#image_title
✍🏻المستشار/مهيد شبارقة
منذ أن بدأت بعض الوسائط الإعلامية والجهات الحكومية تتحدث عن عودة الحياة إلى الخرطوم تعالت الأصوات المشككة في صحة هذه الادعاءات واعتبرها كثيرون محض /تمثيل بايخ يراد به إرسال رسائل سياسية أكثر من كونه توصيفا حقيقيا للواقع على الأرض ففي ظل الحرب العبثية المستمرة منذ أكثر من عام والتي مزقت العاصمة وقلبت بنيتها التحتية رأسا على عقب يبقى السؤال الملح:
#هل عادت الحياة فعلا إلى الخرطوم..؟ أم أنها عودة مجتزأة خادعة لا تعني أكثر من رفع الغطاء عن كارثة لا تزال تتفاقم.؟
وهل عودة فعلية مرتب لها من قبل الحكومة أم مجرد ديكور دعائي…؟
تقول /صفاء وهي مهندسة مدنية عادت إلى الخرطوم بحماس للعمل في ورشة صيانة صغيرة ببحري إن الواقع كان صادما:
فالطرقات مقطوعة والكهرباء شبه معدومة ومصادر المياه ملوثة أو مدمرة فلا توجد مستشفيات تعمل بشكل منتظم ولا نقاط إسعاف أولي في كثير من الأحياء وهذا لا يمكن أن يسمى عودة حياة…!!!
ويتفق معها /هاشم وهو موظف سابق بوزارة الصحة عاد إلى أم درمان ليفاجأ بأن منزله تعرض للنهب وأن الجيران باتوا يعتمدون على بئر محفورة يدويا لسد رمقهم من المياه فالناس يعيشون على الحد الأدنى لا توجد دولة فعلية ولا توجد خدمات فقط محاولات أفراد للبقاء والحديث عن عودة الحياة فيه قدر كبير من الانفصال عن الواقع المرير…!!!
#اولا: من يروّج لعودة الحياة..؟؟ ولماذا؟
يقول مراقبون إن الحديث المتكرر عن عودة الحياة” يأتي في سياق حملات دعائية تقودها جهات سياسية وعسكرية بعضها يسعى لتبرير استمرار الحرب وخلق حالة من /الاستقرار الكاذب أمام المجتمع الدولي والبعض الآخر يستخدمها لتسويق سيطرته على مناطق معينة بوصفه /الضامن للاستقرار ولكن في العمق يرى هؤلاء المراقبون أن كل تلك الحملات تتجاهل عمق الانهيار الذي أصاب الدولة ومؤسساتها الحيوية.
#ثانيا: الخرطوم العاصمة التي صارت أطلالًا:
تشير تقارير من منظمات دولية وشهادات ميدانية إلى أن أكثر من 70% من مرافق الصحة والتعليم في العاصمة الخرطوم ما تزال خارج الخدمة فالأسواق الكبرى إما مغلقة أو تحت سيطرة جماعات مسلحة كما أن البنوك متوقفة والمواصلات تعتمد على وسائط بدائية باهظة الكلفة وبحسب تقرير حديث صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) فإن أكثر من نصف سكان الخرطوم السابقين ما زالوا في حالة نزوح داخلي أو لجوء خارجي وهو ما يسقط زيف الصورة المرسومة لعودة الحياة إلى العاصمة.
#ثالثا: معاناة من عادوا كان أسوأ قرار:
يروي /عبدالجليل وهو معلم عاد من القضارف إلى الخرطوم لتفقد منزله في حي الصحافة كيف اضطر للهرب مجددا بعد تعرضه للابتزاز من مجموعة مسلحة ظننت أن الأوضاع استقرت نسبيا لكنني وجدت نفسي في مرمى الخطر فلا توجد شرطة ولا حماية ولا قانون..!!
وتؤكد /مروة وهي أم لثلاثة أطفال أنها عادت لأسباب مالية بحتة بعد أن ضاقت بها سبل الحياة في معسكر للنازحين بجنوب الجزيرة (كنا نأمل أن نجد على الأقل بعض مقومات المعيشة لكن الخرطوم اليوم ليست سوى مدينة منهكة أشباحها أكثر من ناسها.
#رابعا:إعلام متواطئ أم مضلل..:
يشير عدد من الصحفيين المستقلين إلى وجود حملة ممنهجة عبر وسائل إعلام بعينها لتصوير العاصمة وكأنها استعادت عافيتها ويقول أحدهم طلب حجب اسمه لأسباب أمنية:
هناك تعتيم واضح على الانتهاكات والجرائم التي تقع في الخرطوم يوميا فمن يسيطرون على الأرض يفرضون الرواية التي يريدون ويروّجون عبر وسائل محسوبة عليهم
#خامسا: هل من أمل حقيقي…؟
رغم هذا المشهد القاتم لا تزال هناك جهود مجتمعية متفرقة تبذل لإحياء بعض مظاهر الحياة من خلال مبادرات تطوعية لإصلاح شبكات المياه أو إعادة فتح بعض المدارس في مناطق أقل توترا لكنها تبقى محدودة وغير كافية في ظل غياب الدولة وانتشار السلاح وانعدام الأمن..!!
ويرى محللون أن أي حديث عن عودة فعلية للحياة بالخرطوم ينبغي أن يبنى على ثلاثة أسس: وقف الحرب فورا/إعادة المؤسسات الخدمية للعمل تحت إدارة مدنية نزيهة/ووجود دعم دولي حقيقي لإعادة الإعمار.
ما عدا ذلك فكل ما يقال هو حكايات فارغة تروى لأهداف سياسية بحته
خاتمة:
إن الواقع الذي يعيشه سكان الخرطوم ممن عادوا إليها يكشف عن فجوة كبيرة بين الخطاب الرسمي والواقع الفعلي وبينما يسوق البعض /عودة الحياة بوصفها إنجازا تعيش الخرطوم في الحقيقة تحت أنقاضها حيث الماء رفاة والكهرباء ذكرى والدواء حلم بعيد نعم إنها عودة مشوبة بالمرارة بل ومحملة بالخذلان في مدينة لا تزال تسير على جراحها تبحث عن دولة… فلا تجدها والله المستعان
ن. الحرب التى اندلعت فى أبريل٢٠٢٣م عطلت البلاد ودمرت البلاد واخرت البلاد ولكن بعزيمة السودانيين…
أعلنت مصادر عسكرية وميدانية عن استعادة القوات المسلحة السودانية، صباح السبت، سيطرتها الكاملة على منطقتي…
تنطلق صباح اليوم امتحانات الشهادة الثانوية السودانية للعام الدراسي 2024، التي خُصصت للدفعة المؤجلة، وذلك…
لقي ما لا يقل عن 50 من عمال التعدين مصرعهم إثر انهيار مأساوي لأحد المناجم…
• بعد الحديث عن ربع المناصب..تصاعد التوترات بين أطراف اتفاق جوبا وسط خلافات حادة بشأن…
تجد عملية تنفيذ اتفاق جوبا لسلام السودان نفسها على مفترق طرق جديد، عقب اتهامات صريحة…