عندما كشفت حرب البرهان حميدتي القبح الكامن في النفوس

محمد الفاتح حضرة
في السودان ..لم تكن الصدمة فقط في انفراط الأمن أو في دوي المدافع وسقوط الضحايا الأبرياء..
بل في شيء أكثر خطورة:
#تحوّل الجار إلى سارق، والمواطن إلى ناهب، والأخ إلى منتهك لحُرمة البيوت
🚗 آلاف السيارات نُهبت،
🏠 منازل فُتحت عنوة وسُرقت ودُمّرت،
📦 الممتلكات نُقلت إلى أطراف المدن والأحزمة العشوائية حولها ..
السيارات والأجهزة الكهربائية أغلبها نقل الي دارفور وما حولها ،وبعضها إلى خارج السودان.
#لكن السؤال الأعمق:
لماذا كل هذا الحقد؟
ولماذا كل هذا الاستعداد للنهب والتدمير
🧠 من الزاوية النفسية:
النهب لا يصدر فقط من “فقر الحاجة”، بل أحيانًا من فقر النفس والأخلاق.
حين يعيش الإنسان في بيئة مشبعة بالقهر والظلم، دون تربية على القيم، تتشكل لديه عُقد نقص تجاه من يملكون ما لا يملكه.
#ومع الزمن، يتحول هذا النقص إلى حسد دفين.. ثم إلى حقدٍ وعدوان، ينتظر فقط لحظة الفوضى كي ينفجر.
🧭 ومن الزاوية الأخلاقية:
هؤلاء الذين ينهبون تحت غطاء الحرب، ما هم إلا انعكاس لمجتمع لم يعد يربي أبناءه على “حرمة الملكية”، ولا على “الضمير”، ولا على “مراقبة الله”.
⚖️ في حديث النبي ﷺ:
> “كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه”
فهل بقي شيء من هذا الحرام لم يُنتهك؟
❗ الصدمة الأدهى أن المواطن السوداني لم يعد يثق حتى في قوات الجيش والشرطة والأمن!
فالكثير من منتسبي هذه المؤسسات شاركوا في النهب، أو غضوا الطرف عنه، أو تواطأوا مع المجرمين،
بل إن بعضهم تعامل مع ممتلكات الناس كـ”غنائم حرب” لا حرمة لها،
في مشهد يكشف غياب الورع والتقوى، وتآكل المؤسسة الأخلاقية التي من المفترض أن تحمي المواطن لا أن تنهب ما تبقى له!
❓ما العمل؟
وكيف نُصلح هذا الشرخ المجتمعي العميق؟
1. 🧠 مواجهة الذات كمجتمع:
الاعتراف بأننا كمجتمع فينا خللٌ أخلاقي لا يحله فقط تغيير الحكومات، بل ثورة تربوية.
2. 📚 زرع القيم من جديد:
نحتاج منابر المساجد والمدارس وحتى الإعلام والمنصات الرقمية أن تبدأ في غرس مبادئ “العدل”، و”الأمانة”، و”حرمة المال العام والخاص”.
3. 👥 عدالة انتقالية لا تعني فقط محاسبة المجرمين الكبار، بل أيضًا معالجة آثار النهب الشعبي والمؤسسي عبر قوانين وتعويضات ومصالحات.
4. 🫂 فتح مسارات للمصالحة المجتمعية:
فالذي نُهبت بيته لا يستطيع العيش في سلام مع ناهبيه إن لم يشعر بأن هناك عدالة وقيم تعود.
💔 الحرب لم تدمّر الحجر فقط، بل كشفت تآكل قيمنا كبشر.
💡 لكن كما الحرب تفضح، يمكن للسلام أن يُرمم..
بشرط أن نكون صادقين مع أنفسنا ونبدأ من الأساس:
((الأخلاق)).
🛑 الحرب السودانية تفضح القيم المنهارة: النهب الجماعي وانعدام الثقة في الجيش والشرطة
الخرطوم – تقرير خاص
كشفت الحرب الدائرة في السودان عن جانب صادم وخطير من الانهيار المجتمعي، تمثل في موجات من النهب الجماعي والاعتداءات على ممتلكات المواطنين، شملت سرقة المنازل وتدميرها، والاستيلاء على السيارات، ونقلها إلى ولايات دارفور ودول الجوار.
وتشير شهادات ميدانية إلى أن النهب لم يقتصر على مجموعات منفلتة، بل امتد ليشمل بعض عناصر الجيش والشرطة والأمن، ما أدى إلى تآكل ثقة المواطنين في المؤسسات النظامية، خاصة بعد تعامل بعض القوات مع ممتلكات المواطنين على أنها “غنائم حرب”.
ويفسّر مختصون هذا السلوك بـ”تراكم مشاعر الحقد والحسد” الناتجة عن الفقر والتهميش والحرمان الطويل، والتي انفجرت مع انهيار النظام العام، وسط غياب كامل للضوابط الأخلاقية والدينية.
🧠 ويؤكد الخبراء أن ما حدث لا يعكس فقط انهيار الدولة، بل انهيار القيم التربوية والدينية، مشيرين إلى حاجة السودان إلى مشروع وطني لإعادة بناء الأخلاق العامة، واستعادة الضمير المجتمعي، عبر مصالحة مجتمعية شاملة، وعدالة انتقالية عادلة، وإصلاح تربوي عميق.
💬 ويظل السؤال الأصعب مطروحًا:
إذا توقفت الحرب، كيف سيتعامل السودانيون مع بعضهم؟ وهل يمكن ترميم الثقة بعد هذا الانكشاف القيمي المرعب؟