أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده ستواصل جهودها الدبلوماسية لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، معربا عن تفاؤله بإمكانية تحقيق السلام رغم التحديات الميدانية.
جاءت تصريحات أردوغان ردا على سؤال حول الخطوات الملموسة التي تخطط تركيا لاتخاذها لإعادة الأطراف إلى طاولة المفاوضات.
وقال أردوغان: “نؤكد بحزم أن هذه الحرب يجب أن تنتهي. منطقتنا لم تعد تحتمل هذا الوضع، ويجب بناء سلام عادل ودائم”. وأضاف: “حتى لو تخلى الجميع عن السلام، فلن نتخلى نحن عنه. تولي تركيا أولوية قصوى للدبلوماسية في حل النزاعات”.
كما أشار الرئيس التركي إلى أن المنطقة قد شهدت حصتها من عدم الاستقرار، مؤكدا على “ضرورة تهدئة الوضع في منطقتنا وبالتالي في عالمنا عبر بناء الاستقرار وفتح أبواب السلام”. ولفت إلى أن “هذا ما يتوقعه الجميع من تركيا، خاصة وأن كلا من أوكرانيا وروسيا أظهرتا ثقتهما بنا مرارا”.
وفي إشارة إلى المحادثات السابقة، ذكر أردوغان أن “المفاوضات التي عقدت في إسطنبول قد فتحت بابا نحو السلام”، معترفا في الوقت نفسه بأن “التطورات الميدانية تضيق مجال الدبلوماسية”. ومع ذلك، أكد أن أنقرة “ستسعى حتى ولو ببصيص أمل لتحقيق السلام”.
وكشف الرئيس التركي عن طموح بلاده لعقد “اجتماع على مستوى القادة في تركيا لبناء السلام المنشود”، مشيرا إلى أنه قد ناقش هذه المسألة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال اجتماعاتهما. ونقل أردوغان عن ترامب قوله: “إذا جاء الرئيس الروسي إلى إسطنبول أو أنقرة لإيجاد حل، فسأحضر أنا أيضا”.
واختتم أردوغان تصريحاته بالتأكيد على أن “تركيا ستعقد الاجتماعات اللازمة وتأمل في عقد لقاءات في أقرب وقت ممكن”، معربا عن اقتناعه بأن “ثمة أملا كبيرا في إحلال السلام، وأن بلاده ستواصل جهودها لإعادة التقريب بين الأطراف حتى لو تطلب ذلك بذل جهد مضن”.
وشهدت إسطنبول انعقاد الجولة الأولى من المفاوضات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا يوم 16 مايو الماضي، وذلك بعد دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 11 مايو لاستئناف الحوار بين الجانبين.
وفي تطور لاحق، عقد الطرفان جولتهما التفاوضية الثانية يوم 2 يونيو الحالي على الأراضي التركية، حيث استمرت المباحثات في قصر تشيراغان بإسطنبول لأكثر من ساعة. وقد شهد اللقاء تبادل مذكرات حول آليات تسوية النزاع بين البلدين.