قوات الدعم السريع تحاصر أكثر من ألف أسرة جنوب الفاشر

كشفت مصادر محلية، أن قوات الدعم السريع تحاصر أكثر من ألف أسرة هربت من أبو زريقة والقرى المجاورة لها في بلدة تابت، التي تبعد 45 كيلومترًا إلى الجنوب الغربي من الفاشر، عاصمة شمال دارفور. في بداية ديسمبر الحالي.
وقام مسلحون ينتمون للمقاومة الشعبية والذين يُعرفون بـ “التكوشات” في منطقة أبو زريقة ومخيم زمزم بنهب ماشية تعود للرحل في منطقة “وادي مرة”، وقتلوا أحد الرعاة، مما دفع الرحل إلى تنظيم فزع أهلي لملاحقة آثار الماشية المسروقة.
دخل الفزع الأهلي في مواجهات مسلحة مع السكان في قرية تمدحيش القريبة من وادي مرة، وكذلك في القرى المؤدية إلى أبو زريقة، قبل أن ينسحب بعد وصول تعزيزات عسكرية من القوة المشتركة للحركات المسلحة إلى موقع الأحداث.
وشنت جماعات مسلحة متحالفة مع قوات الدعم السريع هجومًا على أبو زريقة وبعض القرى مثل “تمدحيش، ديم سلك، رخيوة، حلة يعقوب، كبقا، حلة أحمد، وحلة آدم نيل”، مما أدى إلى سقوط ضحايا من المدنيين ونزوح شبه كامل للسكان.
وذكرت المصادر أن هجمات القوات الموالية للدعم السريع على أبو زريقة والقرى المحيطة بها قد أجبرت المواطنين على النزوح الكامل من منازلهم، حيث اختارت أكثر من ألف أسرة الذهاب إلى بلدة تابت، لكنهم يواجهون حصاراً من قبل قوات الدعم السريع منذ أكثر من سبعة أيام.
وأفاد المواطن إلياس أحمد محمد من بلدة تابت لـ”دارفور24” أن أكثر من ألف أسرة قد هربت من قرى “ديم سلك، أبوه، أم دريساي، وجزء من قرية رخيوة”، ووصلت إلى تابت بعد الأحداث في أبو زريقة، مؤكدًا أن أوضاعهم صعبة بسبب إغلاق الطرق المؤدية إلى الفاشر.
وذكر أن قوات الدعم السريع المتواجدة في منطقة كولقي تتحكم في كافة المداخل والمخارج المؤدية إلى بلدة تابت، مما زاد من تفاقم أوضاع النازحين.
وأفاد عدد من أقارب الفارين من الأحداث في أبو زريقة بمخيم زمزم بأنهم فقدوا الاتصال بالفارين الذين توجهوا إلى بلدة تابت. أبدى موسى عبد الرازق، أحد القادمين من قرية رخيوة، استياءه من الظروف التي يمر بها الفارون بعد أن انقطعت سبلهم في بلدة تابت، في الوقت الذي توقفت فيه الطرق التي تربط تابت بالفاشر. وناشد عبد الرازق وكالات الأمم المتحدة لتأمين إجلاء النازحين من أحداث أبو زريقة الذين يعانون في بلدة تابت، محذرًا من تدهور أوضاعهم الإنسانية.
وتشهد بلدة تابت والقرى المحيطة بها حالة من الانفلات الأمني الخطير، مما أدى إلى إغلاق السوق المحلي قبل أن تعود أنشطته للانطلاق من جديد مؤخرًا.