الخميس، أن الولايات المتحدة تدرس استبدال موقع فوردو…
لندن / الخميس 26 / 06 / 2025 رحَّب رئيس الكتلة الديمقراطية نائب رئيس الحزب…