#image_title
الطابية هى عبارة عن استحكامات عسكرية دفاعية وهجومية. وهي في الأصل بناء عسكري على شكل جدار ساتر مبني من الطوب والطين والحجارة، فيها فتحات تبعد كل فتحة عن الأخرى 92 سم تقريباً وتسمى «المزاقل» وقد تم بناء هذه الطوابي فى فترة حكم الخليفة عبدالله التعايشى بغرض صد و ايقاف تقدم الجيش البريطانى القادم على نهر النيل و البواخر و السفن من جهة الشمال نحو أم درمان, ولكن هل تعرف انه بجانب هذه الطابية هنالك حوالى 20 طابية تم بنائها فى فترة حكم المهدية فى حوالى العام 1897م منها واحدة فى منطقة حفير و3 طابيات فى فركة شمال السودان وفى السبلوقة وفى ولاية الخرطوم توجد حوالى 10« طوابي فى توتي الجنوبية، وتوتي الشمالية، والصبابي ــ حي الدباغة بأمدرمان ــ والموردة شمبات , اضافة إلى 4 طوابي بالسبلوقة، ولعل اشهر تلك الطوابي هى طابية الموردة بموقعها المميز قرب الاذاعة , كما ان الاغنية الشهيرة ” انا ام درمان انا السودان” التى كتب كلماتها الشاعر الراحل عبدالله محمد زين وتغنى بها الفرجوني و زينب الحويرص فى دويتو جميل قد لعبت دورا كبيرا فى ازدياد شهرة الطابية :
أنـا الطـابيـــة المقــــابله النيـل وأنـا العافيــة البشـــد الحيــــــل
ويبدو ان بحرى ايضا لديها طابية ” مقابلة النيل” و كأن بحرى تقول لشقيقتها أم درمان ” احنا برضه عندنا طابية مقابلة النيل وما فيش حد أحسن من حد ” وهذه الطابية توجد فى شمبات الخضراء العريقة والتى يعود تاريخها الى ما قبل العام 1504 م عندما كان اسمها ” الحليلة شوحطت ” والطابية مثار الحديث تم بناؤها فى العام 1896م تقريبا اى انه عمرها الان يناهز ال 129 عام ! وتتميز عن شقيقتها طابية ام درمان بانها بنيت على شكل دائرة مما يتيح للمدافعين عنها التصدي للعدوان من جميع الاتجاهات . وتتميز طابية شمبات عن شقيقتها طابية ام درمان غير شكلها الدائرى مما يجعلها اقرب الى القلعة , فانها ايضا كانت تقع وسط غابة كثيفة من الاشجار وهذه الأشجار تجعلها غير مرئية للأعداء . وتذكر المصادر التاريخية اشتراك الطابية فى معركة كررى التى وقعت فى 2 سبتمبر 1898م بين الجيش السودانى المهدوى و الجيش البريطانى المصرى بقيادة كتشنر باشا وكان افراد الطابية حوالي عشرين مقاتل بالإضافة لثلاثة مدفعجية كان يقودهم محمد فرح وكانت قيادة الطابية لمحمد فايت جودة التعايشي وكانت مسلحة بمدفع واحد ومن مهامها فتح النيران واغراق بوارج العدو ولكنها لم تصمد طويلا أمام قذائف البارجة التي أصابت جنود المدفعية وقضت على مقاومتهم وهذا أمر منطقى فالجيش الغازى كان جيش جيد التدريب يمتلك قوة تدمير هائلة بفعل أحدث الأسلحة التى كان يمتلكها فى ذلك الزمن مقارنة بجيش الخليفة عبدالله ومن حينها لم يسمع أحد عن هذه الطابية وتوارت سيرتها ولفها غبار السنين
والآن تبدو طابية شمبات فى حالة معمارية جيدة و كأنها بنيت فقط بالأمس بالرغم من عمرها الان الذى يناهز 129 عاما , وكأنها تتحدى الزمن وتقف شاهدة على حقبة زمنية هامة فى تاريخ الشعب السودانى .
والى اللقاء
صباحات وطن الجمال الجديد المنشود وجمعة طيبة مباركة للجميع وعنوان المقال انا وطنيٌ لا علاقة…
✍️ المستشار/مهيد شبارقة... في أزمنة الحرب حين تختلط الأصوات، ويعلو هدير المدافع والطائرات الحربية على…
بقلم : المستشار معاوية أبوالريش "عندما تنقلب الحياة رأساً على عقب" في لحظة واحدة، قد…
📘نهاية المباراتين في كأس العالم للأندية :- 🔹ريال مدريد والهلال إلى دور الـ 16 بكأس…
تصدت الدفاعات الجوية في بورتسودان، العاصمة الإدارية المؤقتة للسودان، لهجوم جوي محدود عبر مسيرات تم…
كتبت .. سمية السكوتي وتم فتح بلاغ جنائي تحت المادة 47 “أ ج ج” بالقسم…