المخرج السوداني طارق خندقاوي “أحلم بالوصول إلى هوليوود، والفن مسؤولية وطنية”

 

حوار: سها البغدادي

في كل خطوة من مسيرته، يثبت أن الشغف هو المحرّك الحقيقي للنجاح، وأن الفن ليس مجرد أدوار تُؤدّى على الشاشة، بل رسالة تُحمل بقلب مؤمن وعقل واعٍ.
ضيفنا اليوم هو الإعلامي والممثل والمخرج والمنتج طارق خندقاوي، أحد الأسماء البارزة في ساحة الفن السوداني، وصاحب التجربة الغنية التي جمعت بين الإعلام، السينما، التمثيل، والإخراج، والتي امتدت من السودان إلى مصر والمغرب.
فتح قلبه  وتحدث معنا عن مسيرته، أحلامه، الصعوبات التي واجهها، وطموحه في أن يرى الفن السوداني يلمع في سماء العالمية.

عرفنا بنفسك، من هو طارق خندقاوي؟

 

أنا طارق خندقاوي، إعلامي، ممثل، مخرج، ومنتج سينمائي.
صاحب العلامة التجارية ™️KHANDAGAWI، ومؤسس شركة “خندقاوي للإنتاج الفني والإعلامي”.
أفخر بكوني حفيد الراحل د. إدريس البنا، أول مدير عام لتلفزيون السودان، والذي كان نائبا  لرئيس مجلس السيادة في فترة حكومة الديمقراطية الثالثة (1986 – 1989م). لقد تعلمت منه الكثير، وكان له أثر بالغ في تشكيل وعيي الإعلامي.

متى بدأت علاقتك بالإخراج والتمثيل؟

علاقتي بالإخراج بدأت بعد دراسة السينما والوسائط المتعددة، ثم التخصص في الإخراج بشكل أكاديمي.
أما التمثيل فهو شغفي منذ أيام المدرسة، كنت أشارك في المسرحيات والفعاليات الفنية، ومع الوقت تحوّل من هواية إلى مهنة أعيش بها ولها.

ما أبرز الصعوبات التي واجهتك في بداياتك؟

في البداية، كان غياب مراكز تدريب تمثيل مؤهلة في السودان هو التحدي الأكبر. أغلب الورش الفنية كانت تأتي من مبادرات خارجية أو مراكز ثقافية أجنبية.
أما اليوم، فالمشكلة الأكبر تكمن في ضعف الإنتاج، وهي عقبة حقيقية أمام تطور السينما السودانية.

شاركت في عدد من المهرجانات الدولية، حدثنا عن ذلك؟

نعم، كانت لي مشاركات مهمة في مهرجانات مصرية ومغربية، منها:

مهرجان الإسكندرية السينمائي

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي

مهرجان الدار البيضاء السينمائي الدولي لحقوق المرأة

مهرجان زاكورة السينمائي (حيث كنت ضيف شرف وممثلًا للسودان)

ومن بين الجوائز التي أعتز بها، جائزة أفضل تصوير عن فيلمي في مهرجان الدار البيضاء 2019م، العام الذي حصد فيه السودان عددًا من الجوائز الدولية في السينما.

ما هي أول تجربة تمثيل لك؟

أول تجربة كانت في فيلم “الأصبع الخارق” عام 2012م، بدور بطولة بعد ورشة استمرت عامين.
وكان هذا الفيلم بوابة لانطلاقتي في مسلسل “حلوين” في رمضان 2013، ثم شاركت في عدد من الأعمال المسرحية والتلفزيونية والسينمائية.

وما هي أبرز الأعمال التي أخرجتها؟

من أبرز أعمالي كمخرج:

فيلم “فوبيا الفسخ” (2016م – تم تصويره في مصر)

فلاش موب سودان في مول عفراء (2014م)

إخراج حفل مئوية جمعية صاي الخيرية بالقاهرة (2018م)

بماذا تنصح من يرغب أن يكون مخرجًا أو ممثلًا ناجحًا؟

أن يكون لديه موهبة حقيقية، ويقوم بثقلها بالدراسة والتجربة والممارسة المستمرة.
الموهبة وحدها لا تكفي، ولا الدراسة وحدها تُنتج فنانًا.

في رأيك، ماذا ينقص الممثل السوداني ليصل إلى العالمية؟

الانفتاح على العالم، والاستفادة من التقنيات الحديثة، والتطلع إلى معايير الإنتاج العالمي.
أعتقد أن التطور الذاتي هو المفتاح، بجانب الدعم المؤسسي.

ما رأيك في واقع الدراما السودانية اليوم؟

الناس متعطشة للدراما، والمجتمع السوداني محب للفنون. لكن للأسف، هناك فراغ كبير في الساحة الفنية، وغياب للرقابة والتقييم قد يؤدي إلى نتائج غير محمودة على المدى البعيد.
رغم ذلك، أحيي المحاولات الفردية على السوشيال ميديا التي بدأت تقدم محتوى إبداعيًا يستحق الدعم.

بعد أكثر من عقد في هذا المجال، ما هي خطوتك القادمة؟

أود أن أتفرغ أكثر للتمثيل، وأن أحقق ما لم أتمكن من تحقيقه في السنوات العشر الماضية.
أعمل حاليًا على إنتاج مسلسل سوداني سيتم تصويره هنا في مصر، وهو مشروع أضع عليه آمالًا كبيرة.

ما طموحك الأكبر؟

أن أصل إلى هوليوود، وأن أكون جسرًا يُعبر من خلاله الفن السوداني إلى العالم.

ماذا تعني لك هذه المسيرة؟ وماذا استفدت منها؟

هي تجربة منفتحة على العالم، علّمتني كيف أكون سفيرًا لثقافتي وهويتي في المحافل الدولية.
الفن ليس فقط أدوارًا تُجسّد، بل رسالة ومسؤولية وطنية.

 

رسالتك الأخيرة للمجلة وللجمهور ؟

أشكر أسرة المجلة والجمهور العربي الذي أكن له كل حب وتقدير. لطالما شعرت بالترحاب والاحترام في مشاركاتي بالدول العربية .
وأتمنى أن يجد الفنان السوداني الدعم العربي الكافي لرفع اسم بلاده عاليًا، وأن نرى يومًا ما إنتاجات عربية إفريقية مشتركة تُترجم قوة فنوننا وهويتنا.
والشكر موصول لمجلتكم المحترمة على هذا اللقاء الجميل.

تابعوا أعمال طارق خندقاوي القادمة عبر المنصات الرسمية ووسائل التواصل الاجتماعي، فالقادم مليء بالشغف والإبداع.